الأغنية الشعبية من "فيك 10 كوتشينة" إلى "آه لو لعبت يا زهر"
الموسيقار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم من كبار المطربين قدموا أغاني شعبية مميزة.. هل تختلف عن الأغاني الجديدة؟
تجاوزت الأغنية الشعبية المصرية "آه لو لعبت يا زهر" أكثر من ٤٠ مليون مشاهدة بموقع "يوتيوب"، وطُرحت الأغنية الشعبية للمغني أحمد شيبة، في نهاية يناير الماضي ، واستطاعت خلال شهرين فقط تحقيق انتشار واسع بين جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يقتصر انتشارها على فئة عمرية أو طبقة معينة، بل تداولها الشباب وكبار السن، مشيدين بالكلمات التى وصفها بالقريبة من قلوبهم.
ولم تكن " آه لو لعبت يا زهر" هى الأغنية الشعبية الأولى التى تحقق انتشارا ونجاحا بين الجمهور المصرى.
ويتحدث الناقد الفني طارق الشناوي، لـ" بوابة العين الإخبارية" عن سبب نجاح أغنية آه لو لعبت يا زهر، قائلًا : " تتشابه بعض كلمات الأغاني مع الرغبة والحالة المزاجية للكثيرين، كما أن الأغنية جاءت في توقيت يبحث فيه البعض عن تحقيق النجاح بضربة حظ، لذا تصادفت هذه الكلمات مع مشاعر ورغبات الجمهور".
ويوضح الشناوي أن وجود الأغنية الشعبية لم يقتصر على زمن معين، كما أن لها أنماطا عديدة لتناسب جميع الأذواق، وكثير من الفنانين الكبار الذين لم تكن الأغنية الشعبية منهجهم تغنوا ولو بأغنية واحدة في محاولة لكسب جمهور جديد، ومنهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، الذي قدم أغنية "فيك عشرة كوتشينة"، وكوكب الشرق أم كلثوم التى تغنت أغنية "الخلاعة والدلاعة مذهبي"، بالإضافة إلى العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي تغنى "أنا كل ما أقول التوبة"، و"سواح" وغيرها.
وعلى مدار عقود طويلة اختلفت طبيعة الأغنية الشعبية ومعايير نجاحها، عبر عدد من المحطات.
الستينيات:
بظهور محمد رشدى ظهرت الأغنية الشعبية في ثوب جديد، وبدأ المطرب رحلته مع الأغنية الشعبية عام 1965 بألحان بليغ حمدي، وأشعار عبد الرحمن الأبنودي.
وحقق الثلاثي طفرة جديدة للأغنية الشعبية بدأت بأغنية" عدوية"، و"تحت الشجر يا وهيبة"، و"طاير يا هوا" وغيرها، ولم يتوقف تفاعل الجمهور معها حتى بعد رحيل أصحابها، حيث تحقق أغاني رشدى يوميًا عدد مشاهدات واستماع كبيرة عبر موقعي" يوتيوب و" ساوند كلاود".
السبعينيات
وفي السبعينيات تطورت الأغنية الشعبية بكلمات أكثر جرأة، وكان للشاعر محمد حمزة دور كبير في تطويرها، ومن أشهر أعماله "بهية" للفنان محمد العزبي.
وخلال هذه الفترة ظهر المطرب الشهير أحمد عدوية الذى قدم اللون الشعبي بكلمات وألحان وأداء يختلف تمامًا عن السابقين.
ويمتلك عدوية موهبة غنائية وكاريزما مختلفة في أداء الطرب الشعبي، ساعدت على تصدره المشهد الغنائي حتى بداية التسعينيات، ومن أشهرأغانيه "زحمة يا دنيا زحمة"، " سيب وأنا سيب"، " عيلة تايهة يا ولاد الحلال".
ويذكر الشناوي أنه في فترة مُنعت أغانى أحمد عدوية من الإذاعة المصرية، واعتبره البعض مطرب الإسفاف وقتها، على الرغم من مكانة عدوية لدى الجمهور الآن، مشيرًا إلى أن الذوق العام يتغير من كل مكان وزمان، فلا داعي للاستسلام لمقياس ومعايير ثابتة بحسب قوله.
التسعينيات
وارتبط جيل الثمانينات والتسعينيات بأغانى الأجيال السابقة وأغنيات جيلهم، ومن أشهرها " كتاب حياتى يا عين"، " الله يسامحك يا زمن" للراحل حسن الأسمر، وكانت بداية للفنان حكيم الذى قدم ألبومات منها " بين وبينك خطوة ونص"، " افرض مثلا" " نار، " ولا واحد ولا ميه"، " ياهو".
بالإضافة إلى الأغنية الشهيرة " أدينى قلبك.. خد قلبى" للمطرب عبد الباسط حموده، كما انتشرت أغنيات الفنانة الشعبية فاطمة عيد بالأفراح المصرية.
الألفية الأولى
بإيقاع ونغمات مختلفة اشتهرت أغاني المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم، الذى بدأ بأغنية " أنا بكره إسرائيل". واستكمل عبد الرحيم بنفس الإيقاع " هبطل السجاير"، " مواطن ومخبر وحرامى"في الألفية الأولى.
وأثارت ألبومات سعد الصغير جدلًا كبيرًا في الوسط الفني، لتضمنها كلمات لم يعتد الجمهور المصرى على سمعها في الأغانى، وظهر مطربون آخرون مثل أمينة، ومحمود الليثي ، وبوسي، تزايدت شعبيتهم في أغنيات الأفلام السينمائية.
فرق شعبية
وفي عام 2014 أثارت أغنية " حلاوة روح" للفنان حكيم جدلا واسعًا في الوسط الفني لارتباطها بقصة الفيلم الذى يحمل نفس الاسم، وتخطى عدد المشاهدات على يوتيوب أكثر من 50 مليون مشاهدة. وفي العام نفسه ظهرت أغنية " فرتكه" لفرقه شبابية أيضًا، عرفت بفرقة المهرجانات لتواجدها في الأفراح الشعبية المصرية.
وفي الآونة الأخيرة ظهرت فرق شبابية تطلق على نفسها " غني المهرجانات" تقوم بتلحين وكتابة الكلمات، وتحقق أعلى مشاهدات بموقع " يوتويوب" ومنها أغنية" مفيش صاحب يتصاحب" وهي خاصة بفرقة شبيك لبيك، طُرحت في نهاية العام الماضي وتجاوزت أكثر من 21 مليون مشاهدة على موقع" يوتيوب".
ويرى الشناوى أنه قديمًا كانت توجد أغان شعبية بها بعض الإسفاف لم يعتد الجمهورسماعها مثل الحال الآن، لكن ربما المشكلة ترتبط برؤيتنا للماضي بأنه رائع دائمًا. وفي ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي تزداد حدة الانتقاد والهجوم لسرعة انتشار المعلومة بين جمهور هذه المواقع.
ويؤكد الناقد الفني، أن الذوق العام لا تحركه أغنية، لكنها قد تأخذ من الذوق العام. وإذا وجدت بعض الأغاني التي تتضمن إسفافا، فإن الأمر لا يستدعي القلق ولا يمثل ثمة خطورة.
معايير نجاح الأغنية
وعن معايير نجاح الأغنية الشعبية، يقول طارق الشناوي إن نجاح الأغنية يقاس بدرجة انتشارها وتوزيعها، وتختلف معايير نجاح الأغنية في كل فترة، قديمًا كان يقاس بعدد النسخ المباعة من الأسطوانات وشرائط الكاسيت، وحقق توزيع أسطوانة أغنية " لو كنت أسامح" لكوكب الشرق ما يقارب ربع مليون نسخة، كما حققت أغنية " عمي ياه صاحب الجمال" لـ أحمد عدوية توزيع مليون نسخة من الاسطوانة.
أما الآن فيعتمد على مواقع التواصل الاجتماعى وسرعة انتشارها بين الجمهور، خاصة أنها أصبحت جزءا من دعاية وتسويق الأفلام السينمائية، ويقاس نجاحها بناءً على عدد المشاهدات بموقع " يوتيوب".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز