إصابة 443 فلسطينيًّا في مواجهات مع الاحتلال بالضفة وغزة
إسرائيل تُجمِّد 1200 تصريح دخول لعمال فلسطينيين من الخليل
دهس جندي إسرائيلي في القدس.
أصيب 443 فلسطينيًّا بجروح وحالات اختناق في مواجهات شديدة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في "جمعة أصحاب الأرض"، كما أطلق عليها الفلسطينيون، وهي الجمعة الثامنة لاندلاع الانتفاضة، فيما أصيب جندي إسرائيلي في عملية دهس شرقي القدس، وأعلن عن إحباط عملية طعن قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل بعد اعتقال طفل بحوزته سكين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانٍ لها حصلت "العين الإخبارية" على نسخةً منه: إنها تعاملت مع 443 مصابًا، خلال مواجهات في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، منها 54 بالرصاص الحي، و61 بالرصاص المطاطي، و322 غاز، و6 سقوط وحروق.
بينما ركزت وزارة الصحة الفلسطينية على إحصائية المصابين بالرصاص الحي وتوزيعهم المناطقي، مبينة في بيان تلقت "بوابة العين" نسخةً منه، أن هناك أكثر من 50 إصابة، منهم 8 إصابات بالرصاص الحي، و3 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في رام الله، وسط الضفة.
وذكرت أن مدينة الخليل، جنوب الضفة، شهدت مواجهات عنيفة أصيب خلالها 22 مواطنًا بالرصاص الحي في الأجزاء السفلية، و5 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما سجَّلت ثلاث إصابات في بيت لحم إحداها بالرصاص الحي، وشهدت قلقيلية إصابتين أخرى، وقطاع غزة شهد إصابة 25 فلسطينيًّا بجروح.
تفصيليًّا، شهدت الخليل أعنف المواجهات عقب تشييع الشهيد شادي عرفة، الذي قتله الجيش الإسرائيلي مساء الخميس قرب مفرق غوش عتصيون.
وسرعات ما امتدت المواجهات لتشمل بلدة حلحول، ومنطقة رأس الجورة، التي شهدت مسيرة دعت لها الفصائل الفلسطينية، وتخللها تنديد بحظر إسرائيل الجناح الشمالي للحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح.
وقال مصدر طبي: إن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات، فيما رصد استهداف متعمد للصحفيين؛ حيث أصيب اثنان منهم وهما: مهند الشريف وشادي القواسمي اللذان يعملان لصالح وكالات محلية في المدينة.
وشهد مدخل البيرة الشمالي، بالقُرب من حاجز "بيت إيل" مواجهات عنيفة استمرت حتى ساعات المساء، رشق خلالها الشبان القوات الإسرائيلية بالحجارة وسط كر وفر تخلله إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي أدى إلى وقوع العديد من الإصابات بينها شاب أصيب برصاصة في رأسه.
وأصيب قرابة 100 فلسطيني غالبيتهم باستنشاق الغاز في مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في أربعة من مدينة قلقيلية وبلداتها، تركز أعنفها في حي النقار، غرب المدينة قلقيلية.
وفي بيت لحم، تجمع مئات المستوطنين على مفرق "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم وقطعوا الطريق أمام المواطنين، في حين تجددت المواجهات مع الاحتلال في مخيم عايدة وعلى مدخل بيت لحم الشمالي.
مواجهات غزة
وبقيت الأطراف الشرقية للقطاع مسرحًا لمواجهات عنيفة، تركزت هذه الجمعة شرقي مخيم البريج وسط القطاع، حيث سجل إصابة 9 فلسطينيين أحدهم صحفي، وجميعهم أصيبوا بالرصاص الحي، وفق ما أفاد لـ"بوابة العين"، الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة.
وذكر القدرة، أن 15 إصابة أخرى سجلت قرب موقع ناحل عوز شرق حي الشجاعية، فيما سجلت إصابة قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أصيب مساء الجمعة، جندي إسرائيلي بجروح طفيفة في قدمه بعد عملية دهس قرب بلدة أبو ديس، إلى الشرق من القدس المحتلة.
وذكرت موقع "واللا" العبري، أن مركبة فلسطينية اقتحمت حاجزًا لقوات "حرس الحدود" الإسرائيلي ودهست جنديًّا قبل أن تفر من المكان وسط إطلاق نار نحوها من الجنود، بينما تم نقل الجندي المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقبيل هذا الحادث، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إحباط عملية طعن بعد اعتقال طفل ادعى العثور على سكين بحوزته.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني، أنه تم اعتقال فتى بحوزته سكين قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل، بعدما اقترب من الجنود محاولًا طعن أحدهم.
وقال سكان محليون: إن المعتقل طفل في الخامسة عشرة من عمره، يُدعى علاء العواودة من بلدة دير سامت، غرب مدينة دورا، في الخليل، مشككين في الرواية الإسرائيلية.
مزيد من القيود
إلى ذلك، أعلنت قوات الاحتلال، اتخاذ إجراءات من شأنها الحد من حركة الفلسطينيين على مفترق مستوطنة "غوش عتصيون"، بين بيت لحم والخليل، جنوب الضفة، بحجة الحفاظ على أمن المستوطنين.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هذه الإجراءات جاءت بعد العملية الفدائية يوم أمس، التي أدت لمقتل مستوطنين وإصابة 8 آخرين. وتتضمن "الحد بشكل مؤقت من حركة الفلسطينيين على مفترق مستوطنة "غوش عتصيون"، واستدعاء قوات إضافية من الجيش لمنع عمليات إلقاء الحجارة وعمليات الدهس وإطلاق النار، وعمليات الطعن".
وأوردت أن الجيش الإسرائيلي يعتزم إقامة جدار طويل على مقطع الطريق، لمنع إلقاء الحجارة على المركبات المارة فيه.
إلى ذلك، دعا مجلس مستوطنة "غوش عتصيون" من يحمل السلاح من المستوطنين "المساعدة في حماية عمليات نقل الطلبة المستوطنين إلى المدارس"، في خطوة تحريضية لعصابات المستوطنين لاقتراف الجرائم ضد المواطنين الفلسطينيين.
في غضون ذلك، جمدت قوات الاحتلال، 1200 تصريح دخول لعمال فلسطينيين من الخليل، لحين انتظار نتائج التحقيق في عملية الطعن يوم أمس بـ"تل أبيب" التي نفذها أحد سكان المدينة.
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، اللواء يوآف مردخاي: إن التجميد مؤقت لحين الانتهاء من التحقيق بعملية تل أبيب، التي أدت لمقتل حاخام يهودي وشاب أمريكي.
وجاء القرار تطبيقًا لقرار المجلس الأمني الوزاري الصهيوني المصغر "الكابينت"، الليلة الماضية، فرض حزام أمني حول مدينة الخليل، والقرى المحيطة بها جنوب الضفة المحتلة، واتخاذ إجراءات جديدة ضد العمال الذين يدخلون للعمل في إسرائيل منذ عام 1948.
يُذكر أن غالبية منفذي العمليات الفدائية منذ اندلاع موجة الانتفاضة الحالية ينحدرون من الخليل، فيما يمثل شهداء المدينة أكثر من 33 % من إجمالي الشهداء الذي سقطوا خلال 51 يومًا والذين ارتفع عددهم لـ91 شهيدًا.
aXA6IDE4LjExNi40Ny4xOTQg جزيرة ام اند امز