مجلس الأمن "قلق" لتأخر عودة زعيم متمردي جنوب السودان إلى جوبا
مجلس الأمن الدولي يعرب عن "قلقه العميق" إزاء الوضع في دولة جنوب السودان؛ حيث أرجأت مجددًا عودة زعيم التمرد رياك مشار إلى العاصمة جوبا.
أعرب مجلس الأمن الدولي في ختام اجتماع طارئ، مساء أمس الثلاثاء، عن "قلقه العميق" إزاء الوضع في دولة جنوب السودان؛ حيث أرجأت مجددًا عودة زعيم التمرد رياك مشار إلى العاصمة جوبا تنفيذًا لاتفاق سلام.
وكان المجلس قد اجتمع في جلسة مغلقة بدعوة من الولايات المتحدة للاستماع إلى تقرير بشأن الإرجاء الجديد الذي حصل أمس الثلاثاء لعودة مشار إلى جوبا كي يتسلم مجددًا منصب نائب الرئيس بعد عامين من الحرب بين أنصاره وأنصار الرئيس سلفا كير.
وقال وو هيتاو نائب السفير الصيني الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لشهر أبريل/نيسان الجاري، إن أعضاء المجلس "يحضون كل الأطراف على أن يشكلوا بسرعة الحكومة الانتقالية وأن يطبقوا بالكامل اتفاق السلام".
وخلال الجلسة أبلغ رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إيرفيه لادسو مجلس الأمن عن وجود خلافات بشأن الترتيبات الأمنية المتعلقة بالسماح للمسلحين المتمردين بالتمركز في جوبا لضمان سلامة زعيمهم تمهيدًا لوصوله إلى العاصمة.
وبحسب دبلوماسيين فإن لادسو أعرب عن أمله في أن يعود مشار إلى جوبا اليوم الأربعاء.
وكانت عودة مشار من باغاك في شرق البلاد على الحدود مع إثيوبيا إلى جوبا مرتقبة في الأصل الإثنين الماضي، لكنها أرجئت إلى أمس الثلاثاء "لأسباب لوجستية".
وأمس الثلاثاء، قال المتحدث باسم مشار إن الإرجاء الجديد يعود للأسباب نفسها من دون أن يحدد مدة هذا الإرجاء. وأضاف "أنه آتٍ لكن متى؟ سنبلغكم بالأمر".
وبموجب اتفاق السلام الموقع في 26 أغسطس/آب 2015، عاد 1370 جنديًّا وشرطيًّا متمردًا إلى جوبا لضمان سلامة مشار الذي يعود لتشكيل حكومة انتقالية مع منافسه كير.
ويتهم المتمردون القوات الحكومية بتعزيز وجودها في العاصمة التي يفترض رسميًّا أن تكون منزوعة السلاح ضمن نطاق 25 كيلومترًا، باستثناء وجود وحدات عسكرية بموجب اتفاق السلام. لكن الجيش ينفي هذه التهم.
وكان الرئيس سلفا كير قد أعاد مشار إلى منصبه هذا في فبراير/شباط الماضي؛ ما أتاح المضي في تطبيق اتفاق السلام الذي ينص على وقف إطلاق نار وآلية لتقاسم السلطة.
وكان مشار قد تولى منصب نائب الرئيس بين يوليو/تموز 2011 ويوليو/تموز 2013 عندما أقاله كير.
وتعتبر عودة مشار في إطار اتفاق السلام أفضل فرصة لإنهاء أكثر من سنتين من الحرب الأهلية التي أغرقت أحدث أمة في العالم في الفوضى ودفعتها إلى حافة المجاعة.
وقتل عشرات آلاف الأشخاص في حرب شهدت فظاعات عديدة اضطرت أكثر من مليون شخص إلى النزوح، فيما بات نحو 6 ملايين بحاجة لمساعدات غذائية ملحة.
واندلع النزاع في ديسمبر/كانون الأول 2013 حين اتهم الرئيس سلفا كير نائبه مشار بتدبير انقلاب.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز