الاستيطان بالقدس.. ارتفاع قياسي وتسهيلات تشريعية جديدة
تصاعد وتيرة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وخصوصا في القدس المحتلة يتم بتشريعات رسمية
رصد تقرير فلسطيني رسمي، تصاعد وتيرة الاستيطان في القدس، بالتوازي مع سن تشريعات إسرائيلية داعمة للمستوطنين، فيما وثق تصريحات وفتاوى لحاخامات يهود تحريض على الفلسطينيين.
وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في تقرير اليوم السبت، تلقت بوابة "العين" نسخة منه، إن سلطات الاحتلال تواصل دون توقف مصادرة أراضي المواطنين الفلسطينيين لفائدة نشاطاتها الاستيطانية، مستخدمة حججا وذرائع مختلفة وقوانين احتلالية، بدءًا بأراضي دولة، وأملاك الغائبين، وقانون استملاك الأراضي، وأراض متروكة، ومناطق عسكرية مغلقة ومناطق إطلاق النار مرورًا بالأغراض الأمنية والعسكرية المختلفة وصولا للجدار والطرق الأمنية وشبكة الطرق الالتفافية.
تصعيد غير مسبوق
وأكد أن الأسبوع الفائت شهد المزيد من مخططات الاستيطان في تصعيد غير مسبوق، كان أبرزها مصادقة لجنة التنظيم والبناء المحلية الإسرائيلية التابعة لبلدية القدس الغربية بالإجماع على خطة لإقامة 18 وحدة استيطانية لعائلات يهودية في حي جبل المكبر في القدس الشرقية، يقف من خلفها منظمة "إلعاد" الاستيطانية المتخصصة باستيطان القدس المحتلة، وتحديدًا الأحياء الفلسطينية منها.
ولفت إلى أنه تقرر أيضا أن يبني المستوطنون في هذه البؤرة كنيسا، في حين تعمل بلدية الاحتلال في القدس على الدفع بمخطط لإقامة منتزه على التلة المجاورة لمستوطنة "راموت"؛ حيث تعمل ما تسمى "سلطة أراضي إسرائيل" ودائرة التخطيط في وزارة المالية على الدفع بمخطط لبناء حي استيطاني في المنطقة ذاتها، ويتضمن المخطط حسب التقرير إقامة 1435 وحدة سكنية، إضافة إلى مناطق تجارية، لافتا إلى أن هذه المنطقة كانت تصنف أنها محمية تضم العديد من الحيوانات بينها الثعالب وغزلان وضباع وقنافذ وغيرها.
وأفاد بأن سلطات الاحتلال بدأت تنفيذ مخططات لإقامة أكثر من 1800 وحدة استيطانية جديدة في أربع مستوطنات؛ حيث خصصت بلدية الاحتلال 9 ملايين شيكل للتخطيط لإقامة "تحويلة" استعدادًا لبناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في تلة شعفاط "مستوطنة رمات شلومو" في إطار مشروع أطلق عليه اسم "جوبايدن" نائب الرئيس الأمريكي، الذي أعيق بناؤه قبل حوالي ستة أعوام في تحد واضح للإدارة الأمريكية التي عارضت المشروع.
وأشار إلى تخصيص 9 ملايين شيكل لتخطيط تحويلة سير كبيرة تستجيب لما يسمى الزيادة السكانية الكبيرة في المستوطنة المذكورة مع بناء المشروع الاستيطاني الجديد.
وكان مخطط البناء قد تمت المصادقة عليه عام 2010 في حاجة الى تراخيص نهائية، وقد صادقت عليه "اللجنة المحلية للبناء" قبل عدة شهور ونقل التقرير عن صحيفة "كول هعير" العبرية أن شركة "يورو اسرائيل" قد باعت 12 وحدة سكنية استيطانية في طور البناء في مستوطنة "النبي يعقوب" شمال القدس خلال شهر شباط الماضي، ويعتبر هذا رقمًا قياسيًّا بالمبيعات خلال شهر واحد، وقد تم حتى الآن بيع 44 وحدة سكنية من المشروع، ويتضمن مشروع "النبي يعقوب" بناء 78 وحدة استيطانية تقع في 4 مبان يتضمن كل منها تسعة طوابق، ومن المقرر إسكان المشروع في صيف عام 2017 .
