ميشال تامر.. "داهية" لبناني رئيسا للبرازيل من الباب الخلفي
من الباب الخلفي، نجح السياسي البرازيلي ذو الأصول اللبنانية ميشال تامر من الوصول إلى كرسي الرئاسة
ذهبت استطلاعات للرأي في البرازيل، أجريت بالتزامن مع الأزمة التي أطاحت بالرئيسة ديلما روسيف، أن الناخب البرازيلي يرغب في رحيل نائبها السياسي ذي الأصول اللبنانية ميشال تامر، بنفس مقدار رغبتهم في رحيل روسيف، وأنه لن يحصل على أكثر من 2% من الأصوات، إذا قرر دخول السباق نحو كرسي الرئاسة.
ولكن السياسي "الداهية" ميشال تامر، لم يكن بحاجة إلى أصوات هؤلاء الناخبين ليجلس على كرسي الرئاسة، ذلك لأنه استطاع أن يرسم لنفسه طريقا آخر يصل به إلى المنصب، ولكن من الباب الخلفي.
ويقود ميشال حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية منذ 15 عاما، وشارك في مختلف الائتلافات الحكومية منذ عام 1994، غير أنه في ديسمبر / كانون الأول، وبعد مرور خمس سنوات على دخوله ضمن الائتلاف الحكومي مع حزب الرئيسة اليسارية روسيف، قرر الانفصال عنها، وبدأ الهجوم عليها.
وفاجأ تامر الجميع في البرازيل عندما وجّه "رسالة شخصية" الى روسيف تضمنت مآخذه عليها، ومنها أنها كانت تعامله على الدوام بازدراء وكأنه "نائب رئيس صوري"، وقال في رسالته إنه قرر التوقف عن تقديم الطاعة لها.
واستقر ميشال في منزله في برازيليا وقطع اتصالاته بالرئيسة بعد توجيه الرسالة، وجلس يراقب الوضع بصمت حتى اشتعلت الأزمة السياسية في مارس / آذار التي أطاحت بالكثير من نفوذ الرئيسة.
عندها قرر الخروج من الظل إلى الضوء، وفي خطوة تدل على دهاء سياسي وجه ضربة قاضية للرئيسة روسيف، بإخراج حزبه من الائتلاف الحكومي في أواخر مارس / آذار.
واعتبر تامر أن فرصتة باتت سانحة للانقضاض على السلطة، التي لم يكن له أن يصل إليها إذا طرح اسمه في الانتخابات الرئاسية، حيث تنص مواد الدستور على إكمال نائب الرئيس للمدة الرئاسية، حال تنحية الرئيس، وهو ما يعني أنه سيجلس على كرسي الرئاسة حتى 2018.
ولا يهتم تامر كثيرا عندما تصفه ديلما روسيف بـ"الخائن" أو "زعيم المؤامرة"، فقد نجح في أن يصبح أول برازيلي من أصول لبنانية يصل إلى المنصب.
وتامر، محامٍ حامل بكالوريوس الحقوق من جامعة سان باولو، ودكتوراه بالمادة نفسها من الجامعة الكاثوليكية في المدينة، وكان رئيساً لمجلس النواب 3 مرات.
تنحدر أصوله من قرية في "قضاء الكورة" بالشمال اللبناني، اسمها "بتعبورة" وهاجر منها والده، نخلة تامر، بأواخر 1925 إلى حيث كان شقيق له في البرازيل، وترك في "بتعبورة" زوجته كاترين وأم أولاده الثلاثة، ممن ولدوا فيها، ثم لحقت به العائلة بعد 3 أعوام، وفي البرازيل ولد له 5 أبناء آخرين، أصغرهم ميشال تامر، ولم يبق حياً من الجميع إلا هو و3 أشقاء.
وتعذب الأب المهاجر إلى البرازيل في ذلك الزمان كثيراً؛ لأنه لم يكن ملمًّا بكلمة من لغتها، ولا بمعلومات عنها، وكانت حال شقيقه الذي أغراه بالمجيء إليها غير ميسورة، لكنه وجد سلاحه بجمع القرش فوق الآخر، حتى أصبح لديه ما اشترى به مزرعة صغيرة، كان يبيع إنتاجه منها، ثم بنى طاحونة للأرز والبن، ساعدته على تحسين أحواله.
وولد ميشال في 1940 ببلدة Tietê في ولاية سان باولو، وهو الرئيس منذ 15 سنة لحزب مهم (حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية) المعروف بأحرف PMDB اختصاراً، وهو جدّ لخمسة أحفاد وأب لثلاث بنات وابنين، أصغرهم عمره 7 أعوام، وهو الوحيد من زوجته الحالية مارسيليا تيديشي أراووجو، المعروف بأنها ملكة جمال سابقة، اقترن بها في 2003 وتصغره بأكثر من 42 سنة، فيما له 3 بنات من زوجة سابقة، وابن من علاقة بصحفية لم يتزوجها.
ولم يقم أحد من أبنائه بزيارة لبنان حتى الآن، لكن تامر ذكر مراراً في مقابلات عدة، أن بعضهم "توّاق لذلك وينتظر فرصة مناسبة".
أما هو فقد زار لبنان مرتين: في 1997 كرئيس لمجلس النواب، ورافقه اثنان من 3 أشقاء ولدوا فيه، وثانية في 2011 بدعوة رسمية، فبقي وزوجته 5 أيام، شارك أثناءها كنائب لرئيسة البرازيل باحتفالات لبنان بعيد استقلاله، ودشن وقتها "المركز الثقافي البرازيلي اللبناني" ومنحه الرئيس ميشال سليمان الجنسية اللبنانية.