تفجيرات بروكسل والأزمة السورية.. كل الأطراف تأكل على مائدة الحدث
المعارضة والنظام يتبادلان تهمة الإرهاب بعدها
المعارضة والنظام السوري يتبادلان تهمة الإرهاب بعد تفجيرات بروكسل، ودي ميستورا قال إنها تذكر بضرورة التوصل إلى حل سياسي
جاءت التفجيرات التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل أمس الثلاثاء متزامنة مع المفاوضات التي يقودها المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا في العاصمة السويسرية جنيف، للبحث عن حل للأزمة السورية، التي دخلت عامها السادس.
ورغم أن المعلومات الواردة إلى الآن عن هويات منفذي التفجيرات، تشير إلى أنهم من المقيمين في بلجيكا، وليسوا من اللاجئين السوريين، الذين انتشروا في العواصم الأوربية، هربًا من الحرب، إلا أن ذلك لم يمنع أطراف الأزمة من محاولة استغلال الحدث واستخدامه في تبرير وجهة نظره حيال الأزمة.
المعارضة استبقت محاولات الربط بين التفجيرات واللاجئين السوريين، وألمح برهان غليون، العضو البارز في الائتلاف السوري، إلى فيديو شهير قبل 4 أعوام لمفتي سوريا أحمد حسون، يطلب فيه من بشار الأسد إرسال انتحاريين إلى أوروبا لردعهم، بسبب دعمهم للمعارضة.
وقال غليون الذي وضع رابط لهذا الفيديو على صفحته الرسمية بموقع "فيس بوك": "أمام انتشار العمليات الانتحارية في أكثر من دولة أوربية وفي تركيا بهدف الإرهاب والترويع والضغط، هل يمكن أن نتجاهل مثل هذه التصريحات التي أراد بها مفتي النظام السوري أن يردع اوروبا عن اتخاذ مواقف مناهضة لحكم الأسد الدموي؟".
وركز خالد خوجة، الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، على البعد ذاته، في تعليقات كتبها على حسابه الرسمي بموقع "تويتر".
وأشار إلى خيار "نحن أو الإرهاب"، الذي دائمًا ما يضعه الطغاة أمام المجتمع الدولي، لتبرير وجودهم.
وقال "آن للغرب أن يخرج من فخ هذه المقاربة، وأن يدرك أنه لولا أولئك لما كان الإرهاب، وأن القضاء عليه مرهون بدعم إرادة الشعوب".
وحاول بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري في جنيف، هو الآخر استغلال الحدث لصالح أهداف النظام السوري.
وقال الجعفري، إن الهجمات هي نتيجة عكسية لداعمي الإرهاب وللسياسيات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب لتنفيذ أجندات معينة.
وأضاف، في مؤتمر صحفي بجنيف، أن تفجيرات بروكسل وباريس تؤكدان أن الإرهاب لا حدود له، مشيرًا إلى أن منفذي هجمات بروكسل كانوا يقاتلون في سوريا قبل أن يعودوا إلى عاصمتهم بروكسل ويرتكبون الأعمال الإرهابية.
ولم يكن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بمعزل هو الآخر عن مشهد استغلال الحدث.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي، إن الاعتداءات الدامية التي استهدفت بروكسل تذكر بضرورة التوصل إلى حل سياسي للحرب السورية عبر المفاوضات التي تجري في جنيف.
وقال موفد الأمم المتحدة، إن مأساة بروكسل تؤكد من جديد ضرورة "عدم إضاعة الوقت والعمل لإخماد النار المشتعلة" في سوريا.
وتابع دي ميستورا أن "الحل اللازم لمكافحة الإرهاب يمر بالتوصل الى صيغة للانتقال السياسي في سوريا"، ليتسنى التركيز على الخطر الحقيقي الذي يتهدد الجميع في أوروبا والعالم وفي سوريا.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز