في خطاب للشعب التونسي.. السبسي ينتقد حزبه ويدعو إلى "السلم الاجتماعي"
لقي انتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي
خصص السبسي جانبًا كبيرًا من خطابه إلى الشعب التونسي، للحديث عن أزمة حزب " نداء تونس"، كما دعا إلى "السلم الاجتماعي"
خصص الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي جانبًا كبيرًا من خطابه إلى الشعب التونسي، مساء الأحد، للحديث عن أزمة حزب "نداء تونس"، داعيًا قيادات الحزب إلى تجاوز الانقسامات العميقة التي يعاني منها والتي تهدد بتفككه.
وقال السبسي -الذي أسس هذا الحزب في 2012، ثم استقال منه في نهاية 2014 لكي يصبح "رئيسًا لجميع التونسيين"-: الحزب يمر بأزمة قيادة، وهذه القيادة غابت عنها ثقافة التحاور ولم تأخذ في الاعتبار الوضع المتأزم الذي تمر فيه تونس، ولا صورة تونس في الخارج، وبالخصوص الشعار الذي اتخذناه لهذه الحركة وهو "الوطن قبل الأحزاب".
وأضاف أن "هذه الأزمة تفاقمت إلى أن وصلت الآن إلى طريق يبدو وكأنه مسدود"، الأمر الذي أجبره على التدخل، مشيرا إلى أنه اختار 13 شخصية لكي تقوم بدور الوساطة بين المعسكرين اللذين يتنازعان إدارة الحزب.
ويتنازع على القرار داخل الحزب الأمين العام الحالي محسن مرزوق (يساري) ونائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الذي يتهمه خصومه بالسعي إلى "خلافة" والده في منصبه.
ومن ناحية أخرى، وصف السبسي وضع الاقتصاد في تونس بـ"الصعب"، وقال: "من الضروري أن نخرج من هذه الحالة بجلب الاستثمارات الخارجية وأيضا الاستثمارات الداخلية، وهذا لن يتم إلا إذا خلقنا الظروف الملائمة لذلك والمناخ الملائم".
وأضاف أنه "من جملة توفير هذا المناخ هو السلم الاجتماعي، لكسب هذه المعركة ضد الإرهاب، الذي وجه ضربة موجعة للبلاد".
وقتل 12 من عناصر الأمن الرئاسي، وأصيب عشرون آخرين بجروح، الثلاثاء الماضي، عندما هاجم حافلتهم انتحاري تونسي يرتدي حزامًا ناسفًا يحوي 10 كيلوغرامات من المتفجرات في شارع يبعد 200 متر عن مقر وزارة الداخلية في قلب العاصمة تونس.
واعتبر السبسي في خطابه أن وقف التحركات المطلبية (المطالب الفئوية) يسهم في تحقيق السلم الاجتماعي، ومن ثم مكافحة الإرهاب، ودعا في هذا الإطار الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد أرباب العمل إلى التوصل لاتفاق بشأن زيادة الرواتب في القطاع الخاص قبل العاشر من ديسمبر/كانون الأول موعد تسلم هذين الاتحادين بالاشتراك مع هيئتين تونسيتين أخريين جائزة نوبل للسلام في أوسلو.
وكانت لجنة نوبل أعلنت في 9 أكتوبر/تشرين الأول منح جائزة نوبل للسلام لعام 2015 إلى هذا الرباعي التونسي، الذي يضم إلى الاتحادين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وعمادة المحامين التونسيين، بعدما قادت هذه المنظمات في 2013 حوارًا وطنيًّا بين إسلاميي حركة النهضة ومعارضيهم وضغطت عليهم للاتفاق من أجل إخراج البلاد من شلل مؤسسي.
ولقي خطاب الرئيس التونسي -الذي بثه التليفزيون الوطني- انتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما بسبب تخصيصه -حسب المنتقدين- الحيز الأكبر منه للحديث عن حزبه، في حين أن البلاد في حالة طوارئ.. وتونس الكبرى في حظر تجول