تركيا تفاوض بورقة اللاجئين السوريين للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي
3 مليارات يورو وضبط الحدود لمنع تدفقهم لأوروبا
نجحت أنقرة في الحصول على وعد بإحياء مفاوضات انضمامها للاتحاد الأوروبي، في مقابل الالتزام بفرض مراقبة أكبر على حدودها
يبدو أن السياسيين في أمريكا ليسوا وحدهم في قضية استغلال اللاجئين السوريين لتحقيق مكاسب سياسية، فبعد أن تحولت تلك القضية إلى ورقة يلعب بها المرشحون الجمهوريون في مقابل الديمقراطيين، دخلت تركيا هي الأخرى على خط "المقامرة" بورقة اللاجئين.
ونجحت أنقرة -أمس الأحد، في ختام القمة غير المسبوقة بين أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ 28 وتركيا- في الحصول على وعد من الاتحاد الأوروبي بإحياء مفاوضات انضمامها للاتحاد، إضافة إلى 3 مليارات دولار لمساعدتها في استقبال اللاجئين السوريين، في مقابل الالتزام بفرض مراقبة أكبر على حدودها، وهي المدخل الرئيسي للمهاجرين إلى أوروبا.
وأسفرت الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس عن أكثر من 250 ألف قتيل، ونحو 12 مليونًا أجبروا على النزوح واللجوء، وبدأ الكثيرون منهم يفضل السفر إلى أوروبا عبر الحدود التركية، مما سبب ضغوطًا كبيرة على دول الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت تواجه فيه تركيا بانتقادات تتعلق بـ"التراجع الكبير" في حقوق الإنسان، أنست قضية اللاجئين أوروبا هذه التجاوزات، وصدر بيان عن الاتحاد الأوروبي، وعد بأن مفاوضات انضمام تركيا ستستأنف في 14 ديسمبر/كانون الأول؛ بالحديث حول الفصل السابع عشر (السياسات الاقتصادية والنقدية)، على أن يبدأ العمل التحضيري حول فصول أخرى لاحقا في 2016.
وبدأت مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2005، لكنها إلى الآن لم تسفر عن شيء، وهو ما جعل المسئولون الأتراك يبدون سعادة بالغة بهذه القمة، التي حصلوا فيها على وعد بتسريع الانضمام لعضوية الاتحاد و3 مليارات يورو للمساعدة في استيعاب اللاجئين، في مقابل ضبط الحدود لمنع تدفقهم لأوروبا.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بحماسة: "إنه يوم تاريخي بالنسبة إلى عملية انضمامنا للاتحاد الأوروبي"، مضيفا "أنا مسرور بأن جميع زملائي في أوروبا متفقون على أن لتركيا والاتحاد الأوروبي المصير نفسه".
وفي مقابل هذه السعادة التركية، كان هناك توجسًا لدى مسئولي الاتحاد الأوروبي من انتقادات قد توجه لهم، بشأن عقد هذه القمة في وقت تشهد فيه تركيا تراجعًا في قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، مثل قضية حرية التعبير.
واستبق رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الانتقادات بالقول: "هذه القمة لن تؤدي بنا إلى نسيان التباينات المستمرة مع تركيا حول حقوق الإنسان أو حرية الصحافة.. سنعود إلى هذه الأمور
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA= جزيرة ام اند امز