تركيا "تحارب" روسيا دبلوماسيًّا في مجلس الأمن
أنقرة تصعّد الموقف ضد روسيا دوليًّا بعد قصف التركمان
سكان المناطق الجبلية في سوريا يهجرون منازلهم بسبب القصف الروسي.
كشفت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي أن أنقرة دعت لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الهجمات على التركمان في سوريا، بعد أيام من استدعاء أنقرة للسفير الروسي، للاحتجاج على القصف "المكثف" لقراهم.
وقال مسؤول تركي إن نحو 1700 شخص هربوا من المناطق الجبلية في سوريا إلى الحدود التركية، بسبب المعارك في الأيام الثلاثة الأخيرة. وقصفت طائرات روسية المنطقة دعمًا للعمليات البرية التي تنفّذها قوات الحكومة السورية.
وتعبّر تركيا في كل المناسبات عن تضامنها مع التركمان الذين يعيشون في سوريا وهم سوريون من أصول تركية. كما عبّرت مرارًا عن قلقها بشأن الدعم العسكري الروسي لغريمها الرئيس بشار الأسد.
وقالت المصادر إن تركيا تُجري مناقشات مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن قصف القرى، وبعثت رسالة إلى بريطانيا التي تتولى حاليًّا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، لتطلب منها طرح الموضوع.
وذكرت المصادر أن رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو أجرى مشاورات بشأن البعد المخابراتي للمسألة مع قائد القوات المسلحة ومدير وكالة المخابرات الوطنية.
وأضافت أن وزير الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو، ناقش المسألة أيضا خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
واستدعت تركيا سفير موسكو، الجمعة الماضية، ودعت لوقف فوري للعملية العسكرية الروسية قرب حدودها في شمال سوريا والتي شملت "قصفًا عنيفًا" لقرى يسكنها مدنيون تركمان.
وحوّلت الضربات الروسية، دعمًا لقوات الحكومة السورية، ميزان القوى في الصراع، وتسببت في انتكاسة لمساعي تركيا التي تريد رحيل الأسد عن السلطة.
ونقلت "وكالة أنباء الأناضول" عن حاكم إقليم هاتاي المتاخم للمنطقة التي حدث فيها القصف قوله إن نحو 1700 من التركمان هربوا باتجاه تركيا على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
وقال الحاكم إرجان توباكا، خلال مؤتمر صحفي، إن ما يصل إلى 30 ألفًا من سكان المناطق الجبلية قد يضطرون إلى النزوح عن منازلهم بسبب المعارك.
وذكرت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن أُسرًا تركمانية هربت من المعارك أرسلت إلى مخيّم يمادي عبر الحدود من بلدة يايلاداجي التركية وإنه جرى تسلميهم خيامًا وأغطية وملابس.
يُذكر أن تركيا وروسيا تختلفان على مصير بشار الأسد في سوريا، حيث تشارك أنقرة ضمن التحالف الدولي للحرب ضد "داعش" في العراق وسوريا، وتطالب الأسد بالرحيل، بينما تسانده موسكو بشكل كامل، وتصر على بقائه في السلطة.
ويكثف الطيران الروسي من غاراته على معاقل المعارضة السورية، بينما أعلن المرصد السوري، اليوم (الاثنين)، تحقيق الجيش النظامي في سوريا تقدمًا في بلدتين، بعد القصف الروسي لهما، وسط تأكيدات من روسيا بقصفها مواقع "داعش" في شمال البلاد، بعد إعلان التنظيم مسؤوليته عن إسقاط طائرة ركاب في سيناء، أكتوبر الماضي.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز