مؤتمر كوريا الشمالية.. كيم يستعيد زمن جده ولا وعود للمستقبل
محللون قالوا إن أول مؤتمر للحزب الحاكم الوحيد في كوريا الشمالية منذ نحو 40 عامًا تميز بالعودة إلى الماضي أكثر من إطلاق الوعود للمستقبل
يشكل أول مؤتمر للحزب الحاكم الوحيد في كوريا الشمالية منذ نحو 40 عامًا البداية الرسمية لعهد كيم جونغ-اون، لكنه تميز بالعودة إلى الماضي أكثر من إطلاق الوعود للمستقبل.
والمحللون الذين كانوا يرصدون إشارات حول تغيير سياسي خاب أملهم، فالزعيم الشاب البالغ من العمر 33 عامًا لم يطلق وعودًا بتغييرات كبيرة في بلده، وأكد مجددًا سياسته الخارجية الشرسة المدعومة بترسانة نووية تتعزز.
وبدأ المؤتمر فرصة لتكريس مكانة القائد الأعلى كيم جونغ-اون الذي ورث السلطة بعد وفاة والده في ديسمبر/كانون الأول2011، الأمر الذي جعله مسألة تتعلق بالشكل أكثر من المضمون.
وحتى الرموز كانت مرتبطة بالماضي بدليل تعيين كيم جونغ-اون رئيسًا لمؤتمر عمال كوريا الذي شكل ذروة اجتماع الاثنين.
ومنصب "رئيس" الحزب هذا كان يشغله جده كيم ايل-سونغ الأب المؤسس الذي يلقى تقديرًا كبيرًا في كوريا الشمالية، في خمسينات وستينات القرن الماضي.
وفي تلك الفترة كانت البلاد تعيش عصرًا ذهبيًّا نسبيًّا، وسمحت لها النهضة الاقتصادية ما بعد الحرب بالتقدم على كوريا الجنوبية الرأسمالية.
والشبه في الشكل بين كيم جونغ-اون وجده كبير جدًا، ويؤثر بشكل واضح في تكريس شرعيته كوريث للأسرة الحاكمة.
وطوال المؤتمر، ارتدى الزعيم الشاب لباسًا غربيًا، كما كان جده كيم ايل-سونغ يفعل في تلك المناسبة.
أما والده كيم جونغ-ايل فقد كان يلتزم ارتداء ملابس تشبه تلك التي كان يلبسها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ.
والمؤتمر بكامله كان على غرار لقبه الجديد واختيار ملابسه المستوحاة من الماضي، فقد عزز العودة السياسية التي نظمها كيم جونغ-اون للحزب الحاكم الذي تخلى عن الكثير من سلطاته للجيش في عهد والده.
بطء غير معقول
وقال رئيس تحرير موقع نورث كوريا ليدرشيب ووتش، مايكل مادن: "إنها عودة إلى البنية القيادية لجده، عندما كان نظام الحكومة بكامله أكثر فاعلية".
وأضاف أنه "يبدو أن كيم جونغ-اون لا يريد فقط أن يشبه جده في الشكل بل أن يحكم مثله أيضًا".
واتسم انتخاب أعضاء المناصب الأساسية في حزب عمال كوريا خلال المؤتمر بخفض عدد ضباط الجيش، بينما تم تخفيض عدد أعضاء اللجنة العسكرية المركزية للحزب.
وتغيير الأجيال الذي كان يتوقعه محللون لم يحدث.
ويقول مايكل مادن: "يجب أن نتذكر أن هذه الأنظمة تتحرك ببطء غير معقول". وأضاف "ما كنا سنشهد بالتأكيد صعودًا مفاجئًا لشبان في الخامسة والعشرين".
وعلى الصعيد السياسي، اختار المؤتمر إلى حد كبير تعزيز الوضع القائم بتأكيده مجددًا أن كوريا الشمالية قوة نووية كاملة مع الوعد بتحسين وزيادة الترسانة النووية الكورية الشمالية.
أما المؤشرات إلى إصلاحات اقتصادية فنادرة، فقد كشف كيم جونغ-اون خطة اقتصادية خمسية تتسم بسخاء خطابي حول أهداف الإنتاج لكن التفاصيل المتعلقة بها نادرة.
وقال ستيفان هاغارد الخبير في شؤون كوريا الشمالية في معهد بترسن للاقتصاد الدولي، إن "المحور الاقتصادي كان مخيبًّا للآمال".