وفاة الشاعر الصغير أولاد أحمد
رحيل الشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد أحد أهم الأصوات الشعرية المعارضة لنظام بن علي بعد صراع مع المرض
عن 61 عاما، توفي اليوم الثلاثاء شاعر تونس البارز الصغير أولاد أحمد، بعد صراع استمر سنوات مع المرض، لتفقد تونس واحدًا من أبرز أصوات الحرية والإبداع الشعري.
وأولاد أحمد من أبرز الشعراء في تونس، وعرف أيضا بمعارضته لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي والإسلاميين الذين حكموا تونس بعد الثورة، ويقول أولاد أحمد في قصيدة "نحب البلاد" وهي أبرز قصائده "نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد/ صباحا مساء وقبل الصباح وبعد المساء ويوم الأحد.. ولو قتلونا كما قتلونا/ ولو شردونا كما شردونا/ ولو أبعدونا لبرك الغماد/ لعدنا غزاة لهذا البلد".
وقال الميداني أولاد أحمد شقيق الشاعر للصحفيين "توفي أخي اليوم.. لقد سجل اسمه في تاريخ تونس ونشكر كل من وقف بجانبه في محنته".
وناضل أولاد أحمد ضد الاستبداد والقهر في تونس زمن الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الأمر الذي جعله عرضة للمضايقة والفصل من العمل.
ونشر أولاد أحمد عدة كتب شعرية منها «نشيد الأيام الستة» (1984) و«ليس لي مشكلة» (1998) و«حالات الطريق» (2013)، وله كتابان في النثر هما «تفاصيل» (1991) و«القيادة الشعرية للثورة التونسية» (2013).
وكان الشاعر التونسي قد بدأ تجربة الكتابة الشعرية في سن الخامسة والعشرين في أواخر السبعينيات بعدما أنهى جميع مراحل تعليمه في تونس، ودافع منذ زمن طويل عن الحرية والكرامة الإنسانية ضد القمع والاستبداد، وسجن في منتصف الثمانينيات كما حجبت العديد من قصائده في عهد بن علي، وتولى إدارة بيت الشعر في 1993 لكنه رفض تكريما من بن علي.
وفي برقية تعزية لعائلة الشاعر الراحل، قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي "تلقيت ببالغ التأثر وعميق الأسى نعي فقيد الوطن والشعر والثقافة المرحوم "الصغير أولاد أحمد" الذي عانق مشاغل شعبه والتصق بهمومه وناضل دون هوادة في سبيل حريته وكرامته وامتزج شعره بحب البلاد كما لم يحب البلاد أحد".
ومن المتوقع أن يشيع جثمان أولاد أحمد في جنازة يوم الأربعاء.
ونهاية العام الماضي كرمت وزارة الثقافة الشاعر الراحل في حفل كبير ضم عددًا كبيرًا من الساسة والمثقفين اعترافًا لما قدمه من إبداعات قيمة، وكرم معرض الكتاب الدولي في تونس الذي اختتم الأحد الماضي أولاد أحمد، لكن استفحال المرض حال دون حضور تكريمه.
وفي أثناء اشتداد المرض به كتب الشاعر الصغير أولاد أحمد من داخل المستشفى العسكري؛ حيث كان يتلقى العلاج، قصيدة مؤثرة سماها "الوداع"، يقول فيها:
"أودع السابق واللاحق/ أودع السافل والشاهق/ أودع الأسباب والنتائج/ أودع الطرق والمناهج/ أودع الأيائل واليرقات/ أودع الأجنة والأفراد والجامعات/ أودع البلدان والأوطان/ أودع الأديان/ أودع أقلامي وساعاتي/ أودع كتبي وكراساتي/ أودع المنديل الذي يودع.. المناديل التي تودع.. الدموع التي تودعني.. أودع الدموع".
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز