التقشف يرغم الجزائر على إلغاء 109 فعاليات ثقافية
الجزائر تقلص قائمة المهرجانات والفعاليات الثقافية الوطنية والدولية، تكيفًا مع خطة التقشف التي اعتمدتها الحكومة.
تضج الحياة الثقافية الجزائرية بعشرات المهرجانات الموسيقية والسينمائية والتراثية والمسرحية، في ظاهرة فنية جميلة تغني حياة هذا البلد وتسعد جمهور متعطش لهذه الفعاليات. لكن عدد هذه المهرجانات سيتأثر بسياسة التقشف التي أقرتها الحكومة الجزائرية والتي تطال وزارة الثقافة أيضًا؛ إذ أعلنت وزارة الثقافة الجزائرية، تحديد عدد المهرجانات الثقافية التي يتوجب الاحتفال بها، وقلصتها من 186 إلى 77 مهرجانًا فقط.
ووضعت الوزارة قائمة بعدد المهرجانات بعد عملية مراجعة على ضوء الميزانية السنوية للوزارة ووضعت ميزانية كل مهرجان ومدته الزمنية. ونشرت الوزارة على موقعها الإلكتروني، قائمة مفصلة بأسماء المهرجانات ومدتها الزمنية بعد إعادة تنظيمها، ولا زالت جلسات العمل مع محافظي المهرجانات مستمرة حاليًا بغرض ضبط تواريخ وميزانية كل تظاهرة على حدة، وفق مقتضيات خطة التقشف التي اعتمدتها الحكومة الجزائرية في أغلب القطاعات للتكيف مع تراجع أسعار المحروقات.
وقال وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي، في مؤتمر صحفي، إن إدارته، وبعد مراجعة وإعادة تنظيم شملت قائمة بـ186 مهرجاناً، قررت الحفاظ على كل المهرجانات الدولية إضافة إلى 31 مهرجانًا وطنيًّا و18 مهرجانًا محليًّا، ما يعني إلغاء إحياء نحو 109 فعاليات ثقافية.
وبرأي الوزير ميهوبي فقد أعطيت الأولوية للمهرجانات الدولية التي تم الإبقاء عليها كلها، بوصفها واجهة الثقافة الجزائرية مع مراجعة مدتها وعدد المشاركين فيها، لافتًا إلى أن نحو 40 % من تكلفتها الإجمالية سيتم تمويلها بما تبقى من ميزانية الوزارة لعام 2015.
وأبقت وزارة الثقافة على بعض المهرجانات، على غرار المهرجان الدولي لفنون الأهغار والمهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية، غير أنه تقرر تعليق تنظيمهما مؤقتًا لإعادة النظر في تفاصيلها المتعلقة بالتنظيم والإدارة.
إلى ذلك، دمجت الوزارة الوصية بعض المهرجانات التي تتشارك نفس الموضوع، على غرار مهرجان الخط العربي ومهرجان المنمنمات والزخرفة، في حين ستنظم بعض التظاهرات الأخرى على غرار المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، والمهرجان الوطني لموسيقى الديوان ببشار مرة كل سنتين.
وشدد الوزير عزالدين ميهوبي على واجب التسيير الحسن والتقيد بالميزانية المخصصة، وكذا مراعاة نوعية المنتوج الثقافي التي يتوجب أن يحترمها محافظو المهرجانات مطابقة مع دفتر أعباء الوزارة الجديد، وأشار ميهوبي إلى أنه سيتم قريبا تنظيم دورات تكوينية حول التسيير الإداري والمالي لفائدة محافظي المهرجانات.
وفي سياق تشجيع الاستثمار الخاص في قطاع الثقافة، جدد الوزير دعوته لمنظمي التظاهرات الثقافية من الخواص إلى تقديم مشاريعهم الثقافية، وترك لمديري الثقافة في الولايات حرية تنظيم تظاهرات ثقافية يمولها المتعاملون الاقتصاديون الخواص.