"مولينبيك".. مرحبا بك في حي "الإرهابيين"
في أعقاب كل عمل إرهابي تشهده أوروبا، باتت الأنظار تتجه تلقائيا إلى حي "مولينبيك" بمدينة بروكسل، باعتباره بؤرة الإرهاب الأشهر.
تحوّل سكان حي "مولينبيك" بالعاصمة البلجيكية بروكسل إلى متهمين حتى إثبات براءتهم بسبب تورط عدد غير قليل من شباب الحي في أعمال إرهابية في بلجيكا ودول أوروبية أخرى، مما جعل سكان الحي كله يوصمون بالإرهاب.
وفي أعقاب كل عمل إرهابي تشهده أوروبا، باتت الأنظار تتجه تلقائيا إلى حي "مولينبيك" بمدينة بروكسل، باعتباره بؤرة الإرهاب الأشهر، ومركز انطلاق العمليات الإرهابية في أرجاء أوروبا.
الحي الذي تعيش به غالبية من أصول عربية مغاربية، شهد يوم الجمعة الماضي حملة مداهمة مخيفة، تم خلالها اعتقال صلاح عبد السلام، المشارك الرئيسي في تفجيرات باريس نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولم تزل المعلومات تتوالى عن مزيد من مرتكبي التفجيرات والهجمات الانتحارية، ممن عاشوا في هذا الحي أو انضموا لخلايا متطرفة سكنت به.
ويبدو حي "مولينبيك" منطقة معزولة في بروكسل المترفة ذات البنايات العريقة والمستوى المعيشي المرتفع، إذ تتجلى مظاهر الفقر في الحي الذي تسكنه، في الغالب، أسر من أصول غير أوروبية، استقرت في "مولينبيك" بأعداد كبيرة منذ سنوات طويلة، تلك الأسر التي صار الجيل الثالث والرابع من أبنائها، ممن يعيشون في الحي حاليا، بمثابة "قنابل موقوتة" في قلب أوروبا، تتجه إليهم دائما أنظار المحققين وسلطات الأمن عقب كل عمل إرهابي.
في أوقات سابقة، كان ينظر إلى حي مولينبيك كرمز للتعايش الأوروبي مع الأقليات من ذوي الأصول الأخرى، وكان يجري التعاطي مع اختلاف عادات سكانه وممارساتهم الدينية باعتبارها تنوعا ثقافيا.. أما في الوقت الراهن، ومع ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية في أوروبا، وارتباطها المباشر بهذا الحي، استحق "مولينبيك" عن جدارة اسم "حي الخوف"، وصار منطقة معزولة سيئة السمعة، تتزايد حولها الشكوك، وتعزلها المخاوف من أعمال إرهابية جديدة.
وبينما تكثف السلطات الأمنية في أوروبا حاليا جهودها للكشف عن مرتكبي هجمات بروكسل، تتكشّف كل يوم مزيد من الحقائق عن الخلايا التي تقطن حي "مولينبيك"، في ظل تاريخ طويل مع الإرهاب تبدو مظاهره فيما يلي:
في يوم الجمعة 18 مارس/آذار الجاري، ألقي القبض على صلاح عبد السلام المتهم الرئيسي في ارتكاب هجمات باريس في نوفمبر/ تشرين الثانى 2015، وهو أحد قاطنى الحي، وكذلك عبد الحميد أباعود المتهم بأنه العقل المدبر الأساسي للهجمات.
في 14 يناير/كانون الثانى 2015، أحبطت السلطات الأمنية البلجيكية مخططا لهجوم على الشرطة، وقتلت شخصين كشفت التحقيقات اتصالهما بعناصر من المقيمين بحي "مولينبيك"، وفي اليوم التاسع من الشهر نفسه، قام الإرهابي أحمدي كوليبالي بقتل شرطية ورهائن في متجر بباريس عقب هجوم شارلى إبدو، وتبين أن كوليبالي اشترى سلاح جريمته من حي "مولينبيك".
في 24 مايو/أيار عام 2014 ،أطلق الفرنسي ذو الأصول الجزائرية مهدي نموش النار على مدنيين بمتحف يهودي في بروكسل، في هجوم إرهابي أسفر عن مقتل 4 أشخاص، وكان نموش، بدوره، من قاطني حي "مولينبيك".
في 11 مارس/آذار عام 2004، ضربت سلسلة تفجيرات متزامنة قطارات ركاب في مدريد بأسبانيا، أسفرت عن مقتل أكثر من 190 شخصا، لتكشف التحقيقات أن مدبّر الهجمات ذا الأصول المغربي والمعتقل حاليا حسن الحسكي، كان أيضا أحد سكان "مولينبيك".
في 9 سبتمبر/أيلول عام 2001، قامت خلية إرهابية بقتل أحمد شاه مسعود، أحد كبار معارضي حركة طالبان في أفغانستان، ثم تبين أن الخلية التابيعة لتنظيم القاعدة، كانت تسكن حي "مولينبيك".
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA= جزيرة ام اند امز