حمدان بن محمد يفتتح مؤتمر النقل للشرق الأوسط وشمال أفريقيا
المؤتمر نظم من قبل هيئة الطرق والمواصلات بدبي والاتحاد العالمي للمواصلات العامة تحت شعار "النقل الحضري ارتق بتفكيرك واعمل بذكاء"
افتتح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي قبل ظهر اليوم، فعاليات مؤتمر ومعرض النقل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2016، والذي تنظمه هيئة الطرق والمواصلات بدبي والاتحاد العالمي للمواصلات العامة تحت شعار "النقل الحضري ارتق بتفكيرك واعمل بذكاء" بحضور الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات وبمشاركة 600 ضيف من 29 دولة.
ألقى الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة الكلمة الرئيسة لافتتاح المؤتمر، أكد من خلالها أن قطاع النقل بشكل عام والبري بشكل خاص شكل أحد المحركات الرئيسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لعب ولا يزال يلعب دوراً مهماً في ربط مناطق الإنتاج والاستهلاك وتنشيط حركة السياحة وربط المجمعات السكانية بمراكز الأعمال، غير أن الزيادة المطردة والسريعة في عدد المركبات التي تضاعفت ثلاث مرات تقريباً في العقد الأخير فقط خلقت تأثيرات سلبية وتحديات بارزة على أكثر من صعيد.
وأشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة اتخذت مجموعة من التدابير والإجراءات لمواجهة هذه الزيادة المطردة والسريعة والمحافظة على دور قطاع النقل البري في التنمية المستدامة، توزعت على ثلاثة مسارات رئيسة شمل المسار الأول إنشاء وتطوير بنية تحتية حديثة وذكية قادرة على مواكبة التطورات التنموية والتوسعات المستقبلية في قطاع النقل وقادرة في الوقت نفسه على الصمود أمام تداعيات التغير المناخي المتوقعة والتكيف معها، في حين تمحور العمل في المسار الثاني على تخفيف الآثار السلبية لقطاع النقل على جودة الهواء والمناخ عن طريق وضع معايير وضوابط وطنية للانبعاثات الناتجة عن المركبات وعلى تحسين كفاءة المركبات ونوعية الوقود المستخدم في قطاع النقل، أما المسار الثالث وهو الأهم فقد تركّز على تحديث قطاع النقل الجماعي وجعله أكثر جاذبية وقبولاً لقطاعات أوسع من المجتمع وذلك عن طريق تحديث نُظُم ووسائل النقل الجماعي كحافلات النقل العام واستحداث وسائل نقل جماعي جديدة كالقطارات والمترو والترام ونشر ثقافة النقل الجماعي بين السكان.
وقال إن دولة الإمارات حققت نجاحات مهمة على هذا الصعيد، ففي دبي على سبيل المثال التي تضم أكبر عدد من المركبات الخاصة المسجلة في الدولة ارتفعت نسبة مساهمة وسائل المواصلات العامة في حركة السكان من 6 في المائة عام 2006 إلى 15 في المائة عام 2015 وهناك خطط لرفع هذه النسبة إلى 30 في المائة بحلول عام 2030.
وأضاف أن دولة الإمارات ستواصل جهودها لخفض البصمة البيئية لقطاع النقل وتحويله إلى قطاع أخضر وفقاً لاستراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء حيث ستركز الدولة جهودها على تطوير النقل العام، بما في ذلك تطوير البنية التحتية ونظم إدارتها وتوسيع نطاق التغطية الجغرافية وتنويع الوسائل وتوفير سبل الراحة والأمان فيها وربط حركة النقل بالمركبات الخاصة بالآليات الاقتصادية، إضافة إلى تكثيف الجهود لنشر ثقافة النقل الجماعي بحيث تصبح وسائل النقل الجماعي دائماً هي الخيار الأول والأمثل لانتقال الأفراد.
من جانبه قال ماساكي أوغاتا رئيس الاتحاد العالمي للمواصلات العامة نائب رئيس شركة شرق اليابان للسكك الحديدية إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تضم أكثر من 300 مليون نسمة شهدت في الأعوام الأخيرة توسعاً كبيراً في تنفيذ مشاريع المواصلات العامة مثل القطارات بمختلف أنواعها "منوريل وترام ومترو" والحافلات السريعة ومركبات الأجرة.. مؤكداً أن دبي تعد نموذجاً لهذا التطور بتنفيذها مشروع مترو دبي، بتصميمه القائم على استخدام أحدث التقنيات مثل نظام التشغيل الآلي دون سائق والتصاميم المعمارية الفخمة لعربات ومحطات المترو.
وقال مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد تنمية حضرية سريعة وزيادات سكانية كبيرة وتستقطب كثيرا من الفعاليات العالمية الكبيرة مثل إكسبو دبي 2020 و"كأس العالم لكرة القدم" في قطر عام 2022 وإنه لمواكبة التنمية المتسارعة تسعى دول المنطقة لتنفيذ مشاريع مواصلات عامّة واعدة وأنظمة نقل متكاملة ومستدامة تقدر قيمتها بحوالي 296 مليار دولار أمريكي.
وأضاف أن منظومة النقل الجماعي في دبي شهدت نقلة نوعية في السنوات الخمسة الماضية، حيث انتهت من تنفيذ مترو دبي بخطيه الأحمر والأخضر بطول 75 كيلومتراً وافتتحت ترام دبي بطول 11 كيلومتراً، وتنفذ هيئة الطرق والمواصلات حالياً العديد من مشاريع الطرق والنقل تشمل تنفيذ "مسار 2020" الذي يشمل تمديد الخط الأحمر لمترو دبي إلى موقع معرض إكسبو بطول 15 كيلومترا كجزء من الخطة الاستراتيجية لتطوير شبكة قطارات يصل طولها إلى قرابة 420 كيلومترا، كما تعمل الهيئة حالياً على إعداد خطة متكاملة لخطوط وخدمات الحافلات السريعة.