12 قمة بـ2023 تعزز الأخوة.. الإمارات تشارك البحرين أعيادها الوطنية
تشارك دولة الإمارات شقيقتها البحرين احتفالاتها بأعيادها الوطنية في وقت تتوثق فيه العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين.
علاقات أخوية، كان أبرز ملامحها عقد 12 لقاء وقمة بين قادة البلدين خلال العام الجاري فقط، بينها 9 قمم ولقاءات في دولة الإمارات وحدها.
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، كدولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ52 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ24 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
وتحتفل الإمارات وسط تفاعل رسمي وشعبي بالأعياد الوطنية في البحرين، عبر مظاهر عديدة، بعد أيام من احتفال البحرين قيادة وشعبا بعيد الاتحاد الـ52 في الإمارات، لتتحول تلك المناسبات المهمة إلى احتفالية مشتركة تجسد أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، والعلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر.
روابط تاريخية
ومساء الخميس، حضر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي حفل الاستقبال الذي أقامه الشيخ خالد بن عبدالله بن علي بن حمد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى دولة الإمارات، بمناسبة العيد الوطني الـ52 لبلاده وذكرى تولي ملك البحرين مقاليد الحكم.
كما حضر الحفل الذي أقيم في أبوظبي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش وعدد من كبار المسؤولين في دولة الإمارات وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى الدولة، وعدد من أبناء الجالية البحرينية.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد السفير البحريني عمق العلاقات والروابط الأخوية التاريخية التي تجمع مملكة البحرين ودولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذه الروابط أسست لعلاقة راسخة بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين تمتد جذورها في تاريخ البلدين.
الإمارات.. 9 لقاءات
تأتي الاحتفالات بعد أيام من اختتام زيارة أجراها عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدولة الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، شارك فيها بقمة المناخ (الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28)، وفي احتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ52.
زيارة أعقبت سلسلة زيارات رسمية وأخوية أجراها عاهل البحرين لدولة الإمارات في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط ويونيو/حزيران، ويوليو/تموز ونوفمبر/تشرين الثاني، أجرى خلالها 9 لقاءات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وبالتزامن مع ختام القمة، بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري تكشف عن تقديره واعتزازه بدور دولة الإمارات الرائد.
البرقية، أشاد فيها العاهل البحريني باستضافة دولة الإمارات للقمة العالمية للمناخ والتنظيم الراقي والمميز والتسهيلات والترتيبات الممتازة التي وفرتها وبالمشاركة العالمية الواسعة فيها، والذي يرسخ مكانة الدولة الشقيقة الرائدة وحضورها الفاعل والمؤثر على الساحة العالمية.
وثمن دور دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجهودها في إدارة مفاوضات ونقاشات المؤتمر، والتي أسهمت في التوافق والإجماع العالمي على إعلان «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي يدشن مرحلة جديدة في مسار العمل المناخي الدولي والحفاظ على كوكب الأرض لما فيه خير شعوب البشرية كافة.
خلال الزيارة نفسها، شهد ملك البحرين إلى جانب أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات يوم 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري "مسيرة الاتحاد " التي انطلقت ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي لعام 2023 في منطقة الوثبة في أبوظبي بمناسبة عيد الاتحاد الـ52 لدولة الإمارات.
اللقاء الذي جمع الزعيمين خلال تلك المناسبة المهمة، جاء بعد 5 أسابيع من لقاء جمعها في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين في مقر إقامته في أبوظبي.
وتبادل الزعيمان خلال اللقاء الأحاديث الودية التي تعبر عما يجمع دولة الإمارات ومملكة البحرين، من أواصر أخوية متجذرة، والحرص المشترك على تعزيز التعاون والتنسيق بينهما على جميع المسارات، بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويلبي تطلعات شعبيهما إلى التنمية والازدهار.
كما تطرق اللقاء إلى التطورات الخطيرة في المنطقة والأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها قطاع غزة وضرورة الدفع نحو مسار السلام لتحقيق الاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة.
وغداة اليوم نفسه، التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عاهل البحرين، في مقر إقامته في أبوظبي.
ورحّب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال اللقاء بزيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى بلده الثاني الإمارات، مؤكداً عمق الروابط الأخوية بين الدولتين، وما تشهده من تطور مستمر يتجسد في أطر الشراكة والتعاون في العديد من القطاعات الحيوية، وبما يخدم تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين.
وإضافة إلى لقائهما في 1 و3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، و23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سبق أن التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ملك البحرين في أبوظبي في 31 يوليو/تموز و17 يونيو/حزيران و8 و26 فبراير/شباط، و18 و19 يناير/كانون الثاني.
وخلال تلك اللقاءات بحث الزعيمان جوانب العمل المشترك والسبل الكفيلة بدعمه في جميع المجالات التي تتسق مع جهود التنمية وتسهم في تحقيق تطلعات شعبي البلدين ومصالحهما المشتركة انطلاقاً من الروابط الأخوية المتينة التي تجمعهما.
وخلال اللقاء الذي جمعهما في 26 فبراير/شباط، حضر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والملك حمد بن عيسى آل خليفة مأدبة الغداء التي أقامها الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب بمملكة البحرين، في استراحته بمناسبة فوزه ببطولة العالم لسباقات القدرة التي أقيمت في قرية بوذيب الدولية للقدرة بمدينة الختم بأبوظبي بمشاركة 126 فارسا وفارسة يمثلون 36 دولة حول العالم.
اللقاء التشاوري
أيضا شارك عاهل البحرين في اللقاء الأخوي التشاوري الذي استضافه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 18 يناير/كانون الثاني الماضي مع إخوانه قادة الدول الشقيقة، كلا من سلطان عمان هيثم بن طارق والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وبحث القادة خلال لقائهم العلاقات الأخوية بين دولهم ومختلف مسارات التعاون والتنسيق المشترك في جميع المجالات التي تخدم تطلعات شعوبهم إلى مستقبل تنعم فيه بمزيدٍ من التنمية والتقدم والرخاء.
كما استعرضوا عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والتحديات التي تشهدها المنطقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وأهمية تنسيق المواقف وتعزيز العمل العربي المشترك في التعامل مع هذه التحديات بما يكفل بناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً لشعوب المنطقة كافة.
وغداة هذا اللقاء، استقبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مقر إقامته في أبوظبي يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وأعرب ملك البحرين عن شكره وتقديره لأخيه رئيس دولة الإمارات لاستضافة اللقاء الأخوي التشاوري، مثنياً على الدور المحوري الفاعل الذي تضطلع به دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الساحتين الإقليمية والدولية وجهودها الخيرة في نصرة قضايا الأمة ودعم منظومة العمل الخليجي والعربي المشترك لمواجهة مختلف التحديات وحرصها على تعزيز مقومات الأمن والاستقرار ونشر السلام في المنطقة.
3 قمم دولية
وإضافة إلى اللقاء التشاوري في أبوظبي شارك الزعيمان في 3 قمم إقليمية ودولية، هي القمة الخليجية الـ44 في العاصمة القطرية الدوحة 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إضافة إلى "قمة القاهرة للسلام" التي عقدت في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لبحث التصعيد الإسرائيلي في غزة.
جاءت مشاركتهما في قمة القاهرة غداة مشاركتهما في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول "الآسيان" التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشارك فيها قادة ورؤساء وفود 16 دولة (دول مجلس التعاون الخليجي الست+ 10 دول من جنوب شرق آسيا تمثل رابطة الآسيان).
وتتطابق المواقف ووجهات النظر بين البلدين تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات.
مباحثات وقمم تؤكد أن العلاقات الأخوية بين البلدين تدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتعد أحد أبرز مرتكزات وحدة البيت الخليجي والمحافظة على أمنه واستقراره، وتكتسب أهمية كبيرة في ظل ما تتمتعان به من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات التنمية المستدامة وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.
كما تؤكد أن العلاقات الإماراتية البحرينية تتجاوز الأطر الرسمية إلى العلاقات الاجتماعية الراسخة والممتدة، لكونها تستمد قوتها من الروابط الأسرية والتبادل الثقافي وعلاقات المصالح الاقتصادية، فيما تزداد اليوم تماسكا ورسوخا في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.