محافظ البيضاء يروي لـ"العين" الدور العسكري الإماراتي
نائف القيسي يتحدث عن الدور التاريخي للإمارات في اليمن
"دور دولة الإمارات وأبناء الشيخ زايد في اليمن لا يقتصر على عاصفة الحزم وإعادة الأمل، بل لهم مواقف تاريخية ومتعددة أكثر من أن تحصى"
هكذا بدأ محافظ محافظة البيضاء، الشيخ نائف القيسي، حديثه عن دور دولة الإمارات وقيادتها في اليمن، معبّرا عن شكره وتقديره لهذه المواقف البطولية والإنسانية الكبيرة.
وقال القيسي في حوار مع "بوابة العين" الإخبارية: "لقد كان لدولة الإمارات العربية المتحدة دور تاريخي ومشهود في تحرير المحافظات الجنوبية وعلى رأسها العاصمة المؤقتة عدن، وكذلك كان لها الدور الأبرز في محافظة مأرب".
وأضاف: "هذا الدور التاريخي سيظل محفورا في ذاكرة اليمنيين، ولم ولن ينسى أبناء اليمن شهداء قوات التحالف، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، الذين امتزجت دماؤهم الزكية بدماء إخوانهم في المقاومة والجيش اليمني، فارتوى بها تراب اليمن الطاهر؛ في مشهد عظيم يجسّد وحدة الأرض ووحدة الانتماء ووحدة المصير المشترك".
دور جبار للإمارات وكفاءة عالية
وقال القيسي "الإمارات حتى الآن قدمت الكثير سواء في الجانب العسكري من تدريب وتسليح ومشاركة برية وجوية أو في العمل الإغاثي والإنساني في البيضاء بشكل خاص وفي مختلف المحافظات بشكل عام.
واستطرد قائلا إن وجود الإمارات المتحدة في التحالف العربي يعني الكثير والكثير؛ يعني القوة والترابط وصلابة الموقف؛ والتواجد الإماراتي ضمن قوات التحالف يعد ركنا أساسيا ومحور ارتكاز في المعركة.
وأوضح محافظ محافظة البيضاء أن ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل على المستوى العسكري واستعادة عدد من المحافظات أبرزها العاصمة المؤقتة عدن ومأرب من مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
أسهمت الإمارات بشكل رئيسي في استهداف وتدمير الأسلحة الثقيلة التي كانت تستخدمها المليشيات لقتل اليمنيين، كما كان لدولة الإمارات دور كبير في إعادة بناء وتأهيل الجيش الوطني اليمني الذي تم تشكيله في عدد من المحافظات المحررة وتسليحه من جديد وتجهيز وحدات عسكرية نوعية وتدريبها بكفاءة عالية، يضيف القيسي.
إنقاذ اليمن واليمنيين وإفشال المشروع الإيراني
تحدث المحافظ عن معاناة محافظة البيضاء التي مازالت أغلب مديرياتها ترزح حتى الآن تحت الاحتلال الحوثي قائلا: "أجدها فرصة في هذه المناسبة العظيمة في الذكرى الأولى لانطلاق عاصفة الحزم التي كان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إفشال تمدد المشروع الإيراني في المنطقة وإنقاذ اليمن واليمنيين والحفاظ على هويتهم من المدّ الفارسي وإعادة اليمن إلى حضنها العربي ومكانها الطبيعي.
ووجّه القيسي عبر "بوابة العين" نداء ناشد فيه قوات التحالف بشكل عام والإمارات بشكل خاص إلى مزيد من التدخل العاجل في محافظة البيضاء ومد يد العون للمقاومة فيها وتقديم المساعدة من أجل تحرير المحافظة من المليشيات؛ معتبرا تحريرها يعني تأمين شمال وجنوب اليمن.
وتابع قائلا: "نجدد مناشدتنا لقوات التحالف العربي إلى إعادة النظر في هذه المحافظة المنسية رغم أهمية دورها وأهمية موقعها؛ والالتفات إلى ما تعانيه هذه المحافظة التي تربط بين شمال اليمن وجنوبه".
12 ألف قتيل وجريح من المليشيات
وحول ما يجري اليوم في محافظة البيضاء أكد المحافظ القيسي استمرار المقاومة الشعبية ضد مليشيات الحوثي وقوات المخلوع الانقلابية ومواصلة أبناء البيضاء طريقهم في النضال حتى يتم تحرير كل شبر فيها من المليشيات.
وقال القيسي "منذ أكثر من 500 يوم والمقاومة الشعبية في محافظة البيضاء تواجه وتتصدى لجحافل مليشيات التمرد والانقلاب وتقف في وجه المد الفارسي بكل قوة وحزم ودونما كلل أو ملل، وما يجرى في المحافظة هو تاريخ ستفتخر به الأجيال القادمة يصنعه أبناؤها المقاومون بعيدا عن الأضواء رغم قلة الإمكانيات وتجاهل الكثير".
وأضاف "في الوقت الذي فتحت العاصمة صنعاء أبوابها للمتمردين القادمين من كهوف مران، وتخلت عن دورها مؤسسة الجيش والأمن التي كان يعول عليها في الدفاع عن مكتسبات الوطن وهوية اليمنيين، وتحولت إلى مجرد أدوات تحركها المليشيات لقتل اليمنيين واجتياح المدن؛ لكن كان أبناء محافظة البيضاء يرفعون لواء المقاومة ويتصدون للمليشيات ابتداء بمناطق قيفة رداع غير مكترثين لحجم الترسانة العسكرية التي جاءت المليشيات على ظهرها؛ ولا مبالين بحجم التضحيات التي قدموها ولا يزالون يقدمونها حتى اليوم".
وواصل محافظ محافظة البيضاء حديثه: "في الوقت الذي كانت المليشيات تجتاح مدن ومحافظات الجمهورية واحدة تلو الأخرى كان رجال المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء يمسكون على الزناد ويسطرون أروع الملاحم في كافة جبهات القتال بلا استثناء؛ ويجرعون الغزاة كأس الموت".
وأكد أن المقاومة في البيضاء اتخذت أساليب حربية متنوعة لاستنزاف العدو منها" الجبهات المفتوحة، حرب العصابات، الكمائن عمليات القنص، والرصد والعمليات النوعية لتصفية القيادات".
وكشف المسؤول اليمني أن المقاومة الشعبية كبّدت المليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وبلغ قتلى المليشيات أكثر من 4 آلاف قتيل وأكثر من 8 آلاف جريح في محافظة البيضاء فقط بالإضافة إلى تدمير عشرات المدرعات والأطقم العسكرية.
عمليات نوعية وإعادة الشرعية
سجلت محافظة البيضاء جنوب العاصمة صنعاء رقما قياسيا في عمليات استهداف القيادات الميدانية والقيادات الأمنية الموالية للمتمردين، وذلك بحسب اعترافات الحوثيين أنفسهم.
وأكد المحافظ أن المقاومة الشعبية في مديرية ذي ناعم حصلت على وثائق ومراسلات خاصة في هاتف أحد القيادات الحوثية البارزة ويدعى أبو احمد الذي تمكن رجال المقاومة من تصفيته ومرافقيه في إحدى الكمائن بالمديرية؛ واعترف القيادي الحوثي في رسائله لقيادات عليا في الجماعة أنهم يتعرضون لمقاومة شرسة وغير متوقعة في البيضاء، وعمليات نوعية استنزفت قدراتهم وإمكانياتهم، وكلفتهم ضحايا كبيرة في الأرواح والعتاد وحصدت رؤوس الكثير من القيادات الميدانية .
وأضاف "أن محافظة البيضاء رغم ما قدمته تعاني من إقصاء ممنهج في تجنيد أبناء مقاومة البيضاء حيث لم يتم استيعاب إلا 400 فرد أو أقل ضمن وحدات الجيش، مطالبا القيادة اليمنية الشرعية باستيعاب أبناء المقاومة".
وشدد المحافظ على أن معركة تحرير وتطهير المحافظة من المليشيات أصبحت على الأبواب. وقال: "قريبا سنقلب الطاولة على الباغي المتمرد من حيث لا يشعر، حينها لن يجد حلا إلا الموت أو الاستسلام".
"المليشيات تفتقد للحاضنة الشعبية والرفض المجتمعي لها في البيضاء"، يضيف القيسي، مؤكدا أن أعمال المليشيات الحوثية والانقلابيين أعمال شيطانية لا يقبلها عقل، حيث يمارسون الآن جريمة ضد الإنسانية بحق أبناء إحدى قرى محافظة البيضاء وهي قرية الزوب وتمطرها المليشيات بالصواريخ والمدافع والراجمات بشكل متواصل، وتحاصر أبناء القرية منذ أكثر من أسبوعين بهدف أن تكون عبرة لغيرها من القرى المجاورة إذا ما فكرت في اتخاذ نفس موقفها في مقاومة المليشيات.
وأوضح أن المليشيات تسعى أيضا من خلال هذه المنطقة فتح جبهات جديدة باتجاه محافظة مأرب من مناطق قيفة التي تربطها حدود واسعه معها؛ وترى المليشيات أن العائق الوحيد لها هناك هو أبناء تلك القبائل الرافضون لهم مثل قبيلة الزوب وقبيلة خبزة وغيرها من القبائل.
وتعد محافظة البيضاء من أهم المحافظات اليمنية من حيث موقعها الجغرافي، حيث تقع على حدود ثماني محافظات منها أربع جنوبية الضالع ولحج وأبين وشبوة، وأربع شمالية إب وذمار وصنعاء ومأرب، وهي البوابة الجنوبية لصنعاء والأمان لما جاورها من المحافظات .
واختتم المحافظ حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية بتقديم وتكرار الشكر والعرفان لقوات التحالف وعلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على ما يقدمونه من مساندة إخوانهم في اليمن وإعادة الشرعية.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز