أمريكا تعاقب إيران بملياري دولار بعد 35 سنة من تفجيرات بيروت
يبرز اسم "عسكري"، الإيراني منفذ هجمات العملية الانتحارية في بيروت ضد القوات الأمريكية هناك عام 1983، من جديد بعد عقوبات أمريكية
إذا تواجد كتاب لموسوعة "جينيس" للأرقام القياسية يخص الولايات المتحدة فقط، فسيكون اسم إسماعيل عسكري على رأسه كقاتل لأكبر عدد من مواطنيها دفعة واحدة، إذا ما تم استبعاد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ويبرز اسم "عسكري"، الإيراني منفذ هجمات العملية الانتحارية في بيروت ضد القوات الأمريكية هناك عام 1983، من جديد بعد أن قضت المحكمة العليا الأمريكية بصرف حوالي ملياري دولار من الأصول الإيرانية المجمدة لعائلات ضحايا التفجير.
وصدر حكم، الأربعاء، لصالح أكثر من 1300 من أقارب 241 شخصا قتلوا في ثكنة للجيش الأمريكي، إذ تحمل الولايات المتحدة حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، مسؤولية التفجير، بينما ينفي حزب الله ضلوعه في الهجوم.
قصة التفجير بدأت في السادسة و22 دقيقة من صباح الأحد 23 أكتوبر 1983 وانتهت بكارثة للأميركيين، راح ضحيتها 220 من قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) و18 من البحارة و3 جنود، وجميعهم قضوا بدقائق، ومعهم قضى بعدها في المستشفيات 13 مدنيا أمريكيا، ممن كانت حالتهم حرجة ضمن 128 أصابتهم جراح متنوعة وخرجوا سالمين.
https://www.youtube.com/watch?v=JvFRirhbn5M
ونقلت شبكة CNN الأمريكية في التقارير الرسمية أن إسماعيل قاد شاحنة ميرسيدس إلى مقر "المارينز" المجاور كثكنة عسكرية لمطار بيروت، وكانت من 4 طوابق يقيم فيها 300 من مشاة البحرية البالغ عددهم في العاصمة اللبنانية ذلك الوقت 1600 عنصرا، ممن شكلوا مع نظرائهم من بريطانيا وفرنسا "قوات حفظ السلام الدولية" التي تمركزت في بيروت منذ انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية بعد الغزو الإسرائيلي للبنان في 1982.
وعندما اقتربت الشاحنة من مدخل الثكنة اتجه سائقها نحو موقف السيارات، فظنوها صهريجا يحوي ماء، إلا أن شاحنة إسماعيل كانت محملة بما قوته التفجيرية أكثر من 6 أطنان من مادة TNT شديدة الانفجار.
وفي اليوم التالي للعملية أعلنت ما تسمى بـ"حركة الجهاد الإسلامي" في بيان لها مسؤوليتها عن العملية، لتثبت الأيام، حسب التحقيقات الأمريكية، أن "حركة الجهاد" تحولت فيما بعد إلى منظمة حزب الله، وهي الضالع الرئيسي في الهجوم عبر رجلها الإيراني عسكري.
تغير القانون الأمريكي الذي يسمح للضحايا بمقاضاة الدول التي توصف بأنها راعية للإرهاب العديد من المرات خلال 20 عاما الماضية، ولكن إيران لم تتعاون مع القضاء، إذ تنفي دوما رعايتها لأي أعمال إرهابية في أنحاء العالم.
وفي 1984 وبعد عام من العملية الانتحارية الأكبر، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الأراضي اللبنانية