ماكرون: العنف في باريس غير مقبول ولا علاقة له بالتظاهر السلمي
الرئيس الفرنسي يعقب على أحداث العنف التي تشهدها باريس مؤكدا أنه لا مبرر لمهاجمة قوات الأمن وإحراق المباني.
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، أن ما حدث في العاصمة باريس لا علاقة له بالتعبير السلمي عن غضب مشروع، وذلك في إشارة إلى احتجاجات أصحاب "السترات الصفراء" ضد زيادة ضرائب السولار وارتفاع تكاليف المعيشة.
- اشتباكات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهري "السترات الصفراء" واعتقال العشرات
- فرنسا.. إصابة 65 شخصا بينهم 11 من قوات الأمن باحتجاجات باريس
واعتبر ماكرون، في كلمة له عقب انتهاء قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، أن "من قاموا بأعمال العنف لا يريدون التغيير بل يسعون إلى الفوضى، فلا مبرر لمهاجمة قوات الأمن وإحراق المباني"، مشيراً إلى أنه "سيتم التعرف عليهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء".
وأشار ماكرون إلى أن القمة كانت بمستوى التوقعات، لافتاً إلى أن رسالة القمة القوية هي أن "صوت أوروبا يجب أن يسمع عندما يكون موحدا"، مشدداً على أنه "إذا لم تدافع أوروبا عن قيمها فإن صوتها لن يسمع".
وأوضح ماكرون أن "التصميم الأوروبي والدولي ليس ترفاً بل يخدم مصلحة فرنسا والفرنسيين"، مؤكداً أن "هناك ضرورة للعمل على تحديث منظمة التجارة العالمية".
وكانت مواجهات اندلعت، السبت، بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن الفرنسية في قلب باريس التي شهدت إحراق سيارات وتكسير واجهات زجاجية وإقامة متاريس، وذلك على هامش تظاهرة جديدة لحركة "السترات الصفراء".
وشهدت أحياء باريسية عدة أعمال عنف سُجل بعضها في محيط نصب قوس النصر في جادة الشانزيليزيه.
وبلغت حصيلة المواجهات 65 جريحا بينهم 11 رجل أمن، فيما بلغ عدد الموقوفين 255 شخصا.
وأعرب رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عن "صدمته" لما شهدته باريس من أعمال عنف.
وشهدت العاصمة الفرنسية، مساء، تجمعات عند قوس النصر وشارع ريفولي وحديقة "تويلري" التي تعرّضت للتخريب على أيدي أشخاص لا يرتدون السترات الصفراء.
ومع أولى ساعات المساء شهدت مناطق من العاصمة الفرنسية حرائق وتصاعد دخان وإقامة متاريس وأجواء تمرّد.
وفي غرب باريس، قرب مقر السلطة الفرنسية، تشبّع الهواء بالغاز المسيل للدموع كما أحرقت سيارات وممتلكات عامة وسط كر وفر بين محتجي السترات الصفراء وقوات الأمن في مناطق باريسية تشهد إقبالا للسياح والمتسوقين في موسم الأعياد.
وكتب أحدهم على قوس النصر "السترات الصفراء ستنتصر" وكتب آخر على دار الأوبرا "ماكرون = لويس السادس عشر"، آخر ملوك فرنسا قبل الثورة.
وقرابة الساعة الرابعة بعد الظهر، خيّمت سحابة من الدخان الأسود الكثيف فوق ساحة دار الأوبرا في باريس وتم إحراق رافعة أمام مقهى "السلام" الفاخر وهتف متظاهرون "انهضي يا باريس".
وفي جادة الشانزيليزيه حيث انتشرت قوات الأمن بكثافة، أبدى متظاهرون سلميّون خشيتهم من أن تطغى المواجهات على تحرّكهم.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان أنها أحصت، قرابة الثانية من بعد الظهر، مشاركة نحو 75 ألف شخص في تظاهرات "السترات الصفراء" في مختلف أنحاء فرنسا السبت، أي أقل من التحرّكين السابقين.
وفي بقية أنحاء فرنسا جرت التجمّعات بهدوء.
وفي نانت تجمع نحو خمسين شخصا من محتجي السترات الصفراء لمرتين على مدرج المطار، فيما اندلعت مواجهات وجيزة في ستراسبورغ.
وسيطر متظاهرون على مركز تسديد رسم المرور في بيرتوس عند الحدود بين فرنسا وإسبانيا.
وقُطعت الطريق السريعة التي تربط بين باريس وليون بالاتجاهين من وإلى ماكون (وسط)، بسبب تحرك محتجي السترات الصفراء.
وتواجه إدارة ماكرون موجة من الغضب الشعبي بدأت على إثر زيادة الرسوم على الوقود، لكنها اتسعت لتشمل مطالب تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام.
وتحاول الحكومة بدون جدوى حتى الآن التحدث مع ممثلين لحركة "السترات الصفراء" التي سميت كذلك لارتداء المحتجين سترات مضيئة يتوجّب على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا تعرّض لحادث.
وتبدي الغالبية الداعمة للرئاسة قلقا متزايدا إزاء ردود الفعل على الموقف الرئاسي، وبدأ البعض يطرح وقف زيادة الضرائب.
وامتدت الحركة إلى بلجيكا المجاورة حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه، الجمعة، لتفريق محتجي "السترات الصفراء" الذين كانوا يرشقون الشرطة بالحجارة وأحرقوا مركبتين للشرطة في وسط العاصمة بروكسل.
وفي هولندا تظاهر نحو 120 من محتجي السترات الصفراء سلميا أمام مقر البرلمان في لاهاي.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA=
جزيرة ام اند امز