البرلمان اللبناني يفشل للمرة الـ 37 على التوالي، في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس العماد ميشال سليمان، لعدم اكتمال النصاب
فشل مجلس النواب اللبناني اليوم الأربعاء للمرة الـ 37 على التوالي، وبعد مرور 22 شهرا على الفراغ الرئاسي، في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس المنتهية ولايته في الـ 25 من مايو/ أيار الماضي العماد ميشال سليمان، وذلك نظرا لعدم اكتمال النصاب القانوني لعقد الجلسة التي كانت مقررة.
وأرجأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جلسة انتخاب الرئيس إلى 18 أبريل/ نيسان المقبل لعدم اكتمال النصاب القانوني، حيث حضر جلسة اليوم 62 نائبا، علما بأن النصاب القانوني هو 86 نائبا، أي ثلثا أعضاء المجلس النيابي المؤلف من 128 نائبا، وسط استمرار مقاطعة كتلتي "الوفاء للمقاومة " و"التغيير والإصلاح".
وقال النائب روبير غانم رئيس لجنة الإدارة والعدل في مجلس النواب اللبناني: "إن استمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يخالف الدستور"، موضحا أنه من الناحية الدستورية لا يوجد دستور في العالم ينص على تعطيل المؤسسات، حيث إن الدساتير وجُدت من أجل تفعيل المؤسسات وتنظيم المرافق العامة في الدولة، ولا يوجد أي نص يشير إلى إمكانية تعطيل المؤسسات الدستورية ومنها رئاسة الجمهورية.
وحذر من التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبنان، وقال إن هذا التدخل هو مشكلة أساسية تواجهها البلاد بواسطة فرقاء لبنانيين لهم علاقات بالخارج، وهذا ما يؤدي إلى تعطيل الحلول في الملفات اللبنانية ومنها الملف الرئاسي.
ونوّه النائب روبير غانم بالمبادرتين الرئاسيتين المتمثلتين بإعلان سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، أحد أقطاب قوى الرابع عشر من آذار، تبني حزبه ترشيح النائب ميشيل عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح، أبرز أقطاب قوى الثامن من آذار، لرئاسة الجمهورية، وإعلان تيار المستقبل الذي يترأسه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق النائب سعد الحريري، أبرز أقطاب 14 آذار، تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية" أحد أبرز أقطاب 8 آذار" لرئاسة الجمهورية .
وقال إنها مبادرات جدية وجاءت من قوى 14 آذار لترشيح أشخاص من قوى 8 آذار"، معربا عن أسفه "أن هذه المبادرات لم تؤد إلى نتيجة إيجابية، مما يشير إلى أن هناك نية لدى بعض الفرقاء اللبنانيين إلى الاستمرار بالتعطيل ريثما تنجلي الأمور حول مجريات الوضع في سوريا"، محذرا من "خطورة استمرار تعطيل انتخاب رئيس جديد للبنان، لأن الخاسر الأكبر هو لبنان".
ووصف النائب سامي الجميل، الذي حضر مع نواب كتلة حزب الكتائب، المشهد الذي تكرر للمرة الـ 37 "بالمسخرة" على حد قوله، أما رئيس الكتلة النائب إيلي ماروني فأبدى استغرابه لغياب المرشحين لرئاسة الجمهورية أو حتى من يمثلهما ووصفهما "بالأشباح".
وقال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق النائب سعد الحريري: "أتينا لنمارس واجبنا الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية، للأسف ما زال التعطيل مستمرا كما كنا نراه في كل مرة. رأيي كرأي الرئيس نبيه بري أن انتخاب رئيس للجمهورية هو الحل لكثير من الأزمات التي نراها في البلد. غياب بعض النواب عن هذه الجلسة يبين أن هناك من يريدون تعطيل رئاسة الجمهورية، واستمرار هذا الموضوع غير مقبول".
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز