بعد استعادة الأسد "تدمر".. 3 عوامل للانتصار و 3 نتائج في الانتظار
رصدها خبير عسكري في تصريحات خاصة للعين
استعادة الأسد لمدينة تدمر الأثرية، ساهم فيها 3 عوامل، وسيترتب عليها 3 نتائج، حصرها خبير عسكري في تصريحات خاصة للعين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتصل هاتفيا بالأسد لتهنئته بعد استعادة مدينة تدمر.. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يرحب باستعادة الجيش السوري للمدينة الأثرية.. بشار الأسد يصف استعادة المدينة بأنها إنجاز مهم في الحرب على الإرهاب.
هذه بعض من المشاهد التي صاحبت نجاح الجيش السوري في استعادة المدينة الأثرية، وطرد تنظيم "داعش" الإرهابي منها.
وفي خضم هذا الصخب، تاهت الكثير من التفاصيل، حول العوامل التي ساعدت الجيش السوري على تحقيق هذا الانتصار، كما لم يلتفت الكثيرون إلى النتائج التي سيخلفها هذا الانتصار على المشهد السوري.
"بوابة العين"، استطلعت رأي المحلل الاستراتيجي والعسكري السوري، السيد عبد الناصر العايد، والذي حدد ثلاثة عوامل ساعدت على الانتصار، كما حدد ثلاثة نتائج متوقعة في المستقبل القريب، كنتيجة لهذا الانتصار.
أولا: عوامل الانتصار
1- أول عوامل الانتصار، وفق الخبير العسكري، ترجع إلى تعاون ثلاث قوى في معركة تدمر، هي التحالف الدولي وعناصر الجيش السوري، مع حدوث إسناء جوي روسي.
وقال الخبير العسكري، إن روسيا اتبعت في هذه المعركة سياسة "الأرض المحروقة"، وتكاد تكون كل الجبهة أحرقت.
2-استفاد الجيش السوري كثيرا من الهدنة، ويقول الخبير العسكري إنه تحت غطائها تمكن من إعادة تحريك قواته والميليشيات الداعمة له، وحشدها وتركيزها ضد التنظيم الإرهابي في تدمر، والسير في طريق تحقيق هدفه الاستراتيجي، وبالتالي تمكن من الضغظ بشكل كبير على داعش..
3-العاملان السابقان أتاحا تواجدا قويا للجيش السوري، قابله تكتيك حرب العصابات، الذي اتبعه تنظيم داعش، والذي يتلاءم مع الظرف العسكري.
ويقول الخبير العسكري، إنه بعد تضييق الخناق على داعش، وعدم قدرته على جلب مزيد من الذخيرة، وتعدد الجبهات المفتوحة ضده وضعف القدرة على التصدي لها جميعا، لجأ إلى استخدام مبدأ "حرب العصابات"، وتخلى عن مبدأ الحفاظ على الأرض والتمركز بالأماكن التي من الممكن سحقه فيها، واختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لبدء معارك أخرى.
وتابع أن التصرف الذي سلكه التنظيم يتناسب مع التجهيزات العسكرية التي حشدتها كل من سوريا وروسيا.
وأضاف: "لا نستطيع القول وفق ذلك، إن انسحاب داعش هزيمة بالمعنى العسكري، إنما هو انسحاب تكتيكي مرن وتكيف مع الظرف العسكري الموجود".
ثانيا: نتائج في الانتظار
1-وانطلاقا من العامل الثالث من عوامل الانتصار، وهو استخدام أسلوب "حرب العصابات"، فإن النتيجة التي يتوقعها الخبير العسكري هي مزيد من المعارك في المستقبل القريب.
ويقول: "الضغط الشديد الذي يتعرض له التنظيم، سيجعله أكثر تشددا، وبالتالي سيستفيد من هذه الميزة بعمليات الإحاطة التكتيكية ومعارك المواجهة المباشرة مع قوات النظام على الأرض، وهي ميزة يتفوق بها على كل القوى الأخرى بما في ذلك الجيش الحر، فهو الآن يناور بالقوات، ويسحبها من مكان ويضرب بمكان آخر، بدلا من أن يفقدها بالقصف الصاروخي والأسلحة الفتاكة.
ولا يرى الخبير العسكري، أن فقد التنظيم لبعض مقاتليه في معركة تدمر يمكن أن يؤثر عليه.
ويضيف: "تنظيم داعش هو فصيل قتالي بامتياز، أيديولوجيته الدينية قائمة على القتال، بمعنى أنه لا يمكن أن يستمر دون قتال وكلما زاد الضغط عليه يزداد شراسة وقوة".
2- ويرتبط بهذه النتيجة نتيجة أخرى يتوقعها الخبير العسكري، وهي زيادة عدد مؤيدي التنظيم.
ويقول الخبير العسكري:" التنظيم حاليا في حالة خسارة لمناطقه ومقاتليه، لكنه في الوقت نفسه يكسب مؤيدين جددا لفكره وعقيدته، لأن مبدأ الموت من أجل فكرة أو أرض أو تقليد بات يلقى رواجا كبيرا في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ".
ومع تضافر قوى دولية حاليا في محاولة إعادة تأهيل نظام الأسد وتسييده من جديد بعد حرب الخمس سنوات التي خلفت مئات آلاف القتلى وملايين المهجرين، يذهب الخبير العسكري إلى أن هذه التطورات ستكون مادة خصبة للتنظيم يثبت بها نظريته في أن الجهاد وتعليمات دولة الخلافة والمحاربة تحت راية التوحيد هي الحل.
3- ولا يبدو النظام السوري مهتما بهاتين النتيجتين، لأنه مشغول بهدف آخر، وهو استغلال انتصار تدمر، وتسويقه على الساحة الدولية.
ويقول الخبير العسكري: "تسويق انتصار تدمر، هو جزء من مخطط كبير تقوده روسيا لإعادة تأهيل النظام وتعويمه سياسيا على المسرح الدولي من جديد".
ويرى الخبير العسكري في اتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتهنئة الأسد على هذا الانتصار، ثم ترحيب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة باستعادة الجيش السوري للمدينة الأثرية، تأكيدا على هذه الرؤية التي ذهب إليها.
وختم بقوله: " عملية استثمار هذا الانتصار ستستمر، حتى إذا استولت داعش مرة أخرى على تدمر، فلم يعد الأمر مهما، فهم استطاعوا أن يوصلوا رسالة للعالم بأنهم قادرين على مكافحة الإرهاب وإحلال السلام ".
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز