فيديوجراف.. مبارك المهيري: الإخوان يضخون الفكر الضال بسرية وكتمان
مبارك المهيري يحذر الشباب من الانصياع للجماعات والتنظيمات السرية الضالة، كاشفا حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية وآليات الاستقطاب للتنظيم
حذر مبارك المهيري الشباب من الانصياع للجماعات والتنظيمات السرية الضالة، كاشفا بعد عودته لحضن الوطن، عن حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية وآليات الاستقطاب لتنظيمها وأساليب بثها الفكر الضال بسرية وكتمان.
وفي سلسلة مطولة من التغريدات على حسابه "تويتر" شرح المهيري آليات الاستقطاب للجماعة الضالة من خلال تجربته التي تبدأ مع طلاب المدارس.
وقال المهيري "كنت في السابعة عشرة من عمري حينما حدث أول احتكاك لي مع شباب تنظيم الإخوان المسلمين الضالة في المدارس، في نهاية الثمانينيات كانت الأنشطة الطلابية مشهودة، وكانت قيادات تنظيم الإخوان المسلمين تستغلها، وكان لديهم في الطاقم التعليمي كوادر يجندون الشباب لخدمات أجندات التنظيم السري التي لا تخدم الوطن بل تخدم التنظيم، وشجعني أخصائي اجتماعي على المشاركة في النشاط، وتدريجيًّا حتى صار بيني وبينهم احتكاك أكبر في الناشطات".
غرس السرية
وبجانب المدارس، لفت المهيري إلى دور المراكز الصيفية التي سيطر عليها الإخوان المسلمون وجعلوها واجهة لتجنيد الشباب، وكذلك من خلال حلقة تعقد في المسجد بشكل أسبوعي لتدارس القرآن والحديث فيها بعض التوجيهات العامة.
واستطرد "بعدها تم تنسيبي لحلقة تسمى "الأسرة الخارجية" مع مجموعة من الشباب متقاربين في السن، وكانت هذه الحلقة ذات طابع شبه سري، ويدير هذه الحلقة ويتابع نشاطها شخص تربوي من جماعة الإخوان الإرهابية، وينظمها ويحرص على تجميعها واستمرارها، تارة تكون في مسجد وتارة تجتمع في منزل من منازل أحد الشباب، وهي حلقات عامة توجيهية وبعض الدروس المبسطة".
وتخلو تلك الحلقة عادة من طرح مفاهيم فكرية، كما يشرح المهيري الذي يستدرك مضيفا "لكن يستوحي منها الشباب الشعور بالسرية والكتمان، ويغذي مسؤول الحلقة هذا الشعور؛ حيث كان يطلب منهم فصل كيبل الهاتف المنزلي، وبعد ظهور الموبايلات كانوا يطلبون من أفرادهم فصل البطاريات خلال الحلقة وشعور الخوف من المجهول يتم تغذيته في نفوسنا، حتى نتعود على السرية والكتمان ولا يخرج منا شيء يكشف العمل السري".
التزوير
وعن طريقة التعامل مع هذه الحلقة قال "لم تكن عامة لكل شخص، بل يتم انتقاؤهم من خلال الأنشطة العامة للمشاركة فيها وصقلهم وفرزهم للمراحل التي تليها، وكانت هذه الحلقة تعقد أسبوعيا وتحت مصطلح غير حقيقي، ليست تحت مصطلح المسمى الحقيقي للجماعة الضالة ولكن تحت مسميات مختلفة كمصطلح "الشباب"، فإذا سألني والدي وين رايح؟ أقول له "مع الشباب" فيطمئن كثيرًا، فلو قلت له "ذاهب مع الإخوان المسلمين" ماذا ستكون ردة فعله على هذا التزوير؟ الإجابة أتركها لكم".
وعن المهام التي كانت تقوم بها تلك الحلقة الضالة؛ حيث تسهم في جعل منتسبها منصاعًا قال "قد يطلب من الشباب أعمال بسيطة كتوزيع كتيب أو شريط دعوي، ويتعود بذلك على الاستجابة والانصياع لطلبات مسؤول الأسرة، وقد تستمر هذه الحلقة عامًا كاملاً، يُعرف من خلالها من لديه قدرات وتميز وانضباط للتوجيهات وقدرة على السرية والكتمان".
ويستطرد المهيري في شرحه، قائلا "بعد فترة من الزمن لا أذكرها استلمنا تربوي آخر من قيادات التنظيم السري، وفي مستوى تنظيمي تربوي أعلى ويتم تسمية هذه الحلقة بالأسرة التمهيدية، وعادة يكون موازيًا لها عدة أسر لعدة مجموعات من الشباب المغرر بهم، هذه الأسرة كنا نعقدها بشكل أسبوعي، إلا أنها تحوي مفاهيم إخوانية أكثر، ونتعرف من خلالها على رموز وكتب الإخوان الظلامية".
وعما تقوم به تلك الحلقة قال المهيري "ويطلب منا إعداد دروس من هذه الكتب، فالتفسير من كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب، والدعوة من رسائل حسن البنا ومؤلفات أخرى، ويبقى الشباب في هذه الفترة والمستوى على غير اطلاع على كونه مستقطبًا لجماعة الإخوان الضالة وهذه خيانة للأمانة، وخيانة ألا تخبرني من أنت حتى أغوص إلى رقبتي في التنظيم، ثم تعرفني بأني أصبحت من تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي".
وأضاف "هذه الحلقة تستمر أطول من السابقة عادة، لعلها سنتين أو أكثر، وتخضع لبرنامج تغذية إخوانية من قيادات الإخوان يتم إعدادها مسبقا، وتستمر التغذية بالسرية والكتمان طابع هذه الجماعة الظلامية، وكأن العيش في الظلام والسراديب أمان لأفرادها وهذا خيانة وتزييف للواقع، بئس ما عودت عليه جماعة الإخوان المسلمين شبابها عليه من السرية والكتمان حتى مع الوالدين في كثير من الأحيان".
