انفوجرافيك: باب المندب "عنق" الأمن القومي العربي
باب المندب "عنق" الأمن القومي العربي، كونه أحد أهم الممرات المائية في العالم، فهو همزة وصل رئيسية بين الشرق ومنطقة الخليج العربي
يعتبر مضيق باب المندب، "عنق" الأمن القومي العربي، كونه أحد أهم الممرات المائية في العالم، وتكمن أهميته الاستراتيجية في أنه همزة وصل رئيسية بين الشرق ومنطقة الخليج العربي عبر قناة السويس.
طبقا لتعريف السير هالفورد ماكندر، أحد أشهر علماء الجغرافيا السياسية، في كتابه المهم "المحيط الجغرافي للتاريخ" فإن يجب التذكير بأن الخليج وشبه الجزيرة العربية يتمتعان بأهمية استراتيجية فائقة، لوقوعهما ضمن الفضاء الذي يحيط بقلب "جزيرة العالم"، التي تتألف من آسيا وإفريقيا وأوروبا.
ووفقًا لنظرية ماكيندر، فإن من يسيطر على الهامش تسهل عليه السيطرة على قلب جزيرة العالم، فجزيرة العالم، فالعالم ذاته.
وتعد المضايق والممرات البحرية في الخليج وشبه الجزيرة العربية من أبرز العناصر المؤثرة في تشكيل أمنها الإقليمي، والملتصقة بقوة بهذا الأمن، ومقاربته الكلية، وإدراك هذه الحقيقة يعد من أولويات أي فهم للأبعاد الإقليمية للأزمة اليمنية، ولا سيما مضيق باب المندب.
تكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضانا للسفن؛ حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز.
هذا ما دعا قوات التحالف العربي بقيادة السعودية وبمشاركة فعالة إماراتية، التي ساندت الشرعية في اليمن، المسارعة في تأمين وحماية باب المندب منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم، ضد مليشيا الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، حتى يظل بعيدًا عن سطيرة وتأثير جماعات متطرفة.
واكتسب المضيق أهميته منذ عام 1869 بعد افتتاح قناة السويس، فتحول حينذاك إلى أحد أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوروبية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي إفريقيا.
تكمن أهمية المضيق الإستراتيجية بأنه ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، ويفصل بين قارة آسيا وأفريقيا، وتحديداً بين اليمن وجيبوتي.
فيما يعتبر من أهم ميزات هذا الممر هو أن عرض قناة عبور السفن بين جزيرة "بريم" والبر الإفريقي يبلغ 16 كم وعمقها 100-200 مترا، وهذا ما يسمح للسفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين.
تتخذ جميع البضائع القادمة من الشرق باتجاه أوروبا مضيق باب المندب مساراً للعبور. كما أن السفن التي تعبر قناة السويس تمر عبر مضيق باب المندب.
للمضيق أهمية إستراتيجية كبيرة للدول المصدرة للنفط والبضائع ولدول شرق آسيا إذ إن البترول الخليجي وبضائع شرق آسيا تتدفق من خلاله.
تزيد أهميته بسبب ارتباطه بمضيق هرمز الذي يفصل بين مياه الخليج وخليج عمان وبحر العرب.
واقتصاديا، يعد مضيق باب المندب رابع أكبر الممرات من حيث عدد براميل النفط التي تمر به يوميًّا، وقد مر من خلال المضيق حوالي 3.8 ملايين برميل نفط في اليوم عام 2013، أي حوالي 6.7% من مجمل تجارة النفط العالمية.
تمر من المضيق سنويًّا أكثر من 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع تمثل 7% من الملاحة العالمية.
يمثل مضيق باب المندب أهمية بالغة لمصر، خاصة أن نحو 98% من البضائع والسفن الداخلة عبر قناة السويس تمر من خلال المضيق.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز