التظاهرة الثقافية الإبداعية التي تحتفل بالكتاب وبكاتبه، بالثقافة وبروادها، وبالكلمة وبصانعيها.. تعود إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي.
التظاهرة الثقافية الإبداعية التي تحتفل بالكتاب وبكاتبه، بالقراءة وبجمهورها، بالثقافة وبروادها، وبالكلمة وبصانعيها.. تعود إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي. أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق ملتقى المبدعين، معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يشارك فيه أكثر من 600 كاتب و20 رساماً، و1260 عارضاً من 63 دولة هذا العام.
باقة محفزة من الأرقام والأسماء وعناوين الكتب والورشات التي تؤكد الانتماء إلى المعرفة المطلقة، بإنسانيتها، وأخلاقياتها، ستزيّن الدورة الـ26 من المعرض التي تحتفي بالعالم ابن رشد وتنطلق في 27 أبريل وتستمر إلى 3 مايو 2016. الدورة التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تنطلق برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
إذن أسبوع واحد فقط على الفعالية التي تسجل هذا العام زيادة بنسبة 10% عن العام 2015 في عدد إجمالي المساحات المحجوزة لهذا العام حيث بلغت 31962 متراً مربعاً بما يؤكد على دور معرض أبوظبي الدولي للكتاب كأحد أبرز الفعاليات الثقافية المتخصصة بالكتب والقراءة وإنتاج المعرفة.
ويضاف إلى كل تلك الأرقام المشرقة، عدد ضخم للفعاليات عرضتها الجهة المنظمة في مؤتمر صحافي أقيم الأربعاء في أبوظبي، إذ يقدم المعرض هذا العام أكثر من 500 فعالية ثقافية تتنوع بين تلك التي تسلط الضوء على حياة وسيرة ومنجز الفيلسوف والعالم ابن رشد وفي مقدّمها منبر ابن رشد، وتلك التي تقدّم المنجز الثقافي والفكري لإيطاليا ضيف شرف المعرض، إلى جانب فعاليات البرنامج المهني للناشرين ضمن نادي الأعمال، وركن الإبداع للناشئة، وركن النشر الرقمي، وعروض الطبخ، وسينما الصندوق الأسود، والبرنامج الثقافي، وتواقيع الكتب وركن المؤلفين.
"بوابة العين" تحدثت إلى الدكتور علي بن تميم عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حول الاحتفاء بالشخصية المحورية للمعرض الفيلسوف "ابن رشد"، ولفت بن تميم إلى أن "ورشات العمل ستتوقف عند إشكاليات التلقي لابن رشد وما قام به الفلاسفة الإيطاليون في نقل فلسفة ابن رشد، حيث كانت إيطاليا البوابة التي عبر بها الفيلسوف إلى أوروبا حينما واجه تحديات في الأندلس، من هذا المنطلق سيشهد المعرض فعاليات متنوعة وورشات عمل حول نتاجه، ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الفعاليات لن تتوجه فقط للمتخصصين بل أيضا للأطفال والناشئة". بن تميم أشار أيضاً إلى أنه "احتفالاً بعام القراءة أيضاً ستخصص لقاءات تسلط الضوء على أهمية القراءة وآليات تجاوز أزمة القراءة التي يعيشها العالم العربي".
وتوقف بن تميم عند أهمية اختيار إيطاليا كضيف الشرف، وذلك "انعكاساً لما تمثله هذه الدولة الأوروبية والمتوسطية الهامة على الخريطة الثقافية والسياسية في عالمنا المعاصر، وأيضاً لما يجمعنا بها كعرب ومنذ قرون طويلة من أواصر ثقافية عميقة وواسعة الدلالات". وأضاف "ولعلّ اختيار المعرض للفيلسوف الكبير ابن رشد لكي يكون الشخصية المحورية هذا العام، يأتي متسقاً مع اختيار إيطاليا ضيف شرف، فكم من العلاقات والوشائج الفكرية والثقافية التي تجتمع في سيرة مفكّر تاريخي شجاع وبلد عرف النهضة وساهم في صناعتها ونشرها، من خلال تشرّب واستلهام أفكار مفكرين وفلاسفة عظماء من مثل ابن رشد".
وفي حديث خاص بـ"العين" توقف مدير إدارة البحوث والإصدارات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة محمد الشحي عند اختيار العالم ابن رشد كشخصية المعرض، وأشار الشحي إلى "أهمية اختيار ابن رشد واتساق فكر هذا العالم مع سياسة دولة الإمارات التي تهدف دائما إلى التنوع والتعددية والتنوع بالإضافة إلى احترام الأخر والحوار معه، ومن هنا تأتي أهمية تسليط الضوء على فلسفة ابن رشد والاحتفاء به في كثير من فعاليات المعرض".
من جهة ثانية أكد الشحي لـ"العين" على اهتمام معرض أبوظبي للكتاب المتزايد بالنشر الإلكتروني وحماية حقوق الملكية الفكرية مع استضافة شركات متخصصة في النشر الإلكتروني وتنظيم جلسات عديدة حول "إمكانات السوق العربي الالكتروني من حيث الأرقام والعادات والمكتبات الرقمية والعلمية التعليمية في العالم العربي وغيرها". وأضاف الشحي "نعتبر المعرض فرصة للقاء الناشر العربي بالأجنبي وقد دفعت قوانين المعرض المتشددة فيما يتعلق بالرقم الدولي ISBN إلى تعديل كثير من دور النشر لقوانينها وآلية عملها لتشارك في المعرض، وذلك للارتقاء بصناعة النشر والكتاب ولنكون نموذجاً عربياً متقدماً وفعالاً فيما يتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية".
ولفت الشحي إلى أن المعرض "يحتفل بكبار المبدعين العرب وقامات السرد الروائي ضمن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر". كما نحتفي بابن رشد، وبإيطاليا ضيفة شرف المعرض، لنجمع بين خطين توازيا عبر تاريخ الإنسانية، ومثّلا معاً تجربة ازدهار الحضارات في بعدها الأخلاقي المنفتح والإيجابي، حين كانت إيطاليا جسراً لانتقال الحضارة العربية إلى أوروبا".
من جهته قال السفير الإيطالي لدى الدولة ليبوريو ستيللينو لـ"العين" إن "ابن رشد حاضر في الثقافة الإيطالية وفي مناهجها التعليمية، فنحن من خلاله ومن خلال ما نقله نعرف أكثر عن أرسطو وأعماله". واعتبر أنه "في الوقت الذي نحتفي به بمشاركتنا كضيف شرف في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تشهد مدينة البندقية المدينة التي لطالما كانت جسراً يربط بين العالم العربي وأوروبا فعاليات معرض ألدو مانوزيو، الذي اخترع الكتاب الحديث وصناعة النشر في القرن الخامس عشر."
ولفت ستيللينو إلى مدى عمق العلاقة التي تجمع بين دولة الإمارات وإيطاليا على جميع المستويات حيث يتم العمل على إنشاء أول مدرسة إيطالية دولية في أبوظبي، إلى جانب افتتاح مركز ثقافي إيطالي لأول مرة في منطقة الخليج وسيتمركز في أبوظبي، مضيفاً "لقد خصصنا برنامجاً متكاملاً يفتح نافذة مهمة على الثقافة الإيطالية ويُقرب الجمهور منها، سنفتتح مشاركتنا بحفل موسيقي لفرقة رباعي فينيسيا التي ستؤدي روائع الموسيقى الكلاسيكية مختارة من أهم الملحنين والعازفين والمؤلفين كبيتهوفن، جياكومو بوتشيني، وجوزيبي فيردي، كما خصصنا معرضاً مهماً للمخطوطات العربية القديمة الموجودة في المكتبات الإيطالية وخاصة من مكتبة أنجليكا العريقة في روما".
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز