5 إجابات تكشف كواليس صفقة بيع قناة "أون تي في" لـ"أبو هشيمة"
نجيب ساويرس باع قناة "أون تي في" لأحمد أبو هشيمة في صفقة أعادت تسليط الأضواء على خريطة الإعلام المصري في ظل حضور بارز لرجال الأعمال.
أثارت صفقة استحواذ رجل الأعمال المصري أحمد أبوهشيمة على كامل اسهم الشركة المالكة لقناة ON TV، بتوقيعه عقدًا مع نظيره المصري المهندس نجيب ساويرس، تساؤلات حول دور رجال الأعمال بشكل عام، والمشتري الجديد على نحو خاص، في الإعلام، والهدف من دخول هذا القطاع والتوسع فيه رغم ما يواجهه من أزمات مالية في الآونة الأخيرة، وهل هو للوجاهة أم للسياسة.
الإجابة الأولى على هذه التساؤلات تكمن في البيان الرسمي لشركة "إعلام المصريين"، التي اشترت القناة، حيث فسرت الأمر بالقول إن "السبب وراء تلك الصفقة هو سعى رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة إلى ضخ استثمارات كبيرة في الإعلام المصري، لاستعادة الريادة المصرية في القطاع الإعلامي، واستعادة قوة مصر الإعلامية في مجال صناعة التليفزيون والدراما، وفق قواعد تنافسية طموحة، ووفق إدراك للأهمية الكبرى التي يمثلها الإعلام المصري حاليًا على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، وأملاً في تقديم إعلام تنموي شامل بأدوات تليفزيونية شديدة الجاذبية والرقي، وشديدة الاحترافية والتميز، تتناسب مع طموح الدولة المصرية والشعب المصري في النمو والتقدم والاستقرار".
وحين يتساءل البعض عن مدى صحة كون الصفقة جزءًا من خروج المهندس نجيب ساويرس من قطاع الإعلام؟ تطل الإجابة الثانية في صورة ما يهمس به البعض حول احتمال وجود خلاف بين ساويرس والحكومة المصرية في بعض الأمور، فيما يميل الكثيرون إلى الإجابة الثالثة التي تتضمن نفي ذلك، مؤكدين أن الأمر يتعلق بسعي حزب المصريين الأحرار، والذي يعد نجيب ساويرس مؤسسه والأب الروحي له، إلى تأسيس إعلام خاص به، يبدأ من السعي إلى تأسيس جريدة يومية، وصولًا إلى قناة فضائية، بدليل جهوده الحثيثة في الآونة الأخيرة لإصدار صحيفة وموقع إخباري برئاسة تحرير مجدي الجلاد، رئيس التحرير السابق لصحيفتي "الوطن" و"المصري اليوم" المصريتين.
أما الإجابة الرابعة فتسير باتجاه اعتبار الصفقة محاولة لإنقاذ قناة "أون تي في" من الأزمات المالية الشديدة التي تواجهها، وهو ما قد يبدو واضحًا في بيان شركة "إعلام المصريين"، وتحديدًا عند القول "إن خطوة الاستحواذ على قناة ON TV تأتي تقديرًا للدور الكبير الذى لعبته هذه القناة في رقى الإعلام المصرى من خلال الرؤية الوطنية الواثقة للمهندس نجيب ساويرس، المؤسس الأول لهذا الكيان الإعلامى الكبير، هذه الرؤية التى كانت لها بصمات مهمة في مواجهة الإعلام المصرى للتحديات التى واجهت البلاد، وصمود هذه القناة المرموقة في أوقات عصيبة خلال السنوات الماضية ومساهمتها الكبيرة في التصدي لكل الأخطار التي واجهتها مصر وصولًا إلى اندلاع ثورة 30 يونيو، ثم استمرار هذه القناة وفق رؤية مؤسسها المهندس نجيب ساويرس في دعم استقرار الدولة المصرية والعمل على المساهمة في تحريك الاقتصاد المصرى، ومساندة القيادة الوطنية المصرية في تحقيق تطلعات شعبنا إلى مستقبل أفضل وفق سياسة إعلامية رشيدة ومؤثرة ودافعة للأمل نحو المستقبل".
وهنا يفسر البعض أن الصفقة بخلاف كونها تجارية، فإنها تستهدف الإبقاء على القناة الفضائية، "ودورها في دعم استقرار الدولة المصرية والعمل على المساهمة في تحريك الاقتصاد المصرى ومساندة القيادة الوطنية المصرية".
المؤكد أن الصفقة، هي جزء رئيسي من مساعي رجل الأعمال "أحمد أبوهشيمة" لتنفيذ خطط لمشروعات إعلامية مستقبلية أخرى، هو ما أكده أبو هشيمه نفسه، والذي يعتزم التوسع في إطلاق المحطات التليفزيونية والدراما وإنتاج المسلسلات، والإعلام الرقمي والبث التليفزيوني عبر الإنترنت، وإطلاق محتوى إعلامي باللغة الإنجليزية.
وهنا تبرز الإجابة الخامسة، التي تقول إن الصفقة ربما تكون جزءً من مساعي بعض رجال الأعمال، الأقرب إلى الحكومة المصرية، للسيطرة على جزء رئيسي من الأدوات الإعلامية لتوحيد الصوت الإعلامي، خصوصًا بعد الانتقادات المتعددة واللاذعة التي تلقاها الأداء الإعلامي في الكثير من القنوات وبعض الصحف المستقلة، وسط اتهامات بأنه يشيع حالة من التشاؤم، ويحارب كل مساعي الاستقرار التي تستهدف جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية، وتحريك عجلة الاقتصاد المصري، الذي يقاوم أزمات طاحنة، على رأسها تعثر السياحة وقلة العملة الصعبة.
وتأتي الصفقة الجديدة على أصداء مقولة المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، "المال في السياسة هو بقرة حلوب للإعلام"، لترسم خريطة مالكي وسائل الإعلام في مصر، فبخلاف نجيب ساويرس الذي يتقلص دوره في الوقت الحالي، يأتي أحمد أبوهشيمة، الذي يمتلك أسهمًا في قنوات "النهار" وجريدة وموقع "اليوم السابع"، ورجل الأعمال حسن راتب الذي ما زال يتمسك بملكية قناة "المحور"، وهي أقدم القنوات الخاصة المصرية.
ورغم تقلص دور رجل الأعمال أحمد بهحت في قنوات "دريم" إلا أنه أيضًا ما زال يتمسك بالقناة، رغم تصريحاته التي يرددها عن أنه "قد يضطر لغلق القناة بسبب الأزمات الاقتصادية".
ويظل محمد الأمين حاضرًا باستثماراته في مجال الإعلام، التي ظهرت بقوة مع بداية أحداث 25 يناير، وشهدت توسعات في قنوات "سي بي سي" وأخواتها "سي بي سي إكسترا" و"سي بي سي دراما" و"سي بي سي سفرة" و"سي بي سي تو"، بخلاف قنوات "بانوراما دراما"، وجريدة "الوطن" اليومية.
وتضاف هذه الأسماء إلى أسماء حاضرة بقوة أيضًا على المشهد الإعلامي المصري، مثل علاء الكحكي صاحب شبكة قنوات "النهار"، والسيد البدوي في مجموعة قنوات "الحياة"، وطارق نور في مجموعة قنوات "القاهرة والناس"، ومحمد أبو العينين مالك قناة "صدى البلد"، وسعيد حساسين مالك قناة "العاصمة".
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA=
جزيرة ام اند امز