واستطرد "في هذه المرحلة زادت برامج صقل المواهب لي ولمن حولي من الشباب، وزاد التثقيف في ميدان الفكر الإخواني الضال وزاد الانتماء له، وكل هذا ونحن نظن أن من نقرأ لهم كبقية الدعاة، لا نعرف حقيقة أنهم منظرون ومفكرون وكتاب وأدباء لهذه الجماعة الإرهابية".
مرحلة الجامعة
وينتقل مبارك المهيري إلى مرحلة الجامعة، وكيفية عمل آليات الاستقطاب الإخوانية، قائلا: "وبعد انتقالي من الثانوية إلى الجامعة وهي فترة حرجة لأي شاب، بقيت فترة في الحلقة السابقة، وبعد مرور الوقت انتقلنا إلى حلقة أعلى، هذه الحلقة كانت بتغذية أكثر وقعًا، وقد أصبحت وزملائي أكثر تشبعًا بالخوف من المجهول والسرية والكتمان، هذه الحلقة تسمى بالأسرة التكوينية، وهي تطور للأسرة التمهيدية السابقة؛ حيث يرتقي إليها من كان منضبطًا مطيعًا مجتهدًا في الأسرة، ومن خلالها استشفيت أني قد أصبحت أحمل فكر الإخوان المسلمين، وإن كنت لا أشعر بحقيقة التنظيم بشكل واضح".
وتابع "من خلال تعاملي مع بقية الزملاء الآخرين ممن لا يحملون فكرًا حزبيًّا أصبح يطلق علينا مصطلح الإصلاحيين أو الإخوان، وأي إصلاح هذا الذي يعقد في الأقبية والسراديب ويشعر الإنسان معه بالخوف والهلع من المجهول، ولكن بقي هذا المصطلح مثار حوار بين بعض الطلاب، وليس مطروحًا بشكل عام أو رسمي".
واستدرك في شرحه مضيفًا "في الجامعة تضاعف النشاط الذي أشارك فيه، فتارة من خلال الواجهات الطلابية مثل اتحاد الطلبة والكشافة اللذين بقيا حكرًا على الجماعة الضالة، وتارة من خلال السكن الجامعي؛ حيث كان للسكن الذي يمثل منطقتنا مسؤول يديره مع لجنة وينفذون لنا برامج يضعها لنا التنظيم الظلامي، وكل هذه الأنشطة كانت تصب في مصلحة التنظيم وتضخيم حجمه والمؤيدين له، وإظاهر نشاطه دون التعريف به ولإبراز شبابه".
وأضاف "وكل نهاية أسبوع نعود لبيوتنا كبقية الطلاب، ونعقد حلقة الأسرة التكوينية التي تكون تغذيتها مكثفة جدًّا في الجانب الفكري، ويحفزنا هذا المسؤول في الأسرة وكذلك المسؤول في السكن على المشاركة المكثفة في الأنشطة الطلابية التي تبرز نشاط الجماعة الضالة".
قيادات العمل السري
ويشرح المهيري آليات المزيد من الخبايا عن العمل السري داخل الجامعة قائلا "علمت لاحقًا بأنه حتى النشاط العام في الجامعة يشرف عليه شخص من قيادات التنظيم السري يعمل في الجامعة، وكان بعض الدكاترة كذلك يسهمون في هذا النشاط، سواء من خلال محاضرات خاصة أو متابعتهم أنشطة الجماعة ومشاركتهم فيها".
وأضاف "خلال هذه الفترة أتذكر أن الجماعة استضافت بعض رموز الإخوان بشكل مستقل من دول عربية مختلفة، وهذا بمنزل أحد شباب الإخوان، بعض هذه الجلسات عامة لعدد أكبر من شباب الإخوان وبعضها يكون حكرًا على بعض الشباب الأكبر سنًّا المتقدمين عنا".
حجب المعلومات
وكشف المهيري عن أسلوب حجب المعلومات للسيطرة على المنتمين إليها داخل الجامعة بقوله "في الجامعة ومع مرور الوقت ومن خلال المشاركة في اللجان بدأ يظهر شيء من الشكل التنظيمي للعمل ويتضح بصورة أكبر، لكن كل ذلك لم يكن كافيًا حتى تلك اللحظة كي يعرف الشاب أنه ضمن تنظيم الإخوان المسلمين الضال".
وأضاف "كان هناك تسلسل تنظيمي للحلقات أو ما يسمى بالأسر، ولم أعرف هذا التسلسل إلا في فترة متأخرة من دراستي الجامعية، كنت أعلم أن هذه الحلقة أكثر زخمًا وتثقيفًا من السابقة، لكن لم أعرف مسميات هذه الأسر إلا في نهاية فترتي الجامعية".
وتساءل: لماذا تحجب عنا كل هذه المعلومات؟ لأن عقل الشاب لا يستطيع أن يستوعب هذه الدقة التنظيمية، وعندها سيشعر بالرهبة وسيشعر أن خلف الموضوع شيء خطير يدبر وأجندات ترسم وخفايا وخبايا لا يسمح بها في أوطاننا المستقرة".
واستدرك مضيفًا "لو لم يكن سوى مفاهيم السرية والكتمان في هذه الجماعة الضالة لكان كافيًا لرفضها كما رفضها الوطن واعتبرها إرهابية مخربة، وفي الجامعة تضاعف النشاط الذي أشارك فيه، فتارة من خلال الواجهات الطلابية مثل اتحاد الطلبة والكشافة".