توائم "زيكا" الأصحاء .. لغز يحير العلماء
علماء يسعون لكشف غموض وباء زيكا والاستفادة من حالات نساء مصابات ولدن توائم كان أحد التوأم المولودين فيها من دون أن يصاب الآخر.
يأمل العلماء الذين يسعون جاهدين لكشف غموض وباء زيكا في البرازيل في الاستفادة من حالات نساء مصابات ولدن توائم كان أحد التوأم المولودين فيها مصابا بالفيروس الذي يسبب تشوهات خلقية من دون أن يصاب الآخر.
وكانت البرازيلية جاكلين جيسيكا سيلفا دي اوليفييرا تأمل أن يكون الأطباء مخطئين عندما أظهر فحص روتيني بالموجات فوق الصوتية أن أحد توأمها سيكون مصابا بالمرض الذي يتسبب في صغر حجم الرأس ومشاكل في النمو.
وقالت الأم البالغة من العمر 25 عاما من منزلها بمدينة سانتوس: "عندما اكتشفت أن أحدهما مصاب بصغر الرأس شعرت بالأرض تهتز تحت قدمي، تتمنى دوما أن يكونا بصحة جيدة وتظن أنه ربما خطأ ارتكبه الطبيب أو أن الفحص بالموجات فوق الصوتية خاطئ".
وولد التوأم في نوفمبر/ تشرين الثاني وكان أحدهما ويدعى لوكاس معافى، لكن شقيقته لورا ولدت برأس صغير للغاية، مما يستدعي علاجا منتظما يقوم به فريق من أطباء الأمراض العصبية والعلاج الطبيعي بمدينة ساو باولو القريبة.
وقالت الأم: "أشكر الرب على أنه أعطاها لي... لن أتخلى عنها أبدا"، وأضافت أنها تساءلت عن سبب إصابة طفل واحد فقط بالتشوه الخلقي وتابعت "يريد الأطباء دراسة التوأم لمعرفة ما الذي وفر الوقاية للوكاس إن كان يمكن لهذا أن يحمي الأطفال الآخرين."
ووثق العلماء على نطاق واسع حالات إصابة أحد توأم فقط بمرض ما مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو السكري، وركزت الأبحاث الطبية على العلاقة بين البيئة والمسائل الجينية.
وحالة لوكاس ولورا من بين خمس حالات توائم يعكف العلماء على دراستها في ساو باولو.
ولفتت حالات مشابهة لأجنة توائم أصيب أحد التوأمين فيها بصغر الرأس ولم يصب الآخر انتباه الأطباء العام الماضي في شمال شرق البرازيل حيث رصد مرض زيكا الذي ينقله البعوض للمرة الأولى في الأمريكيتين.
ويدرس فريق علماء في جامعة ساو باولو الحالات الخمسة ويعتقدون أنها قد تكشف نقاطا غامضة عن طبيعة المرض نفسه ويأملون أن يتوصل بحثهم إلى نتائج في غضون عام.
وقالت مايانا زاتز مديرة مركز أبحاث الطاقم الجيني البشري الكامل (الجينوم) البشري بالجامعة: "أهمية هذه التوائم هي أنها يمكن أن تعطينا بعض الإجابات المهمة للغاية.
"كيف يمكننا تفسير عدم إصابة أحد التوأم، هل السبب في هذا هو أن لديه جينا يحميه؟ هل لديه جينوم مختلف يتحكم في جعله عرضة للإصابة؟"
وكشفت أدلة حديثة على وجود زيكا في السائل السلوي والمشيمة وأنسجة دماغ الأجنة، وقالت زاتز إن مشيمة أحد التوأم قد تسمح بدخول الفيروس لكن المشيمة الأخرى قد لا تسمح بذلك مما يحمي الجنين من الهجوم الفيروسي.
ومن المحتمل أيضا أن الفيروس يخترق المشيمتين لكن أعصاب جنين تقاومه فيما لا تقدر أعصاب الآخر على ذلك.
وأضافت زاتز "الاحتمال الثالث الذي نود بحثه هو أن جينات بعينها تجعل الطفل عرضة لصغر الرأس وأنها تتحول في ظل وجود فيروس زيكا" مشيرة إلى أن هناك نحو 15 جينا يعتقد أنها مسؤولة عن صغر رأس الجنين.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMTk3IA==
جزيرة ام اند امز