إسطنبول تصوّت مجدداً في انتخابات بلدية يخشاها أردوغان
العملية الانتخابية تجرى في 31 ألفًا و342 صندوق اقتراع بـ39 قضاء في إسطنبول، ومن المنتظر أن يشارك فيها 10 ملايين و561 ألفًا و963 ناخبًا
بدأ الناخبون الأتراك في إسطنبول مجددا، اليوم الأحد، التوجه إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسًا لبلدية المدينة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لتركيا بعد إلغاء سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان نتائج انتخابات مارس/أذار الماضي والتي فاز فيها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
عملية الاقتراع، التي ستؤدي بالنسبة لأردوغان إما إلى فوز مثير للجدل أو نكسة كبيرة، انطلقت، في الثامنة بالتوقيت المحلي (05.00 تغ) صباحًا؛ ومن المنتظر أن يدلي ما يربو على عشرة ملايين من سكان المدينة إسطنبول بأصواتهم في الانتخابات التي باتت أشبه ما يكون استفتاء على سياسات أردوغان واختبارا للديمقراطية المتعثرة في تركيا.
ومن أبرز المتنافسين في رئاسة بلدية إسطنبول، بن علي يلدريم، مرشحا عن "تحالف الشعب" الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" الحاكم و"الحركة القومية"، وأكرم إمام أوغلو، مرشحا عن "تحالف الأمة"، الذي يضم حزبي "الشعب الجمهوري" و"إيي" المعارضين، ومرشح حزب السعادة نجدت غوكتشينار، ومرشح حزب الوطن مصطفى إيلكر.
وتجري العملية الانتخابية في 31 ألفًا و342 صندوق اقتراع في 39 قضاء في إسطنبول، ومن المنتظر أن يشارك فيها 10 ملايين و561 ألفًا و963 ناخبًا.
وتنتهي عملية التصويت في تمام الخامسة عصرا بالتوقيت المجلي (14.00 تغ).
وفي الانتخابات التي أجريت في 31 مارس، حقق حزب الشعب الجمهوري انتصارا بفارق ضئيل على حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس، رجب طيب أردوغان في أكبر مدينة بتركيا في هزيمة انتخابية نادرة للرئيس في خضم مشاكل اقتصادية متزايدة.
لكن بعد أسابيع من طعون حزب العدالة والتنمية، ألغى المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا في مايو/أيار الانتخابات بسبب ما اعتبرته مخالفات. ووصفت المعارضة القرار بأنه ”انقلاب“ على الديمقراطية، الأمر الذي أثار المخاطر للجولة الثانية.
وأثار قرار إعادة الانتخابات انتقادات دولية واتهامات من المعارضة بتآكل سيادة القانون. وخرج سكان في عدد من المناطق إلى الشوارع وهم يقرعون الأواني احتجاجا على ذلك.
وتعتبر انتخابات إسطنبول، التي يعيش فيها 16 مليون شخص، رهانا واسعا لأردوغان، حيث كان دائما يصفها بقوله "من يفز في إسطنبول يفز بتركيا".
ورغم مساعي أردوغان لالتقاط فرصة ثانية لاستعادة المدينة التي عبرت عن غضبها من سياسات الحزب الحاكم في صناديق الاقتراع، يبدو أن المعارضة عازمة على تلقين النظام الدرس مرة أخرى، عبر حشد واسع من الأحزاب وحافز أقوى للتصويت من جانب المواطنين المستفزين من الممارسات غير الديمقراطية.
ويحاول أردوغان احتفاظ حزبه بهذه المدينة والتي سبق أن تولى ذاته منصب رئيس بلديتها لأعوام، حيث كانت المعبر له نحو استلام السلطة السياسية في تركيا، بواقع أن موازنة بلدية إسطنبول هائلة وتتيح لحزبه الكثير من النفوذ فيها في حال فوز بن علي يلدريم فيها.
وستمثل خسارة المدينة مرة ثانية حرجا لأردوغان وقد تُضعف ما بدا حتى وقت قريب أنها قبضته الحديدية على السلطة.
ويعاني الاقتصاد التركي من حالة ركود وهددت الولايات المتحدة، حليفة تركيا في حلف شمال الأطلسي، بفرض عقوبات إذا مضى أردوغان في شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية(إس-400).
وأظهرت استطلاعات الرأي التي جرت على مدار الفترة الماضية تقدم إمام أوغلو على منافسه يلدريم، بفارق وصل أحيانًا إلى تسع نقاط مئوية.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز