فرنسا.. عقوق والدين سياسي بين جان وماري لوبان
طلاق بائن وعقوق سياسي.. هكذا شخص الإعلام الفرنسي العلاقة بين زعيم الجبهة الوطنية السابق جان ماري لوبان وابنته مارين رئيسة الحزب.
لأول مرة منذ سنوات، خالفت رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان، تقاليد الحزب اليميني المتطرف، وجنحت مع نحو 2500 من مؤيديها إلى الاحتفال بالعيد العالمي للعمال، في تجمع شعبي داخل إحدى القاعات الباريسية، ما اعتبرته تعليقات صحفية بمثابة عقوق سياسي.
ومع أن قرار الجبهة الوطنية، وابنته، دعا إلى التخلي عن مراسيم احتفالات الحزب التقليدية، آثر والدها جان ماري لوبان مؤسس الحزب، الحفاظ على التقليد السنوي بوضع إكليل من الزهور على قاعدة تمثال جان دارك في ميدان "لي بيراميد" في باريس.
بدا لوبان صلباً كعادته لا يتزحزح عما يراها مبادئ لا ينبغي الزيغ عنها، بينما غالت مارين في تمردها وفي ذلك حرص منها، على ما يبدو، على أن تظهر للفرنسيين أنه لم يعد لوالدها علاقة بالحزب، منذ أن زكت هي الأخرى قرار إقصائه من الهيئة القيادية قبل نحو 8 أشهر.
رغم الحظر المفروض من قيادة الجبهة الوطنية، شارك نحو 400 في مراسيم الزعيم العجوز، بينهم ثلاثة من أعضاء البرلمان الأوروبي، وهم: برينوغولنيش، وميراي دي أورنانو، وماري كريستين آرناتي، وثلاثتهم من الأوفياء القدامى لجان ماري لوبان، وكانوا قد انتخبوا على قائمته لانتخابات البرلمان الأوروبي عام 2014.
لكن شهامة الثلاثة قد تكلفهم الكثير، خاصة وأن ماري كريستين آرناتي، هو أحد النواب الخمسة لرئيسة الجبهة الوطنية، فضلا عن أن فلوريان فيليبوت، النائب المقرب من الرئيسة ماري لوبان، كان قد حذر من أن المشاركة في أي نشاط يقوم به مؤسس الحزب سيعتبر عملا عدائيا وسيحال المخالف على اللجنة التأديبية وقد يصدر بشأنه قرار بالإقصاء.
بما تسنى له من حضور جماهيري، ألقى الزعيم العجوز خطابا كرر فيه هجماته الشرسة والمعادية لقيادة ابنته للجبهة الوطنية، مقارنا استبعاده من الهيئة القيادية بحادثة "قطع رأس لويس السادس عشر من قبل الثوار"، وانتقد أيضا الاستراتيجية التي وصفها بالشيطانية والتي تعتمدها ابنته، معتبرا أن طريقتها في قيادة الحزب تنطوي على "حسابات ساذجة أو حمقاء وخائنة".
زعيم الجبهة الوطنية السابق، لم يتوان في توقع الهزيمة لابنته في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2017، مؤكدا أنها قد تهزم في الجولة الثانية وربما حتى خلال الجولة الأولى، ما أثار تصفيق الحاضرين بحرارة.
لهجة جان ماري لوبان، وانتقاده الواضح لماري لوبان، دفعت الصحف الأوروبية وليس الفرنسية فحسب، للتساؤل عما إذا كان ذلك تبرؤ للأب من ابنته التي كان له الفضل الكبير في تسلقها الأدوار القيادية، قبل أن تتواطأ ضده لطرده من الحزب الذي كرس له سنوات من حياته.
aXA6IDMuMTQ1LjQ3LjE5MyA= جزيرة ام اند امز