القمة العربية الأوروبية: أفعال إيران وتحركات تركيا تفرز أزمات بالمنطقة
القمة العربية الأوروبية أكدت أن أفعال إيران وتحركات تركيا تفرز الأزمات بالمنطقة، مطالبين بضرورة التوحد والوقوف معا لمواجهة الإرهاب
أكدت القمة العربية الأوروبية المنعقدة في شرم الشيخ المصرية أن أفعال إيران وتحركات تركيا تفرز الأزمات بالمنطقة، مطالبين بضرورة وجود موقف دولي موحد لمواجهة الإرهاب الذي تعاني منه دول العالم.
وقال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأوروبية، إن الأفعال الإيرانية والتحركات التركية تفرز أزمات متسلسلة في المنطقة.
وأشار إلى أن جماعات الإرهاب استغلت أجواء الفراغ والفوضى في تحقيق أهدافها لزعزعة الاستقرار وتظل هذه التنظيمات هي الآفة الأخطر التي تواجهنا.
وأوضح أبوالغيط أن تحديات الإرهاب والنزاعات المسلحة والهجرة غير الشرعية وتباطؤ النمو الاقتصادي تواجه العالم العربي كله.
وعن القضية الفلسطينية، قال أمين عام جامعة الدول العربية إن حل الدولتين يبقى الصيغة الوحيدة العقلانية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا أن تسويتها بطريقة عادلة هو السبيل الأقصر لكبح جماح التطرف والعنف في المنطقة.
وطالب بضرورة الإسراع لرعاية عملية سياسية تنهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وقال إن القمة العربية الأوروبية التي تستضيفها شرم الشيخ اليوم دليل على أن الحوار هو الحل الأمثل للمشكلات.
ولفت أبو الغيط إلى أن العرب والأوروبيين تحملوا معاً التبعات الاقتصادية والإنسانية لتفاقم النزاعات، مطالبا بمعالجة أسباب الهجرة غير النظامية بدلاً من اللجوء للحل الأمني.
بدوره، قال أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمته، إن الدول العربية والأوروبية لديها مصالح مشتركة مرت بمراحل تاريخية، حيث أثرت كل منها في حضارة الأخرى.
وأكد أن التقارب الجغرافي بين المنطقة العربية وأوروبا يفرض ضرورة تعزيز علاقات التعاون وتوسيع آفاق المصالح المتبادلة.
وشدد أمير الكويت على أن حجم التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية الصعبة التي نمر بها -ولعل أبرزها قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط- تحتم على الجانب الأوروبي العمل مع الدول العربية في مواجهة هذه التحديات، إيمانا بالدور البارز والحيوي الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي.
وعلى الساحة الدولية، أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لعب دورا بارزا في مواجهة ظاهرة الإرهاب، وهو عمل مميز، وكان لنا شرف التعاون والتفاعل معه، لما يمثله ذلك من تحد مشترك وتهديد مباشر لأمننا واستقرارنا جميعا.
وعن القضية الفلسطينية، قال الأمير صباح الأحمد إنه يتطلع إلى أن يرى تفاعلا ومبادرات أكبر وأكثر مع هذه القضية المركزية، وسعيا إلى جعلها في صدارة اهتمامات المجتمع الدولي، لأننا ندرك أن ما نراه اليوم من بؤر توتر واحتقان في منطقتنا إنما هو بسبب تجاهل هذه القضية، وعدم الوصول إلى الحل العادل والشامل يرضي أبناء الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن الظروف الحالية التي تمر بها دول العالم تفرض على الجميع ضرورة التعاون أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف توسك، في كلمته، أن القرب الجغرافي بين الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي يحتم على الجانبين التعاون لمواجهة التحديات المشتركة التي يتم مواجهتها وإيجاد حلول لها.
وأشار إلى أنه يجب أن نضع في الاعتبار المصالح المشتركة بين المنطقتين العربية والأوروبية لتحقيق السلام والرفاهية، مشيرا إلى ضرورة أن يكون التعاون شاملا وله أثر ملموس.
وشدد رئيس المجلس الأوروبي على أهمية مواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تنشر الأفكار المتطرفة، والتي تهدد المجتمعات العربية والأوروبية.
وطالب بضرورة ضمان حماية اللاجئين بما يتناسب مع القانون الدولي، معربا عن تحيته للدول التي رحبت باللاجئين وسط شعوبها.
وتطرق رئيس المجلس الأوروبي في كلمته إلى التغير المناخي، قائلا "إن له تأثيرا كبيرا علينا جميعا".
بدوره، قال الرئيس الروماني كلاوس يوهانس إن القمة تأتي في وقت يتسم بالتحديات الكبيرة وكذلك الفرص الكبيرة، مضيفا أن القمة تناقش العديد من التحديات مثل الهجرة والإرهاب والقضايا مثل التغير المناخي.
وقال يوهانس "إننا نحتاج إلى شراكة قوية لإيجاد حلول للمشاكل المشتركة، فضلا عن أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يسهم في جهود مكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن المنطقة العربية في السنوات الأخيرة شهدت أزمات كبيرة، فيما تعتبر الهجرة غير الشرعية من أهم التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي والتي يجب حلها من جذورها.
أما رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر فطالب بتوثيق التعاون، قائلا: إنه رغم وجود اختلافات في وجهات النظر لكن يجب البناء سويا لمواجهة التحديات.
وأشار إلى أنه يتعين على كافة المشاركين في القمة بذل المزيد من الجهود في التجارة والاستثمار لتوفير مزيد من فرص العمل.
وافتتح الرئيس المصري أعمال القمة الأولى من نوعها التي تنظمها الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، لبحث عدد من القضايا التي تهم الجانبين.
وتشهد القمة أضخم حضور دبلوماسي من الجانبين العربي والأوروبي على المستوى الرئاسي، ويحضرها رؤساء وزعماء أكثر من 25 دولة.
وتعقد القمة العربية الأوروبية تحت شعار "الاستثمار في الاستقرار"، وتناقش قضايا استراتيجية تهم الطرفين، وتؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة والعالم، وفي مقدمتها قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة وأزمات العالم العربي.
وتجسد القمة العربية الأوروبية مكانة مصر السياسية حاليا على الساحة الدولية، ودورها المركزي في المنطقة كحلقة وصل ونقطة التقاء بين الحضارتين العربية والأوروبية، حسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي.