ليستر سيتي من مجون بانكوك إلى تاج البرميرليج
تحول تاريخي لليستر سيتي من أزمات تطال مالكه إلى خطوات أخيرة فاصلة نحو لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
كادت أزمة أخلاقية في فندق ببانكوك وتحمل في طياتها إهانات عنصرية تتحول إلى كارثة لمالك ليستر سيتي التايلاندي، بيد أنه كان منعطفا في رحلة مرتقبة نحو لقب الدوري الانجليزي لكرة القدم.
تضمن الواقعة المثيرة للجدل مشاركة ثلاثة من لاعبي ليستر الشبان، بينهم جيمس نجل مدربه انذاك نايجل بيرسون، المنخرط في اعمال مشينة مع فتيات تايلانديات في فندق في العاصمة بانكوك.
لم تتأخر الصحف البريطانية بنشر فيديو ساخر صوره اللاعبون، وتضمن تعليقات عنصرية.
وفيما تسبب الشريط بغضب عارم، أسفر عن بداية عصر جديد لليستر مع قدوم المدرب الايطالي كلاوديو رانييري.
يقف ليستر على مشارف إحراز لقب الدوري الانجليزي لأول مرة في تاريخه، في مفاجأة صارخة نظرا لإمكاناته الضئيلة مقارنة مع الاثرياء مانشستر يونايتد وسيتي وارسنال وتشيلسي وليفربول.
بعد فضيحة مايو/ آيار الماضي، طرد اللاعبون بسرعة وتزايد الضغط على المدرب بيرسون، الذي كان اصلا يتمتع بعلاقة فاترة مع الصحف المحلية.
مطلع يوليو/ تموز، خرج بيرسون من باب النادي الذي برر ذلك بسبب "اختلافات جوهرية في وجهات النظر".
اصطف النقاد لادانة مالك النادي الملياردير فيشاي سريفادانابرابا ونجله اياوات "توب" بسبب اقالة بيرسون الذي انتشل النادي من قاع الترتيب إلى المركز الرابع عشر.
اظهرت اقالة بيرسون بحسب هداف مونديال 1986 غاري لينيكر ان مالكي النادي "لا يعرفون ماذا يفعلون".
بعد اسبوعين وصل رانييري من دون ضجيج وبدأ العمل بهدوء تحضيرا لموسم لم يتوقع كثيرون ان يكون تاريخيا للنادي.
- الحياة الليلية الساخنة -
يقول ساتيت كريكول المعلق التلفزيويني المعروف في تايلاند لوكالة فرانس برس: "حادثة الفندق جلبت البطل"، في اشارة إلى رانييري.
جال ابن الرابعة والستين مع اندية كثيرة أبرزها نابولي ويوفنتوس وروما وانتر الايطاليون وفالنسيا واتلتيكو مدريد الاسبانيان وتشلسي الانجليزي وموناكو الفرنسي.
تابع كريكول: "بالطبع تأذت سمعة ليستر بسبب الحادثة، وتايلاند قليلا، لكن هذا النوع من الاخبار لا يؤثر كثيرا في تايلاند".
حافظ مالكو النادي على صمتهم ازاء الفضيحة، وحتى شرطة بانكوك التي هددت بمقاضاة النساء لممارسة الفحشاء، تقول اليوم انه ليس لديها سجلات للحادثة.
برغم الحياة الليلية الصاخبة في تايلاند وسمعتها، الا ان الجنس من المحرمات في بلد محافظ إلى حد كبير.
وردا على سؤال لفرانس برس مؤخرا في بانكوك عما إذا كان ليستر سيعود لجولة احتفالية هذه السنة، اجاب "توب": "كلا".
قدم رانييري العبقري صورة أكثر هدوءا للجمهور، وخبرة كروية حصدها من مختلف البطولات الاوروبية.
ورث فريقا أنهى موسمه بشكل ايجابي مفلتا من خطر الهبوط، فعزز صفوفه ببعض التعاقدات الذكية وانطلق للمنافسة على اللقب المرموق.
قبل 12 شهرا كان يكافح للهرب من الهبوط، ودخل الموسم خارج دائرة الترشيحات للمنافسة على اللقب وحظوظه كانت 5000/1.
احدى المهام المبكرة لرانييري كانت معاقبة مهاجمه جيمي فاردي الذي ضبط ينادي في احد الكازينوهات شخصا آسيويا بعبارات عنصرية.
سامح المدرب فاردي على غلطته، فانطلق الاخير في رحلة صاروخية جعلته اخطر مهاجمي البرمير ليغ مع 22 هدفا، فيما توج زميله الجزائري رياض محرز افضل لاعب في الدوري من قبل زملائه.
فوز وحيد في مباريات ليستر الثلاث الاخيرة، أولها على ارض مانشستر يونايتد الاحد، سينقله من مجون بانكوك إلى تاج البرميرليج!.
aXA6IDMuMTQ1LjE2OS4xMjIg
جزيرة ام اند امز