فلسطينون انتصروا في معركة "جثامين الشهداء": هذا أول الطريق
محكمة إسرائيلية أوصت بتسليمها لهم قبل رمضان
أهالي شهداء فلسطينيين، تنفّسوا الصعداء بعد قرار لمحكمة إسرائيلية بتسليمهم جثامين أبنائهم المحتجزة لدى الاحتلال قبل شهر رمضان القادم
من على سرير المرض في أحد مشافي القدس، تلقى المحامي الفلسطيني محمد عليان نبأ قرار محكمة الاحتلال العليا تسليم جثامين الشهداء المحتجزة وضمنهم نجله بهاء، بعد معركة قضائية قادها واستمرت عدة أشهر.
عليان قال لبوابة "العين"، معربا عن سعادته بهذا القرار "خبر القرار القضائي رد لي صحتي وأنعش نفسي وروحي، بعد 7 أشهر من النضال المستمر".
وأوصت المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم بتسليم جثامين الشهداء المحتجزة وعددهم 18 جثماناً بينهم 12 جثماناً من القدس بشكل تدريجي قبيل شهر رمضان الفضيل.
ويؤكد عليان الذي يتلقى العلاج في مستشفى "مار يوسف" بالقدس الذي نقل إليه إثر وعكة صحية ألمّت به وحالت دون مشاركته في جلسة المحكمة كما كل مرة، أن المعركة لن تنتهي باسترداد الجثامين من الثلاجات ونفض الجمود عنها لدفنها في ثرى الوطن الدافئ.
وأضاف: "من اليوم بدأ النضال الحقيقي لاسترداد كثير من حقوقنا المسلوبة من الاحتلال، من اليوم سنبدأ النضال ضد هدم منازل الفلسطينيين منفذي العمليات، فاستلام الجثامين لن يضع حدا لنضالانا، بل فجّرها وأعطاها دفعة قوة كبيرة".
وتحتجز سلطات الاحتلال 18 جثمانا لشهداء، من بينهم جثمان الشهيد بهاء عليان منذ 13 أكتوبر الماضي، إثر تنفيذه عملية فدائية مزدوجة مع زميله بلال غانم الذي اعتقلته قوات الاحتلال، فيما أسفرت العملية عن مقتل 3 مستوطنين إسرائيليين، وإصابة عدد آخر.
وكانت حكومة نتنياهو قد قررت احتجاز جثامين منفذي العمليات الفدائية، كخطوة عقابية ضمن سلسلة عقوبات اتخذتها الحكومة الإسرائيلية في محاولة لكبح جماح انتفاضة الأقصى التي اندلعت مطلع أكتوبر الماضي.
ومنذ ذلك التاريخ دشن عليان حملة لاسترداد جثامين شهداء القدس، التي تحركت بجهود ذاتية على شكل حملات إعلامية بالتوازي مع التحرك على المسار القانوني في القضاء الإسرائيلي، وصولاً إلى إحراز هذا الإنجاز.
الدفن بالقدس
وأعرب خالد مناصرة، الذي استشهد نجله حسن، ولا يزال محتجزا منذ تنفيذه عملية في مستوطنة بالقدس في 12 أكتوبر الماضي، عن سعادته بالقرار، وقال: "اليوم سجلنا انتصارا كبيرا على الجلاد وقوانينه الظالمة، وأعطينا أمل لشعبنا بتحقيق مطالبه مهما كانت عنجهية المحتل".
وأضاف مناصرة في حديثه لـ"بوابة العين": "هذا قرار أثلج صدورنا بعد أن قررت المحكمة إذابة الثلوج عن جثامين أبنائنا المحتجزين في ثلاجات إسرائيلية".
وأشار إلى أنه سبق أن تسلم جثمان ابنه مرتين، وردّه لإخلال الاحتلال بشرطين: الأول أنها رفضت دفنه في القدس، والثاني لأنها سلمته مجمدا، والمحكمة الآن قررت تسليم الجثامين غير مجمدة، فضلا عن انتفاء شرط الدفن خارج أسوار القدس.
وكما والد الشهيد عليان، يبدي مناصرة تصميما على استمرار المعركة مع الاحتلال، قائلاً: "نضالنا الطويل على كل الأصعدة والمستويات أزعج حكومة بنيامين نتنياهو التي لم تجد بدًّا من الاستسلام، وإخراج الموقف بشكل قضائي أمام نفسها وشعبها والعالم ".
وقال: "اليوم سندفن أبناءنا بفخر واعتزاز، وسنعيدهم إلى تراب القدس المبارك، رغماً عن الاحتلال".
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز