مؤتمر "هويتنا في ذاكرة تاريخنا وتراثنا" ينطلق من الجامعة القاسمية
يناقش المؤتمر عددًا من الاوراق المهمة في التراث والهوية والتاريخ ويناقش أهمية التاريخ والتراث في رسم الهوية..
"هويتنا في ذاكرة تاريخنا وتراثنا" هو عنوان المؤتمر الدولي الأول للجامعة القاسمية الذي افتتحه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة القاسمية الخميس.
ويناقش المؤتمر عدداً من الاوراق المهمة في التراث والهوية والتاريخ، حيث يدور المحور الأول للمؤتمر حول جذور ومفاهيم الهوية والتراث والتاريخ والوعي الحضاري، بينما يختص المحور الثاني بمناقشة مفاهيم التراث والتاريخ ودورهما في ترسيخ الهوية.
وتدور أهداف المؤتمر حول محاولة وصل العقل العربي والمسلم بأصالته وتمكينه من فهم واقعه وعصره وتمليكه زمام ثقافته وهويته حتى يصبح صانعا للأفكار وأهلا للابتكار، إلى جانب محاولات تشخيص مقومات العناصر المكونة للإشكالية وإبراز عناصر الائتلاف والاختلاف بين التراث والتاريخ والوعي الحضاري وتشخيص التحديات التي تواجهها عناصر التاريخ وتوصيفها.
كما يسعى إلى دراسة عناصر إعادة تقويم الهوية وبناء الوعي الحضاري وتشجيع الدراسات والمشاريع البحثية الخاصة بمجالات الهوية والتراث.
وافتتح الشيخ القاسمي أيضاً كل من المعرضين المصاحبين للمؤتمر، وهما معرض المخطوطات الذي نظمه مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ومعرض متحف الحضارة الإسلامية الذي نظمته إدارة متاحف الشارقة، حيث تجول سموه في المعرضين متوقفا عند المقتنيات التاريخية والتراثية المهمة التي يحتويها المعرضان.
وضم معرض مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث عددا من المخطوطات الهامة الإسلامية والعربية في التراث والقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأمهات الكتب العربية الأصيلة، إلى جانب عرض لطرق عمل المخطوطات في المركز، والذي يعد أحد أهم المراكز العالمية في ترميم المخطوطات إلى جانب نماذج لمختلف المخطوطات التي يقوم المركز بترميمها مثل المخطوطات الأدبية والعلمية والجغرافية والتاريخية وفي الكيمياء وعلم الفلك.
وألقى الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية كلمة في مسرح الجامعة، أشار فيها إلى أنه لطالما كان تراث الأمم وتاريخها ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية والحضارية والمدنية وعنوان اعتزازها بذاتها الحضارية في ماضيها وحاضرها ليكون مقياس التطلع نحو مستقبلها.
بعدها شاهد الحضور فيلما بعنوان "زهرة العمر" من إنتاج الجامعة القاسمية وهو عبارة عن قصيدة صاغ كلماتها الدكتور راشد عيسى ولحنها وقام بأدائها الفنان علي النقبي .
من جانبه أكد الدكتور فهد السماري المستشار في الديوان الملكي السعودي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز على أهمية هذا المؤتمر، بقوله "دعت الضرورة إلى توعية الفرد والمجتمع في فضائنا العربي والإسلامي بأهمية ارتباطه بتاريخه المجيد، وتمسكه بقيمه الغراء من خلال عقد هذه المؤتمرات العلمية التي تعيد إلى هذه الأمة هويتها الحقيقية، وتشدها بحبال وثيقة إلى ذاكرتها الناصعة وماضيها المتألق ".
كما دعا إلى إقامة مؤتمر ثانٍ عالمي يواكب هذا المؤتمر وتقدم فيه التجارب العربية والعالمية ليتم عبره تلاقح الأفكار للحفاظ على الهوية العربية ويشكل تقارب فكري بين الدول والثقافات.
وألقى عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث كلمة قال فيها "إن التراث الثقافي المحلي هو المحور الأقوى في الحراك الحضاري عند العرب كونه يعبّر عن الروح الجامعية والضمير الجمعي، وتتفاوت درجات الاهتمام بالتراث والتعاطي معه باختلاف المستويات الثقافية لفئات المجتمع، لكنه يبقى القاسم المشترك بين الجميع وهو يراوح بين القبول المطلق والحذر المتعاطف بينما يندر الرفض المطلق له لأنه يخرج عن الجماعة ".
وألقى الدكتور عبيد الهاجري رئيس المكتب الإقليمي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بالشارقة كلمة المنظمة، قال فيها "إن موضوع هذا المؤتمر على قدر كبير من الأهمية في خضم الأوضاع الحرجة من تاريخ مجتمعاتنا العربية والإسلامية المعاصرة التي تكاثرت فيها الفتن وتعاظمت في أرجائها التحديات وتهافتت عليها الأمم من كل حدب وصوب، مما يستدعي تحفيز روح المسؤولية والتفكير الجدي في انتهاج أقوم السبل للخروج من براثن هذه الأزمة الحضارية التي تهدف إلى إضعاف قوة أمتنا العربية والإسلامية وتمزيق وحدة مجتمعاتها وتهدد كيانها وتستلب هويتها ".
وكانت للمشاركين في المؤتمر كلمة ألقاها إنابة عنهم الدكتور عبد السلام عيساوي أشار فيها إلى أهمية المؤتمر من الناحية العلمية من خلال المحاور لبناء منظومة معرفية تسهم في حفظ التراث الثقافي للأمة العربية من خلال ما سيخرج به المؤتمر من توصيات.
وتفضل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتكريم المتحدثين خلال حفل الافتتاح وتلقى هدية تذكارية من الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية تقديرا لدعمه ورعايته للمؤتمر.
ويشارك في المؤتمر الذي يقام بالتعاون مع قسم التاريخ في جامعة الشارقة ومعهد الشارقة للتراث ومركز حمدان بن محمد للتراث في دبي عدد من المتخصصين والخبراء والمتحدثين من دولة الإمارات والأردن والسعودية والكويت والبرتغال وفرنسا ومصر والمغرب وتونس والجزائر والعراق.