مؤسس تطبيق "أنا أرى": نستفيد من التكنولوجيا لتطوير عملنا ولتكريس "صحافة المواطن"
"العين" التقت بالإعلامي السعودي محمد سعود جمال، مؤسس تطبيق "أنا أرى"، للحديث عن أهمية الابتكار في مجال الإعلام.
يحفز تطبيق "أنا أرى" نقل الخبر أينما حصل، حدثنا عنه..
"أنا أرى" مشروع دشنته قناة "العربية" رسميًّا في أغسطس 2015، تحت عنوان خدمة "أنا أرى" الإخبارية، وهو تطبيق خاص يستطيع من خلاله الناشطون والجمهور بصفة عامة إرسال صور ومقاطع فيديو ونصوص، تعرض –بحسب أهميتها– على قناتي "العربية" و"الحدث"، ويضم التطبيق 9 أقسام، ويستطيع المستخدم أن يشارك من خلالها عبر نشر ما يراه من حوله، أينما كان في العالم.
لقيّ تطبيق "أنا أرى" إقبالاُ كثيفاُ واهتمامًا كبيرًا من المناطق التي تدور فيها حروب، لماذا برأيك؟
هذا التطبيق أو الخدمة يرسِّخ مفهوم "المواطن الصحافي"، ويدعم الناشطين في كافة المجالات لإيصال ما يرونه من حولهم إلى الملايين من الأشخاص عبر منصات قناتي "العربية" و"الحدث" المتنوعة، ما بين التليفزيون ومواقع القناتين على الإنترنت، بالإضافة إلى الحسابات الرسمية للعربية والحدث على شبكات التواصل الاجتماعي.
ما هي أهم خصائص هذا التطبيق؟
يضم التطبيق عدة خصائص، منها "أحداث بالقرب مني"، حيث يستعرض المستخدم المشاركات التي يرسلها الأشخاص من حوله في المكان الذي يتواجد فيه حول العالم، وخاصية "المهام"، وهي ميزة تمكّن المستخدم من استلام إشعارات من فريق تحرير "أنا أرى" حول أحداث تدور في حدود المكان الذي يتواجد فيه، ليقوم بتغطيتها إن تمكن من ذلك، ويستطيع المستخدم من خلال التطبيق الاطلاع على المشاركات المميزة، التي تتجدد باستمرار، وكذلك متابعة أشخاص بعينهم تهمه مشاركاتهم، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع فريق "أنا أرى" التحريري والفني، وكذلك مع قناتي "العربية" و"الحدث".
ما هو مستقبل "أنا أرى"، هل تطمحون أن يكون "يوتيوب" الشرق الأوسط مثلًا؟
نختلف مع "يوتيوب" في خصائص عدة، فنحن أولًا مرتبطون بقناة "العربية"، ولسنا مؤسسة منفصلة، كما أننا نقوم بتنقية محتويات الفيديوهات والصور من ناحية الصدقية والملاءمة للنشر، والحقيقة أن الإعلام في عالم اليوم -بحكم الطفرة الهائلة التي عرفتها وسائل الاتصال والمستجدات المتلاحقة في عالم يتشابك فيه الشأن المحلي بالشأن العالمي- مطالَبٌ بمسايرة هذا الواقع المتحرك من جهة، وتلبية ما ينتظره القارئ والمشاهد والمستمع من جودة المحتوى وسرعة وصول المعلومة وصدقيتها وأصالتها في ظل التدفق الهائل -والفوضوي أحيانًا- للمعلومات من جهة أخرى، وهو ما يحتم إيجاد ابتكارات متجددة في وسائل الإعلام سواء في الوسائل أو سرعة وطريقة تقديم المعلومة، أو نوعية مضمونها؛ لتساير الواقع الجديد بشكل إيجابي، كي تبقى الرسالة الإعلامية -زيادة على دورها التقليدي في تقديم المعلومة- قادرةً على لعب أدوار تنموية وتثقيفية وتوجيهية بنّاءة، ومن جهة أخرى يلزمها الاستبصار والاسترشاد بنهج قويم حتى لا تتحول إلى مِعوَل فوضى وخراب عابر للقارات.
ما أهمية ملتقى كـ "الابتكار في الإعلام" للإعلاميين برأيك؟
- في البداية أود أن أقدم شكري لـ"المجلس الوطني للإعلام" في الإمارات على دعوتنا، وإتاحته الفرصة لنا للمشاركة في هذا الملتقى، الذي يندرج في ظل "أسبوع الابتكار"، ويعتبر ضروريًّا لمواكبة المستجدات والتطور الذي يعرفه العالم، وحقل الإعلام خاصة، وكنت أتمنى لو استمر الملتقى لثلاثة أيام، نظرًا لأهمية القضايا التي يناقشها، وأرجو أن ينتبه المجلس إلى هذا المطلب في دوراته المقبلة.
ما هو مستقبل الصحافة في ظل الثورة الرقمية، هل يقضي الاعتماد الكبير على التكنولوجيا على دور الصحافة برأيك؟
الاعتماد على التكنولوجيا أصبح واقعًا لا بد من التعايش معه، فالإعلام في ثوبه القديم لم يعد قادرًا على مواكبة الواقع، مما نتج عنه انتشار المواقع الإلكترونية، كموقعكم المحترم، إضافة إلى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي قد لا تكون أكثر صدقية كوسائل الإعلام التقليدية، لكنها على الأقل موجودة، وبالتالي ستكون الصحافة التي تستطيع مواكبة هذه الثورة التكنولوجية واستغلالها لمصلحتها، هي فقط القادرة على البقاء.