إمام أمريكي: كروز طلب الاستماع للإسلام لكن مواقفه تبدلت
المرشح الجمهوري خرج بتصريحات مناهضة للمسلمين
أستاذ شريعة إسلامية أمريكي يقول إن المرشح الجمهوري تيد كروز طلب منه قبل أشهر قليلة أن يشرح له أمور يجهلها عن الإسلام.
كشف الإمام جو برادفورد، أستاذ الشريعة الإسلامية الأمريكي وأحد زعماء جمعية المسلمين بمدينة هيوستن الأمريكية، أن المرشح الجمهوري تيد كروز طلب منه قبل أشهر قليلة أن يشرح له أمور يجهلها عن الإسلام والمسلمين، لكن المرشح عاد بعد هجمات بروكسل وطالب بتنظيم دوريات في الأحياء المسلمة في الولايات المتحدة، قبل أن تصبح متطرفة.
الأمر الذي أثار استنكارًا واسعًا داخليًّا وخارجيًّا ودفع الإمام برادفورد إلى التأكيد بأن المرشح لم يكن يستمع إلى قادة الجمعية المسلمة، وإنما كان يقوم بحملة أخرى ترويجية لانتخابات الرئاسة.
وقال الإمام في مقال له على موقع "أولتر نت" إنه شعر بأن قلبه انخلع بعد هجمات بروكسل وكذلك هجمات تركيا، لكن وسط هذا الأمر الجلل ظهرت التصريحات "المسيسة" لتيد كروز سيناتور ولاية تكساس.
وأشار برادفورد أن سيرة كروز المهنية معروفة في الولاية وكان له موقف شجاع عندما رفض تصنت السلطات على بعض الأشخاص المشتبه بهم.
وأضاف أنه منذ أشهر قليلة، اتصل بالإمام أحد أصدقاء أسرة كروز وطلب منه لقاء حملة المرشح وشرح بعض الأمور عن الإسلام.
ورحَّب الإمام رغم اختلافه مع المرشح في عدة قضايا، لكنه منفتح على التحدث إلى شخص يتطلع إلى تثقيف نفسه عن حركة المجتمع المسلم.
وضم اللقاء عددًا كبيرًا من المسلمين من المحامين وممثلي الحزب الجمهوري ومعلمين وأطباء ورجال أعمال.
وقضى الجميع ليلة طويلة تحدثوا فيها عن الإسلام، والتركيبة السكانية للمجتمع الإسلامي والشريعة وماذا تعني للمسلمين، والأهم من ذلك كيف تستطيع حملة كروز الاقتراب من الجالية المسلمة وتبدد أيضًا بعض الاتهامات التي وجهت إلى هذا المجتمع.
وخلال اللقاء، شدد الإمام على أنه إذا كان السيناتور كروز يرغب في حشد التأييد الإسلامي، فإنه يحتاج ببساطة إلى الالتزام الصارم بالدستور الذي يعبر عنه والذي يدافع عن الحريات الدينية.
وأكد أن المجتمع المسلم ليس بحاجة لزعيم سياسي يعجب بالمسلمين، بل مرشح يحمي حريتهم الدينية ويتقبلهم مثل أي أمريكي آخر.
وبالنسبة للعديد من الذين شاركوا في هذا اللقاء؛ فإنهم كانوا يأملون فعلًا أن يكون كروز هو ذلك المرشح، خاصة أنه على موقع كروز على الإنترنت تظهر تعبيرات مثل أنه لن يصمت أمام وزارة العدل وإدارة الهجرة وكل الوكالات الفيدرالية إذا مست الحريات الدينية.
ولكن مع تصريحات كروز الأخيرة، فيبدو أن الحرية الدينية بالنسبة له تقتصر على عدد قليل من الناس، حسب تعبير برادفورد.
وقال برادفورد إن بطلب كروز مراقبة الأحياء المسلمة، فهل يقصد الحي الذي يقيم به أم أحياء أخرى لأنه بالتأكيد هناك شخص واحد مسلم على الأقل حتى في الحي الذي يقيم به كروز.
وأعرب عن اعتقاده بأن كروز نفسه لا يفهم ما يقول، وإذا كان وجود مسلم في حي يعني أن هذا الحي كله مسلم؛ إذن فإن برادفورد يعيش في حي مسلمين، خاصة أن جيرانه مسلمون.
لكن برادفورد أشار أيضًا إلى أن الحي يقيم به هندوس وبوذيون وكاثوليك وبروتستانت، فهل يجب مراقبة هذا الحي أيضًا، وإذا تم وضع شرطة تراقب هذا الحي فهل هي تحمي بذلك الحريات الدينية؟
وندد برادفورد بالهيستيريا التي ظهرت مؤخرًا والتي ترى أن مجموعة من الأشخاص خطيرون، مؤكدًا أنه ستكون لها عواقب خطيرة.
وأكد أيضًا أن تصريحات كروز خطيرة للغاية تهدف إلى عزل المسلمين والتنفير منهم بين جيرانهم وتساهم في تأكيد هذه الهستيريا، وكل هذا في سبيل برنامج انتخابي يجعله يتخلى عن الحريات التي أقسم على حمايتها، حسبما يقول برادفورد.
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز