بالخرائط.. "داعش" سيندثر خلال عامين
منذ أن ظهر تنظيم داعش الإرهابي تكاتفت الجهود لمحاربة ذلك التنظيم وقد أسفرت عن النجاح في دحْر التنظيم بحسب العديد من التقارير الدولية.
"خلال عامين سيندثر تنظيم داعش الإرهابي".. تلك نتيجة خلصت إليها مجموعة من مراكز الأبحاث والدراسات الغربية والعالمية حول التنظيم الإرهابي الذي كان يحكم سيطرته قبل سنوات على مساحات تعدل دولا أوروبية في عدة دول عربية.
وتشير الكثير من الدراسات والخرائط إلى أن التنظيم بدأ فعليا بالاندثار من الساحة على نحو متسارع.
ومنذ أن ظهر تنظيم داعش الإرهابي في 2014 وقيامه باحتلال مناطق واسعة من سوريا والعراق، تكاتفت الجهود لمحاربة ذلك التنظيم الإرهابي إقليميا وعالميا. وقد أسفرت تلك الجهود عن النجاح في دحر التنظيم الإرهابي من معظم المناطق التي كان يسيطر عليها، بحسب العديد من التقارير الدولية.
وتشير خرائط سابقة لمعهد دراسات الحروب الأمريكي ISW الى أن تمدد داعش في الفترة بين الربع الثاني من 2014 إلى الربع الأخير من 2014، قبل قيام التحالف الدولي ضد داعش، كان مكثفا في شمال وشرق سوريا، مع تركزات كثيفة في شمال العراق واحتلال مناطق واسعة على نهر الفرات في المناطق الوسطى من العراق.
ورغم تواجد التنظيم الإرهابي في عدة مناطق أخرى مثل اليمن وسيناء بمصر وبعض مناطق ليبيا، إلا أن المقاومة الكثيفة لتواجد تلك التنظيمات في تلك المناطق حال دون انتشارها ومحاصرتها في سوريا والعراق لتركيز ضربات التحالف الدولي ضد داعش، الذي لعبت به دول الخليج دورا فاعلا، والتي أثبت فاعليتها.
وتشير خرائط حالية لمعهد دراسات الحروب الأمريكي إلى أن التنظيم فقد أكثر من 60% من الأراضي التي يسيطر عليها، حيث إن عمليات القصف المستمر لمواقع التنظيم الإرهابي من قبل التحالف الدولي، بالإضافة إلى العمليات الموسعة للجيش العراقي لدحر التنظيم الرهابي من المدن والمناطق العراقية، أثبتت فاعليتها في قطع سبل الإمداد لمقاتلي التنظيم.
منع تمدد داعش باليمن
بالرغم من محاولات تنظيم داعش التمدد في عدد من المناطق اليمنية باستغلالها الحرب القائمة بين الحكومة اليمنية الشرعية ومليشيات الحوثيين وصالح الانقلابية، نجحت القوات الإماراتية والسعودية في منع التنظيم من الانتشار بشكل مكثف. وقد حاول داعش الإرهابي استغلال وجود بعض مقاتلي تنظيم القاعدة الإرهابي في عدد من المدن اليمنية المحتلة لتجنيدهم لصالحه والقيام بعمليات إرهابية ضد اليمنيين وقوات التحالف العربي.
وتبين خريطة لموقع CriticalThreats.Org انحسار التنظيمين الإرهابيين ومحاصرتهما في اتجاه الساحل اليمني، مما يؤكد نجاح خطة قوات التحالف العربي في دحر الإرهاب في اليمن والسيطرة على الأوضاع المنفلتة التي تسببت بها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. ومع دخول الأزمة اليمنية مرحلة المفاوضات، سيصبح التركيز أكثر على دحر جميع مناطق تجمعات الإرهابيين المنتمين إلى القاعدة وداعش الإرهابيين من اليمن.
غلق باب ليبيا
بالرغم من إعلان داعش الإرهابي تواجده في ليبيا، قامت قوات التحالف الدولي بقصف جميع المواقع التي تم التأكيد بتواجد مقاتلي التنظيم الإرهابي فيها. حيث ينحسر تواجد التنظيم الإرهابي بفضل الضربات المستمرة على مواقع الإرهابيين في النوافلية ومنع التنظيم من السيطرة على منطقة راس لانوف النفطية.
وتشير خريطة لمعهد دراسات الحروب الأمريكي بالتعاون مع موقع criticalthreats انحسار نشاط داعش الإرهابي بشكل كثيف على بعض المناطق الساحلية الصغيرة والتي تقوم قوات التحالف الدولي بالتعاون مع القوات الشرعية الليبية بقصفها.
قطع التمويل المالي
ويشير تقرير نشر أمس لمؤسسة بروكنجز للأبحاث أن الجهود المستمرة في قطع التمويل عن التنظيم الإرهابي قد ادلت بثمارها، حيث انخفضت عائدات داعش من مليون دولار في اليوم الى أقل من 20 الف دولار.
ويرجع ذلك الى قطع جميع سبل التمويل عن التنظيم، سواء بحرمانه من السيطرة على مصادر الطاقة مثل النفط والغاز لبيعها في السوق السوداء، ومحاربة تهريب البضائع والأشخاص عبر الحدود وقطل التمويل الخارجي المتمثل في عمليات بيع المخدرات والسلاح لصالح التنظيم الإرهابي.
وقد نشرت عدة تقارير إخبارية، على مواقع vicenews وBBC عن عدم إمكانية التنظيم الحفاظ على مرتبات مقاتليه التي قلت بشكل كبير، حيث كان مقاتل التنظيم الإرهابي يأخذ بين 500 إلى 1000 دولار شهريا، وبعد قطع المصادر التمويلية عنه أصبح المقاتل يأخذ أقل من 100 دولار شهريا.
داعش الإرهابي على طريق الفناء:
وتشير دراسة لموقع The National Interest الأمريكي المختص بالدراسات السياسية والاستراتيجية الأمريكية إلى أن تنظيم داعش قد خسر بالفعل في الشرق الأوسط، وأن مناطق سيطرته تتضاءل تدريجيا بفضل الهجمات المستمرة على مواقعه وقطع جميع سبل التمويل عنه. وتشير الدراسة أيضا أن تنظيم داعش الإرهابي، بتكوينه الحالي، قد يندثر خلال العامين القادمين ليصبح تنظيما محدود القدرة مثلما حدث مع تنظيم القاعدة.