زيارة المعلم المفاجئة للجزائر.. أهداف دمشق لخطب الود الجزائري
في زيارة مفاجئة، حل وزير الخارجية السوري بالجزائر، التي ذكر إعلامها الرسمي بأن الزيارة جاءت بناء على دعوة من الخارجية الجزائرية.
في زيارة مفاجئة، حل وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالجزائر، التي ذكر إعلامها الرسمي بأن الزيارة جاءت بناء على دعوة من وزارة الخارجية الجزائرية، لكن المعلم وفي تصريح لدى استقباله من طرف نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، حدد أهداف زيارته في إطار "بحث الوضع في سوريا وصورة التآمر الخارجي عليها"، على حد قوله.
تصريحات المعلم حملت بعدين أساسيين لزيارته إلى الجزائر، فقد نقل عن المعلم قوله، "إن الجزائر وسوريا في خندق واحد ضد الإرهاب والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول، وأن دمشق تتطلع لحل هذه الأزمة".
وقد سعى بذلك إلى التماهي مع موقف الجزائر الرافض لمزيد من التدخل الدولي في الأزمة السورية، ودعواتها المتكررة لحل سياسي للأزمة لقناعتها من تجربتها في تسعينيات القرن الماضي، باستحالة الحل العسكري.
كما أن تصريحات وزير الخارجية السوري، أظهر فيها نظام الرئيس بشار الأسد وكأنه يسعى لحل سياسي، لكن جهود حكومته تصطدم بمحاولات تآمر خارجية.
اللافت أن زيارة "شيخ الدبلوماسية السورية" غير المتوقعة، جاءت قبل ساعات فقط على وصول وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إلى الجزائر، في زيارة تبدأ اليوم الثلاثاء وتستمر إلى يوم الأربعاء.
في تزامن الزيارتين ما يثير الشكوك حول رغبة الجانب السوري، في بناء جسور تواصل مع الدول الغربية عبر البوابة الفرنسية.
تحولات كثيرة تدعم هذا الرأي، لعل أبرزها الليونة اللافتة في الموقف الفرنسي من النظام السوري، والأصوات التي تصاعدت مؤخرا في الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان"، والداعية إلى التنسيق مع الحكومة السورية في الحرب على تنظيم الدولة.
بدأت تسمع مثل هذه الأصوات أيام وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس، غير أن استقالته ربما أفسحت مجالا أكبر، لبروز نبرة جديدة أكثر ليونة في تعاطي السياسة الخارجية الفرنسية مع الأزمة السورية.
ولا تستبعد تحليلات أن يرتب الطرف الجزائري للقاء محتمل ولو بعيدا عن أضواء الإعلام، بين الوزير الفرنسي ونظيره السوري الزائرين.
وقد حافظت القيادة السياسية في الجزائر على علاقاتها مع سوريا، رغم التعاطف الشعبي الكبير مع الثورة السورية، وهو نهج لطالما ميز السياسة الخارجية الجزائرية التي لا تعير عادة اهتماما كبيرا لتوجهات الشارع في القضايا الدولية والإقليمية.
وتعد الجزائر من الدول العربية القليلة التي لا تزال تستقبل رموز نظام الرئيس بشار الأسد، وكانت استقبلت في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 رئيس البرلمان السوري محمد جهاد اللحام وفي أغسطس/آب 2015 مفتي سوريا أحمد حسون.
وقد عارضت الجزائر منح مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى المعارضة السورية، وأبقت على قنوات الاتصال مع النظام السوري، ودعت مرارا إلى حل الأزمة السورية عن طريق الحوار والحل السياسي.
كما جددت الجزائر في أكثر من مناسبة رفضها التدخل في شؤون الدول الداخلية، وهو مبدأ بالغ الحساسية في توجهات السياسة الخارجية الجزائرية.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز