"إنديانا" فرصة منافسي ترامب الحاسمة لعرقلة تقدمه
حال فوز ترامب الثلاثاء في إنديانا فلن يفوز تلقائيا بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، لكن احتمالات فوزه سترتفع إلى حد كبير
يتجه ناخبو ولاية إنديانا الأمريكية إلى صناديق الاقتراع، اليوم الثلاثاء، للمشاركة في انتخابات تمهيدية، تشكل إحدى الفرص الأخيرة أمام الجمهوري تيد كروز، لإبطاء مسار خصمه دونالد ترامب الأوفر حظًا لنيل ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية.
وفي حال فوز ترامب، الثلاثاء في إنديانا، فلن يفوز تلقائيا بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، لكن احتمالات فوزه سترتفع إلى حد كبير، نتيجة جمعه عددا كبيرا من المندوبين، وإلحاق هزيمة فادحة بحركة "الكل إلا ترامب"، التي تبدو أكثر يأسًا من أي وقت.
وفي المعسكر الديمقراطي، الذي ينظّم أيضا انتخابات تمهيدية في إنديانا، يبدو تعيين الحزب شبه محسوم لهيلاري كلينتون، التي تتفوق بفارق كبير على بيرني ساندرز من حيث عدد المندوبين.
ولن تغير نتائج استحقاق الثلاثاء، الذي يبدأ في الساعة 06:00 (10:00 ت غ) هذا الواقع، غير أن فوز سيناتور فيرمونت فيها سيسمح له بتبرير بقائه في السباق، لا سيما وأنه في موقع جيد بالنسبة إلى الاستحقاقات الصغيرة في الأسبوعين المقبلين.
مفاخرا، قال ترامب في "كارمل" بولاية إنديانا الاثنين: "اعتبر نفسي رسولًا، وأنا رسول جيد. فأنا بدأت منذ تسعة أشهر، والآخرون قبل 35 عاما، لكن ها هم يسقطون الواحد تلو الآخر"، مضيفا: "رجل مثل تيد كروز لا يملك الطباع المناسبة".
والجمهوريون المعادون لترامب، ليسوا متراصين خلف سناتور تكساس، المحافظ المتشدد المنبثق من حركة حزب "الشاي"، التي تسببت له بمعارضة جزء كبير من الكونغرس والقيادة الجمهورية بسبب تصلبها الإيديولوجي والتكتيكي.
ومنذ انسحاب مرشحين جمهوريين آخرين، ينتمون إلى خط تقليدي في فبراير/ شباط، ومارس/ آذار، على غرار جيب بوش وماركو روبيو، يقدم كروز نفسه على أنه رجل التوافق الجمهوري من أجل هزيمة ترامب.
لكن رغم تصويبه اتهامات متكررة إلى رجل الأعمال الثري، بأنه كاذب ومحافظ زائف، أيد في السابق حق الإجهاض، فهو لم يحقق أي انتصار منذ شهر، بل أتى ثالثا في عدة استحقاقات خلف حاكم أوهايو جون كاسيك.
أما دونالد ترامب فيبدو وكأنه لا يهزم، فقد فاز في الانتخابات التمهيدية الستة الأخيرة، بعضها بأكثر من 60% من الأصوات على غرار ولايته نيويورك قبل أسبوعين.
ونسب إليه استطلاع جديد لمعهد "سورفي يو إس إيه" 54% من الأصوات مقابل 20% لكروز في ولاية كاليفورنيا، التي تشهد انتخابات في 7 يونيو/ حزيران المقبل.
وتبدو القيادة الجمهورية أكثر رضوخا لفكرة جمع ترامب 1237 مندوبا المطلوبين لتعيينه، حيث غاب ميت رومني الذي تصدر الحملة ضد ترامب في مطلع مارس/ آذار عن الأضواء منذ أكثر من شهر، فيما سبق أن أعربت شخصيات جمهورية منذ يناير/ كانون الثاني علنا عن ازدرائها لكروز، على غرار المرشح الرئاسي في 1996 بوب دول، ورئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني.
وأمس الاثنين، أقر السناتور الجمهوري السابق عن نيويورك، الفونس داماتو، المؤيد لكاسيك بأن عددا من زملائه "رضخ إلى حتمية فوز" دونالد ترامب، الذي أكد، أول من أمس الأحد على قناة فوكس "إذا فزنا في إنديانا فالأمر حسم".
أما كلينتون، ستكون الثلاثاء في أوهايو وليس في إنديانا، في بادرة ترمي إلى إبداء ثقتها بالحصول على التعيين الديمقراطي، علما أن أوهايو سبق أن انتخبت (لصالحها)، فوزيرة الخارجية السابقة باتت تستعد للانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني، وباشرت تكييف رسالتها تحضيرا للمعركة ضد الجمهوريين.
ومع جمعها حتى الآن 2176 مندوبًا، يكفي أن تحصل على 20% من المندوبين الألف الباقين، لبلوغ الغالبية الضرورية المحددة بـ2383 مندوبًا، فيما لا يزال سناتور فيرمونت بيرني ساندرز مصرا على إكمال السباق.
ورغم قلة فرصه بالفوز، أكد ساندرز تكرارا أن سباق التعيين، سيفضي إلى استقطاب في المؤتمر العام الديمقراطي، ووجه نداء إلى مئات "كبار الناخبين"، لدعمه مؤكدا أن رسائل حملته تلقى أصداء لدى الناخبين.
لكن يبدو أن كلينتون انتقلت إلى المرحلة التالية، خصوصا بعد أن بدأ ترامب يهاجمها في كل تجمع انتخابي، فيكرر وصفها بأنها "مخادعة"، واتهمها مؤخرا "بلعب ورقة النساء"، لكسب الأصوات.
وتصدت كلينتون لهذا الهجوم بالتأكيد على أنها أفضل المرشحين للدفاع عن حقوق النساء، وبدأ فريقها يبيع "بطاقات نسائية"، أجازت جمع مبالغ قياسية في ثلاثة أيام بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
لكن انتقادات ترامب للنزعة التوجيهية لدى كلينتون، قد تكون أكثر فعالية؛ ففيما تبنى هو موقفا انعزاليا في السياسة الخارجية، انتقدها على تصويتها في مجلس الشيوخ لصالح استخدام القوة في العراق في عام 2002، ودعمها التدخل في ليبيا في عام 2011، عندما كانت وزيرة للخارجية.