عاشق يهدي محبوبته "بحيرة".. تعرف على أقدم قصة حب في التاريخ
الحب لا يقتصر على أشخاص أو أماكن أو أزمنة، فهو دائمًا موجود بكل الأشكال، وتعود أولى قصص العشق إلى أقدم حضارات العالم في مصر القديمة
عرف المصري القديم العديد من قصص الحب والغرام التي سجلتها جدران المعابد وأوراق البردي، بل وجاشت مشاعره وفاضت شعرًا في وصف محبوبته، فلم تكن الحضارة المصرية القديمة قائمة على العمل والبناء والعلوم فقط، إنما أيضًا على الحب والغرام والعشق.
قصة "أمنحتب وتي" واحدة من أقدم قصص الحب في التاريخ، وهي القصة التي كادت أن تتسبب في ضياع العرش من أعظم ملوك مصر القديمة، وهو الملك أمنحتب الثالث الذي يعنى أسمه "أمون راضي" وهو من ملوك الدولة الحديثة الأسرة 18، والذي حكم مصر في الفترة من 1391 وإلى 1353 قبل الميلاد.
كان أمنحتب معروف باهتمامه الشديد بالرياضة والصيد والقنص واللذان برع فيهما بشكل كبير، حيث عثر على أدلة من الدولة القديمة تحكي أنه اصطاد 100 ثور بري خلال رحلة صيد ملكية استغرقت يومين، كما قتل 102 أسد في رحلات صيد خلال 10 سنوات من ارتقائه العرش.
ولكن الصياد الماهر وقع في شباك الحب عندما وقع نظره على "تي" والتي كانت فتاة من عامة الشعب وليست من البيت الملكي، ليقع في هواها وحبها حتى وصل الأمر به إلى الإصرار على الزواج من محبوبته، وهو ما يعتبر أمرًا غير مقبولا بالمرة في العصور القديمة حتى كاد يفقد عرشه الملكي.
وولدت الفتاة "تى" محبوبة أمنحتب التي لم تكن تحمل دماءً ملكية، من أبوين يعيشان في أخميم، وكان أبوها ضابطًا بالجيش، وترقي حتى حصل على رتبة قائد العجلات الحربية، أما أمها فكانت كاهنة في معبد الإله "مين" مما أتاح لتي أن تحصل على قدر من الثقافة.
ولجأ أمنحتب إلى كهنة آمون ليتغلب على مشكلة عدم ملكية دماء "تي" التي تعلق قلبه بها، فاقترحوا عليه إقامة معبد لآمون "إله طيبة" وهي أحد مناطق مصر القديمة، وبداخل المعبد شيد أمنحتب حجرة للولادة الإلهية، حيث ادعى الكهنة أن أمنحتب الثالث هو نتاج لمعاشرة الإله آمون لأمه، وبذلك يكون "ابن الإله".
وتخطى أمنحتب عقبته أمام زواج محبوبته بهذه الحيلة؛ لأن كونه ابن إله لا يجعله من السلسلة الملكية، وبالتالي من حقه الزواج بمن يريد دون أن يهدد هذا الزواج عرشه الملكي.
وقام أمنحتب بتخليد عقد زواجه على "تي" بأن أمر بنقشه على الجعران (نوع من الخنافس الطائرة التي عاشت وقت الفراعنة) الذي يطوف حوله المئات كل يوم داخل معابد الكرنك الشهيرة في مدينة الأقصر.
وفى السنة الحادية عشرة من حكمه خلال فترة فيضان النيل، أمر أمنحتب بحفر بحيرة كبيرة لتتجول فيها "تي" بقاربها الملكي وتحيطها الأشجار من حولها، رغبة منه في تقديمها هدية لزوجته المحبوبة، وبالفعل تم حفرها بمشاركة آلاف العمال.
وشهدت فترة حكم أمنحتب استقرار ورخاء البلاد تمثلت في بناء العديد من المعابد منها عدة معابد في طيبة ولكن دمر العديد منها بعد ذلك، إضافة إلى معبد الإله مونتو "إله الحرب" في الكرنك، ومعبد آخر للآلهة موت زوجة الإله آمون رع، وأعظم بناء أقامه أمنحتب في طيبة معبده الجنائزي، والذي وجدت له آثار في منطقة الدلتا وطرة وفي بنها ومنف والجيزة والكاب وأرمنت وأيضًا في سيناء.
وكشفت مراسلات العمارنة التي اكتشفت خلال عمليات التنقيب المكثفة، أن الملكة "تي" شاركت في الكثير من أمور وتقاليد سياسة مصر الخارجية وقتها، وبالأخص عندما مرض زوجها في أواخر فترة حكمه بل وشاركته فعليًّا في حكم أقوى حضارات العالم.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز