عقوبات واشنطن النفطية تعمق أزمات اقتصاد فنزويلا
فنزويلا تتأهب لأزمة اقتصادية قاسية الثلاثاء بعد أن فرضت واشنطن عقوبات تكبح بقوة صادرات البلاد الحيوية من النفط
تتأهب فنزويلا لتعمق أزمة اقتصادية قاسية الثلاثاء بعد أن فرضت الولايات المتحدة أمس عقوبات تكبح بقوة صادرات البلاد الحيوية من النفط، فيما ردت الحكومة الاشتراكية برفض تحميل شحنات خام دون سداد ثمنها.
وأعلن ستيفن منوتشين، وزير الخزانة الأمريكي، فرض عقوبات على شركة النفط الوطنية في فنزويلا.
وتأمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تضغط العقوبات على الرئيس نيكولاس مادورو كي يتنحى ويسمح لزعيم المعارضة خوان جوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد بالدعوة إلى إجراء انتخابات.
وتحظر العقوبات على شركة النفط المملوكة للدولة بتروليوس دي فنزويلا (بي.دي.في.إس.إيه) تحصيل إيرادات مبيعات النفط إلى شركات التكرير الأمريكية.
وفي خطاب وطني يتسم بالتحدي مساء الإثنين، قال مادورو إنه سيتخذ إجراء قانونيا للتصدي للعقوبات والدفاع عن سيتجو بتروليوم كورب شركة التكرير الأمريكية التابعة لبي.دي.في.اس.ايه، والتي يتهم الولايات المتحدة بالسعي للاستيلاء عليها، كما تعهد بالرد لكنه لم يعلن إجراءات محددة.
وقال مادورو "سنرد بالمثل ردا قاطعا ضروريا للدفاع عن مصالح فنزويلا في الوقت المناسب".
وردت بي.دي.في.إس.إيه على العقوبات بأن طلبت من العملاء الذين تنتظر ناقلاتهم لتحميل الخام المتجه إلى الولايات المتحدة دفع ثمن الشحنات مقدما، وفقا لثلاثة مصادر مطلعة على القرار، وتلك المدفوعات المقدمة قد تشكل انتهاكا للعقوبات، مما يفسح المجال أمام مواجهة في الموانئ.
وخسارة الإيرادات من الولايات المتحدة، أكبر مشتر للنفط الفنزويلي، ستقوض بالتأكيد قدرة الحكومة على استيراد السلع الأساسية مثل الأغذية والأدوية، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة إنسانية دفعت ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص إلى مغادرة البلد الذي يعاني من تضخم جامح في السنوات الأخيرة.
وقال أسدروبال أوليفيروس مدير شركة إيكوانالاتيكا للاستشارات ومقرها كراكاس "إذا لم تجد مكانا لذلك الخام سريعا، فإن مجال المناورة سيتقلص وستتأثر الواردات".
وتشهد فنزويلا الدولة الغنية بالنفط أزمة اقتصادية مع نسبة تضخم يتوقع صندوق النقد الدولي أن تبلغ 10 ملايين في المئة في عام 2019، وتعاني نقصاً في المواد الغذائية والأدوية.
وخفضت فنزويلا، الإثنين، سعر صرف عملتها البوليفار بنسبة 34.83% لجعله مساويا لسعر السوق السوداء، وسط تفاقم الأزمة السياسية في البلاد.
وأسفرت حركات الاحتجاج ضد حكومة مادورو عن 29 قتيلاً منذ الإثنين الماضي، كما أوقف أكثر من 350 شخصاً هذا الأسبوع أثناء المظاهرات، بينهم 320 في يوم 23 يناير/كانون الثاني وحده، بحسب الأمم المتحدة.