قصة شعبان من "خباز" لجامع "كانزات"

شاب ثلاثيني ترك عمله في المخبز وفضل جمع الألومنيوم (الكانزات) من الشوارع.

"بصحى كل يوم وهدفي حاجة واحدة بس 490 كنزاية"، يقول "شعبان" وهو يحمل ثلاثة أجولة يجمع بداخلها كل ما يقع في طريقه من عبوات المياه الغازية الفارغة "الكانزات"، يوضح الشاب الثلاثيني سبب تركه لعمله في المخبز بأحد ضواحي منطقة المنيب بمحافظة الجيزة؛ أن السبب هو مواعيد العمل فجرًا، بالإضافة للدخل اليومي المحدود، ما جعله يفضل جمع الألومنيوم من الشوارع.

"الكيلو 98 كنزاية" يستطرد شعبان "وببيع الكيلو بـ8 جنيه"، ويتحصل يوميا من مسيرة 8 ساعات جمع للكانزات على حوالي الخمسة كيلو أو ما يعادل 490 عبوه فارغة، ويضيف شعبان أن هناك عددا كبيرا من الحرفيين تركوا حرفهم وبدأوا في جمع الألومنيوم ويوضح أن السر في بساطة العمل "مش محتاج فن" على حسب كلامه، بالإضافة للعائد المادي الجيد وأن الشخص هو من يحدد أوقات عمله.

"الكانز أو علب الحاجات الساقعة وورق الألومنيوم "السيلوفان" وأطباق الطعام الألومنيوم، الثلاثة عناصر دول اسمهم "شغل خليط أو صوالا" الطن بيصل ثمنه داخل القاهرة 6500 وخارج القاهرة 6250، لو تم فرزه وأصبحوا ثلاثة أنواع الكانز لوحده بـ7000 جنيه داخل القاهرة و6750 خارج القاهرة، والطبق الألومنيوم بـ7000 جنيه داخل القاهرة و6750 خارج القاهرة، والورق الألومنيوم 3000 جنيه للطن.

يوضح المعلم جرجس سعد، وهاتفه الذكي ماركة "أبل" لا يتوقف عن الرنين، موضحا أسرار صناعة الألومنيوم التي توضع لمدة ساعة في أفران تصل درجة حرارتها 300 درجة مئوية، كي يحصلوا على الألومنيوم المنصهر الخالي من الشوائب ومن ثم تحويلها إلى كتل تزن الواحدة منها من 5 إلى 8 كيلو جرامات.

جرجس هو صاحب أحد معامل تدوير الألومنيوم بمنطقة حي الزبالين بمنشية ناصر، إحدى المناطق التي تشتهر بتجميع وفرز القمامة ومخلفاتها، فهناك في هذا الحي الشاسع نحو 700 ورشة تعمل في مجال تدوير القمامة، وفي الدفعة الواحدة يستخرج 75% من اﻷلومنيوم والباقي يكون عبارة عن شوائب ورماد تستخدم كوقود للأفران.

وعلى الواقع الافتراضي يوجد أكثر من 7 آلاف متابع معجبين بصفحة حملة "هاتها ما ترميهاش" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تستهدف الحملة جمع علب المياه الغازية وبيعها بهدف توفير موارد لغير القادرين على شراء الدم وخاصة مرضى الثلاثيميا والغسيل الكلوي لاستمرارية احتياجهم للدم، بالإضافة إلى نشر التوعية البيئية وثقافة الفرز من المنبع وإعادة التدوير.