«تاريخ الفلسفة الحديثة» ليوسف كرم في طبعة جديدة
يعتبر الكتاب إلى جانب كونه يؤرخ للفلسفة الحديثة التي ظهرت بعد فلسفات العصر الوسيط معجمًا فلسفيًّا ضخمًا وغزير المادة وافر المعرفة
عن دار (آفاق) للنشر والتوزيع بالقاهرة، صدرت طبعة جديدة من الكتاب المرجعي «تاريخ الفلسفة الحديثة» ليوسف كرم، أحد أهم أساتذة الفلاسفة وشراحها في العالم العربي في القرن العشرين.. الكتاب واحد من ثلاثة كتب مرجعية كتبها يوسف كرم وأرخ من خلالها للفلسفة وأشهر الفلاسفة والمذاهب الفلسفية منذ العصر اليوناني وحتى العصر الحديث.
كتاب «تاريخ الفلسفة الحديثة» يعتبر، إلى جانب كونه يؤرخ للفلسفة الحديثة التي ظهرت بعد فلسفات العصر الوسيط، معجمًا فلسفيًّا ضخمًا وغزير المادة وافر المعرفة، يدل مستخدمه في وضوح ويسر على رجالات الفلسفة والمشتغلين بالبحث الفلسفي، منذ القرن الخامس عشر وحتى أوائل القرن العشرين.
يدور الباب الأول في الكتاب عن بقايا الفلسفات القديمة، فيتحدث عن الأفلاطونيين الذين يستمدون منه أسباب دين طبيعي، والرشديون الذين مزجوا بين دراسة أرسطو وابن رشد.
ويتحدث الباب الثاني عن أمهات المذاهب الحديثة مثل مذاهب "ديكارت"، و"بسكال" و"سبينوزا"، ثم يتحدث عن فلسفات الواقعية ورجالها مثل "هيوم" و"بيكون" في الباب الثالث، وفي الباب الرابع يعرض لفلسفات مين دي بيران، وأوجست كونت التي تحاول استيعاب جميع النواحي في مذهبٍ واحد.
ثم يرصد في الباب الخامس الصراع بين داروين وسبنسر وأنصار المادية الذين وجدوا في نظرية التطور أسلحة جديدة، وبين الروحية التي يؤيدها الفرنسيون.
ثم يتضح في الفصل الأخير الانقسام الكامل بين الفلسفات الحديثة إلى مذهبين: مادي وروحي، يتصارعان بشكل دائم بحثًا عن حلول للمشكلات الكبرى.
مؤلف الكتاب، يوسف كرم (1886 - 1959)، مفكر ومؤرخ وفيلسوف مصري، من أصول لبنانية، أضاء صفحات التاريخ الفلسفي في العالم العربي بمذهبه العقلي؛ وشغل منزلة مرموقة بين المثقفين المصريين، واضطلع بمهمة دراسة الفكر الفلسفي الغربي؛ فلم يترك حقبة في تاريخه إلا وكتب عنها، وهو يعد واحدا من أبرز مؤسسي الفكر الفلسفي في الوطن العربي.
ولد يوسف بطرس كرم في مدينة طنطا عام 1886م، وهو لبناني الأصل، ماروني الطائفة، وينتمي إلى قرية «إهدن» اللبنانية، وتنتمي دماء نسبه لأبوين مسيحيين هاجرا من لبنان واستوطنا بمصر، حيث التحق كرم هناك بالقسم الابتدائي بمدرسة سان جورج بطنطا، وحصل منها على الشهادتين الابتدائية والثانوية، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة القديس لويس.
اشتغل كرم موظفًا بالبنك الأهلي ليساعد عائلته الفقيرة في أوائل الحرب العالمية، ثم ما لبث أن ترك وظيفته، وسافر إلى باريس ليدرس الفلسفة، ويحصل على دبلوم الدراسات العليا من السوربون عام 1917م، وقد عين بمقتضى هذه الشهادة مدرسا للفلسفة في مدرسة ثانوية فرنسية، عاد بعد ذلك إلى مصر عام 1919م؛ حيث طلب منه الدكتور طه حسين أن يقوم بتدريس الفلسفة في الجامعات المصرية، واستجابة لذلك المطلب عمل كأستاذ للفلسفة في جامعتي القاهرة والإسكندرية.
أثرى يوسف كرم حقل الدراسات الفلسفية بالعديد من المؤلفات التي انقسمت إلى قسمين: مؤلفات في تاريخ الفلسفة مثل «تاريخ الفلسفة اليونانية»، و«تاريخ الفلسفات الأوروبية في العصر الوسيط»، و«تاريخ الفلسفة الحديثة»، ومؤلفات فلسفية ككتاب «الطبيعة وما بعد الطبيعة»، وكتاب «العقل والوجود».
ويعد يوسف كرم من وجهة نظر أساتذة الفلسفة ومتخصصيها علامة أضاءت مسيرة تدريس الفلسفة الغربية الحديثة في العالم العربي، وتوفي يوسف كرم عام 1959م مخلفًا وراءه تراثًا زاخرًا بالعطاء الفلسفي والفكري.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMTk3IA== جزيرة ام اند امز