واشنطن طالبت أنقرة بنشر 30 ألف جندي تركي على حدود سوريا لغلقها، ومنع تنظيم داعش من استخدام ممرات التهريب إلى أوروبا
طالبت واشنطن أنقرة بنشر 30 ألف جندي تركي على حدود سوريا لغلقها، ومنع تنظيم داعش من استخدام ممرات التهريب إلى أوروبا.
وقالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، اليوم الإثنين، إن الولايات المتحدة طالبت الحكومة التركية بإغلاق شريط حدودي مفتوح يمتد حتى ٦٠ ميلاً مع سوريا، ويستخدمه داعش والتنظيمات المسلحة المتطرفة الأخرى، للنفوذ قاصدين دول أوروبا، لارتكاب مجازرهم وعملياتهم الإرهابية، والتي كان آخرها هجمات باريس ومؤامرات إرهابية أخرى.
وتابعت الصحيفة أن وجهة نظر واشنطن في هذا الشأن، هي دحر ذلك التنظيم الإرهابي؛ إذ أن الإغلاق الكامل للحدود بين سوريا وتركيا بطول 60 ميل، سيكون بمثابة ضربة قاصمة لداعش، الذي جلب عشرات آلاف من المقاتلين المسلحين من الإسلاميين المتطرفين، عبر الحدود السورية التركية، خلال السنوات الثلاث الماضية.
ووجه مسؤول في الحكومة الأمريكية في واشنطن رسالة شديدة اللهجة، بحسب "ذي إندبندنت"، طالبًا من الحكومة التركية في أنقرة تكثيف انتشار قواتها على الحدود مع سوريا؛ لمنع تنقل عناصر داعش بين البلدين، ونزوحهما في نهاية المطاف إلى أوروبا، كما اعتبر أن شروط اللعبة قد تغيرت، ولابد من مواجهة ذلك التنظيم الإرهابي الذي بات يشكل تهديدًا دوليًّا.
ووفق الطلب الأمريكي فإن واشنطن حثت أنقرة على نشر قواتها بما لا يقل عن ٣٠ ألف جندي، وذلك لضبط الحدود بين جرابلس على نهر الفرات ومدينة كيليس غرب تركيا.
وتعتقد وكالات الاستخبارات الأمريكية أن الحدود السورية - التركية الممتدة بين مدينة جرابلس التي وحتى مدينة كوباني، هي أكثر المناطق التي تستخدمها عناصر داعش، فيما تم إغلاق المعبر الحدودي الرسمي لمدينة جرابلس.
انتقادات لتركيا
وتأتي هذه الخطوة من الجانب الأمريكي بعد تزايد الانتقادات الدولية للحكومة التركية، لما اعتبرته احتمال تواطؤ المخابرات التركية مع داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى، مثل فرع لتنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة، وحركة الأحرار في بلاد الشام، كما طالت الحكومة التركية بعض الاتهامات فيما يخص شرائها النفط من الحقول النفطية التي استولى عليها داعش في شمال شرق سوريا، مما يساعد في توفير جزء كبير من دخل وإيرادات داعش.
وأصبح النقاش على غلق الحدود السورية - التركية، من المواضيع الساخنة وذات أهمية حاسمة أكثر من أي وقت مضى، لاسيما بعد أن استولت القوات الكردية السورية المعروفة باسم (وحدات الحماية الشعبية) على مدينة تل أبيض والتي تبعد ٦٠ كيلومتر عن الرقة عاصمة داعش في يونيو/ حزيران الماضي، الأمر الذي كان بمثابة ضربة قاسية لداعش الذي يقاتل للحفاظ على طريق الإمداد الرئيسي بين محافظة الرقة والحدود التركية.
وقامت السلطات التركية بإغلاق المعبر الحدودي بعد الاستيلاء على مدينة تل أبيض، ورفضت السماح حتى باستقبال جثث مقاتلي القوات السورية التركية، وهم من أصول تركية ممن لقوا مصرعهم في القتال ضد تنظيم داعش، بالدخول مرة أخرى عبر الحدود في تركيا.
منطقة آمنة بسوريا
في سياق متصل، اقترحت الحكومة التركية إنشاء منطقة عازلة محمية (آمنة) على الجانب الجنوبي من الحدود السورية - التركية، يتم فيها تسليح وتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.
على صعيد آخر، اعتقلت السلطات التركية الأسبوع الماضي اثنين من الصحفيين، بعد نشرهما تقارير وصور ترصد شاحنتين تابعتين للمخابرات التركية، وتقومان بإمداد مقاتلين سوريين بالسلاح والذخائر.
وصرح الرئيس التركي طيب أردوغان فيما بعد، بأنها أرسلت تلك الأسلحة للمقاتلين التركمان وهي أقلية تركية تعيش في شمال سوريا، فيما أنكر زعماء سياسيين أتراك القريبين من بلدة تركمان صحة تلك المزاعم.
كما تشير الصحيفة، إلي الضغط الهائل الواقع على الحكومة التركية، إذ أصبحت الحكومة التركية المتهم الأول بتمويل وتسليح الجماعات الإسلامية المتطرفة، خاصة بعد حادثة إسقاط القاذفة الروسية الحربية بطائرة تركية.
على جانب آخر، قامت روسيا بتكثيف ضرباتها الجوية، بهدم دعم الجيش السوري الحر، وللتحكم والسيطرة على الجزء الغربي من الحدود السورية التركية.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون في العراق، أنه تم العثور على ثلاث مقابر جماعية في شمال مدينة سنجار، والتي قامت والقوات الكردية بدعم من الضربات الجوية الأمريكية باستعادتها من تنظيم داعش في وقت سابق من الشهر الحالي.
aXA6IDMuMTQ3LjYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز