3 فيديوهات طردت صحفيي "بي بي سي" من كوريا الشمالية
كوريا الشمالية كانت تغازل وسائل الإعلام الأجنبية، أملًا في تغطية إيجابية لمؤتمر حزبها الحاكم
كوريا الشمالية تربطها علاقة غريبة مع الصحافة الغربية، ففي حين كانت تغازل الدولة الشيوعية المنعزلة وسائل الإعلام الأجنبية، أملًا في تغطية إيجابية لمؤتمر حزبها الحاكم، طردت مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وفريقه بتهمة "إهانة كرامة" البلاد.
وفي تقرير نشرته صحيفة، "واشنطن بوست" الأمريكية، قالت إن الدولة المنعزلة، دعت مؤخرًا مئات الصحفيين الأجانب (بعضهم من واشنطن بوست) لتغطية مؤتمر حزبها الحاكم النادر، الذي يعقد مرة واحدة في كل جيل.
ولكن بعد ذلك منع هؤلاء الصحفيون إلى حد كبير من تغطية مؤتمر الحزب الذي لا يزال مستمرا، وبدلا من ذلك، أجبروا على الذهاب في رحلات إعلامية إلى أماكن أقل إثارة قليلا، مثل مصانع الأسلاك التي تديرها الدولة، على سبيل المثال.
وأمس الاثنين، أعلنت بيونغ يانغ أن 3 صحفيين زائرين من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قد طردوا من البلاد بتهمة "إهانة كرامة" كوريا الشمالية.
ووفقا لـ"بي بي سي"، فقد احتجزت السلطات المراسل روبرت وينغفيلد-هايز في المطار، بينما كان يستعد لمغادرة البلاد يوم الجمعة، فرفض طاقمه، الذي يضم المنتجة ماريا بيرن والمصور ماثيو جودارد، الصعود على متن الطائرة من دونه، وبعد مشاحنات مع السلطات، وصل ثلاثتهم بأمان إلى بكين، في حين يقول مسؤولون في كوريا الشمالية، إنهم ليس بمقدورهم العودة مجدداً.
ولمعرفة كيف أهان صحفي أجنبي كرامة كوريا الشمالية، ربما تساهم نظرة سريعة على بعض التقارير التي صورها طاقم وينغفيلد-هايز أثناء تواجدهم في كوريا الشمالية في توضيح الأمور.
هذا الفيديو بالأعلى على سبيل المثال، يلقي نظرة على جامعة "سونغ كيم إيل" في كوريا الشمالية، حيث يقول وينغفيلد-هايز إن كوريا الشمالية "دولة يمكنها أن تشعر بالإهانة بسهولة للغاية"، ويبدو أن مراسل "بي بي سي" لا ينمق كلماته تماما، ويصف كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية وجد الزعيم الحالي كيم جونغ أون، بأنه "ديكتاتور".
ويقول وينغفيلد إن البلاد يمكن أن تكون "مضحكة" و"مخيفة"، ثم يسأل طالب في الجامعة حول النوايا وراء برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، ما أدى إلى دخول حارس عابس الوجه إلى المشهد وإنهاء المقابلة.
وفي لقطة أخرى، يظهر وينغفيلد برفقة حارس آخر أوقفه، عندما كان يحاول تصوير جزء من تمثال ضخم لكيم جونغ إيل، والد الزعيم الحالي لكوريا الشمالية، فقال معلقا: "شعروا أننا قلنا أشياء لا تتسم بالاحترام للزعيم العظيم، ونحن الآن في ورطة".
وفي وقت لاحق، يظهر الطاقم وهم يحذفون لقطات بأوامر من السلطات، وفي نهاية الفيديو، يشير وينغفيلد-هايز إلى أن "القيود والتوتر" التي عانى منها طاقمه تنم عن "ضعف وانعدام الأمن" لدولة كوريا الشمالية.
وفي تقرير مصور آخر أعلاه، أعده وينغفيلد-هايز وطاقمه، يشير المراسل إلى أن بعض الرحلات الإعلامية التي دعي إليها يبدو وكأنها مدبرة، وقال: "كل شيء نراه يبدو وكأنه مرتبا"، ولاحقا عندما حاول سؤال لاعبة التايكوندو عن الولايات المتحدة، وظلت صامتة بشكل غريب حيث كانت مجموعة من الحراس المرافقين تدون الملاحظات.
وفي فيديو آخر يقول وينغفيلد-هايز إن كوريا الشمالية هي "واحدة من أكثر الأماكن عزلة، فقرًا وقمعية على الأرض"، وفي مقاله الذي أرفقه مع الفيديو، وصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بأنه "سمين لا يمكن توقع تصرفاته".
http://www.bbc.com/news/world-asia-36176772
هذه بالتأكيد ليست صورة وردية لكوريا الشمالية، ولكنها ليست مختلفة بالضرورة عما يقوله الكثير من الصحفيين والمحللين حول كوريا الشمالية أغلب الوقت، ولكن ما يختلف بالنسبة لوينغفيلد-هايز، ربما، هو أنه فعل ذلك في البلاد في وقت كان من الواضح أن بيونغ يانغ تغازل وسائل الإعلام الأجنبية أملًا في التغطية الإيجابية.
وبعد انتشار أنباء طرده، تساءل بعض خبراء كوريا الشمالية إذا كان وينغفيلد-هايز فعل الشيء الصحيح في اتخاذ هذا الموقف العدواني في تقاريره أثناء وجوده في البلاد، ليس بسبب جرح مشاعر الدولة الكورية الشمالية، في حد ذاته، ولكن بسبب التأثير الذي ربما يلحقه جرح تلك المشاعر بالمواطنين العاديين في كوريا الشمالية.
وعلى "تويتر"، أعرب كل من غادي إبشتاين، مراسل مجلة "إيكونوميست" السابق في الصين، وجون ديلوري، وهو محلل كوري شمالي يُدرّس في جامعة "يونسي" في سيول، عن قلقهما من أن هذه التقارير قد تلحق الضرر عن غير قصد بمسؤولين ومواطنين من كوريا الشمالية.
وفي العام الماضي، أشارت مراسلة "واشنطن بوست" آنا فيفيلد، التي زارت كوريا الشمالية إلى أنها ربما تخاطر بحياة ضيوفها من كوريا الشمالية إذا أجرت معهم محادثات "صريحة وصادقة" لا تتوافق مع نقاط حوار النظام.