دعوات ضم الضفة لإسرائيل ترعب الفلسطينيين
دعوات إسرائيلية لضم الضفة الغربية لإسرائيل تثير مخاوف فلسطينية من إنهاء إمكانية حل الدولتين مستقبلًا.
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي بالتعامل بمنتهى الجدية مع مخاطر دعوات المسؤولين الإسرائيليين لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، ودعت لاتخاذ موقف صريح وواضح منها، بشكل يضمن منع إسرائيل من تحقيق مخططاتها المدمرة للسلام وفرص إحياء المفاوضات.
وأكدت وزير العدل الإسرائيلية، أييلت شكيد، نيتها تطبيق القانون الإسرائيلي ليشمل مناطق الضفة الغربية، وقالت إن القانون سيسري على مناطق الضفة الغربية بعد عام.
وأشارت إلى أنها لا تزال تسعى إلى سن قانون خاص ينص على تطبيق القوانين الإسرائيلية على المستوطنين في الضفة الغربية.
وسبق أن أعلن "شيلا إلدار"، رئيس مجمع مستوطنات "غوش عتصيون" إحدى كبرى المستوطنات في الضفة الغربية، حصوله على تعهدات من وزراء ونواب من حزبي الليكود، والبيت اليهودي، بأن يتم سن قانون في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي يشرع ضم الضفة الغربية.
وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت دعوات فرض القانون الإسرائيلي على المناطق الفلسطينية، واعتبرت أنها "خطوة متقدمة لضمها إلى إسرائيل، خاصةً المناطق المصنفة (ج)".
ورأت الخارجية، في بيان صدر عنها اليوم الإثنين، أن تلك الدعوات تمثل "بالونات اختبار" للمجتمع الدولي وردود أفعاله تجاه هذا القرار الإسرائيلي، وإبقاء هذه المسألة الخطيرة حاضرة في دائرة الجدل الحزبي والعام في إسرائيل، بهدف إضفاء الشرعية المطلوبة على المشروع السياسي الإسرائيلي الذي تواصل حكومة نتنياهو العمل لإنجازه ميدانيًا دون اكتراث لأي طرف، في اعتراف علني لحقيقة نوايا ومخططات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وسد الطريق في وجه الجهود الدولية الهادفة إلى إنقاذ حل الدولتين.
وأشارت إلى أن الإجراءات الإسرائيلية الميدانية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، والتي تصاعدت حدتها في السنوات الأخيرة، تهدف إلى تهيئة المناخ لفرض حقائق جديدة على الأرض، وأدت إلى إحداث تراكمات كبيرة في هذا الاتجاه، يسعى الاحتلال للبناء علها للوصول إلى هدفه الحقيقي المتمثل في ضم الأراضي الفلسطينية، وكان آخرها الدعوات العلنية التي أطلقتها وزيرة العدل في حكومة نتنياهو.
واتسعت دائرة الداعين لضم الضفة من بين وزراء حكومة نتنياهو؛ فقد أعلن زعيم حزب البيت اليهودي المتطرف، نفتالي بينيت، دعمه الكامل لاقتراح شاكيد.
ويعيش نحو نصف مليون مستوطن في نحو 140 مستوطنة منتشرة في أراضي الضفة الغربية.
واعتبرت وزارة الاعلام الفلسطينية، أن نوايا تمرير مشروع ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل استمرار لعقلية التطرف، التي لا تفهم غير لغة النهب والتوسع واستمرار الاستعمار، ومخالفة إجماع العالم، بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية.
وأكدت وزارة الإعلام، في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة منه، أن تفوهات وأحلام قائد المستعمرين شيلا إلدار، بحصوله على تعهدات من وزراء ونواب، بسن قانون يشرع ضم الضفة الغربية، وزعمه أن أمر الساعة، والظروف الإقليمية والدولية تسمح بذلك، يشبه أحلام إسرائيل في احتلال الوطن العربي وأقاليم في العالم.
واعتبرت الوزارة أن الأصوات المتطرفة في حكومة الاحتلال الداعية إلى ضم الضفة الغربية بصيغ وأشكال مختلفة، ومنها مطالبات ما تسمى بوزيرة العدل الإسرائيلية، تطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد الرابع من يونيو/ حزيران 1967، دليل على عدم اكتفاء إسرائيل وساستها بالتحريض على الشعب الفلسطيني، بل تجاوز كل حدود.
وحثت مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي إلى عدم المرور عن هذه التفوهات، وتجريم كل من يقف خلفها، باعتبارها دليلًا على الإمعان في تحدي إرادة العالم، والتمسك بخيار الاحتلال والاستيطان، وشطب كل جهد يسعى لتحقيق سلام متوازن.
الوجه الحقيقي للإسرائيليين.
وقال المحلل السياسي، أيمن أبو ناهية، إن دعوات قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف لضم الضفة، تعكس توجهات التيارات اليمينية الممثلة في حكومة نتنياهو المتطرفة.
وأضاف "أبو ناهية" -في حديثه لبوابة "العين"- أن دعوات ضم الضفة تضع اللمسات الأخيرة على المشروع الإسرائيلي بالقضاء على أي حل سياسي يضمن قيام دولة فلسطينية على أراضي عام 1967، ويوجه ضربة قاصمة للجهود الدولية لإخراج المنطقة من دوامة العنف.
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو تواصل ترسيخ مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية، وعملت على فصل الضفة عن بعضها البعض، وشقت شوارع إقليمية تصل الكتل الاستيطانية الجاثمة فوق الأرض الفلسطينية، بالمدن الإسرائيلية، لإنهاء وجود أية منطقة فلسطينية متواصلة جغرافيًا تسمح بإقامة دولة فلسطينية عليها.
وأكد المحلل السياسي أن مواجهة المخططات الإسرائيلية تحتاج إلى موقف فلسطيني يتصدى لكل تلك المشاريع التي تهدد الوجود الفلسطيني على الأرض، يتجاوز الموقف الإدانات ومطالب المجتمع الدولي بالتدخل، إلى الدخول في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال تفضح برامجه الأيدولوجية الخطيرة التي تهدد آخر ما تبقى من أرض للفلسطينيين في الضفة الغربية.
aXA6IDE4LjE4OC4yMTkuMTMxIA== جزيرة ام اند امز