كما أشار إلى مصادقة لجنة المالية في بلدية الاحتلال في القدس على تخصيص 17 مليون شيكل لبدء عمليات تطوير الأرض لتوسيع المنطقة الصناعية "عطروت"- قلنديا شمال القدس الشرقية، وسيتم في المنطقة الجديدة التي يطلق عليها اسم "عطروت-ج" تسوية 19 قطعة من الأراضي لصالح إقامة مصانع إسرائيلية جديدة، وتوسيع مصانع قائمة أو إقامة فروع لها وأعدت الميزانية المذكورة لأعمال التطوير وإقامة شوارع للربط بين قطع الأراضي الجديدة.
ومن المفروض تخصيص البلدية مبلغ 45 مليون شيكل لدعم وتطوير المنطقة الصناعية، وحذر المكتب الوطني من خطورة قيام "سلطة الآثار" الإسرائيلية بدورها قريبًا بحفريات قرب سور البلدة القديمة بالقدس المحتلة؛ لتحويلها إلى منطقة عامة مفتوحة، وسوف تجري الحفريات في ضوء الحصول على موافقة من الكنيسة اليونانية-الأرثوذكسية، مالكة الأرض في المنطقة.
وقال: "يقام "المتنزه الأثري" الجديد قرب أسوار البلدة القديمة بالقدس المحتلة، على مساحة خمسة دونمات، ويتضمن إقامة متنزه عام ومواقع لمشاهدة المناظر العامة تطل على بركة "السلطان" والحيّين الاستيطانيين "غابي بن هيتوم" و"يمين موشيه".
تشريعات داعمة للمستوطنين وتوقف التقرير عند مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانونين اقتصاديين لمساعدة المستوطنين، الأول منح المستوطنين تسهيلات ضريبية داخل الخط الأخضر، وكذلك عن الأرباح التي حققوها نتيجة استثماراتهم في "المناطق"، والقانون الثاني تنظيم آلية جديدة لدفع ضريبة الأملاك على بيوت المستوطنات لحمايتهم من الدفع المزدوج لضريبة الدخل والإدارة المدنية.
وأشار إلى أن القانون الثاني يتعلق بالتخفيف مما يسميه المستوطنون الإجراءات البيروقراطية التي ترافق عملية شراء الوحدات الاستيطانية في المستوطنات، ولحمايتهم من ازدواجية الدفع، كما يأتي القانون الأول لتشجيع المستوطنين على الاستثمار داخل المستوطنات.
تحريض على قتل الفلسطينيين
ورصد التقرير الرسمي، استمرار حاخامات إسرائيل في إطلاق فتاويهم العنصرية التي تحرض على قتل الفلسطينيين، لافتا إلى أن آخر هذه الفتاوى، فتوى الحاخام الأكبر يتسحاق يوسف، وبرر فيه طرد كل الفلسطينيين من أرضهم، بدعوى أن التوراة تحظر على الأغيار (غير اليهود - الغوييم) العيش في هذه البلاد، وأن المبرر الوحيد لوجودهم هنا هو أن يخدموا اليهود.
وسابقا كانت له عدة فتاوى تعتبر العرب -كما أفصح أكثر من مرة- مجرد "صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا"، واعتبرهم أسوأ من الأفاعي.
فيما تعهد ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعي (حاي الياهو) والذي خدم في السابق في وحدة مختارة، والآن يملك شاليهات سياحية في شمال إسرائيل بتوفير شاليه يوم كامل مجانا لكل جندي يقوم بإعدام فلسطيني.