ترامب يهاجم الصين مع استئناف المفاوضات التجارية بين البلدين
ترامب يهاجم الصين مع استئناف المفاوضات التجارية بين البلدين
هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة الصين صباح الثلاثاء متهما إياها بعدم احترام بنود المفاوضات التجارية في الوقت الذي تستأنف فيه المباحثات في شنغهاي بين الأمريكيين والصينيين.
وكتب في تغريدة عبر حسابه على تويتر اليوم "فريقي يتفاوض حاليا معهم لكنهم (الصينيون) يعدلون دائما الاتفاق لمصلحتهم".
وأضاف أن "الصين في وضع سيء وهي أسوأ سنة لها منذ 27 عاما. كان يفترض أن تشتري منتجاتنا الزراعية - لا شيء يشير إلى أنها تقوم بذلك. هذه المشكلة مع الصين بكل بساطة لا تطبق ما تقول أنها عازمة على القيام به".
- الصين ترفض ضغوط ترامب لتغيير تعريف "الدول النامية" بمنظمة التجارة
- الأقل في 10 سنوات.. الحرب التجارية تسحق صادرات الصويا الأمريكي للصين
واعتبر الرئيس الأمريكي أن الصين تعول على الوقت وتنتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020، آملة في أن يمنى بهزيمة. لكنه هدد بالقول أنه لن تجد سوى اتفاق "سيكون أقسى بكثير من الاتفاق الذي نتفاوض عليه الآن... أو لا اتفاق على الإطلاق" إذا فاز في الانتخابات.
وكتب أيضا "تتوافر لدينا كل الأوراق في أيدينا، قادتنا السابقون لم يفهموها أبدا!".
وتراجعت صادرات فول الصويا من الولايات المتحدة إلى الصين، أكبر سوق لهذا المحصول في العالم، خلال النصف الأول من العام الجاري إلى أدنى مستوى خلال أكثر من عقد من الزمن، في الوقت الذي تحقق فيه تقدم ضئيل في مساعي إنهاء الحرب التجارية بين البلدين.
وذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء يوم الأحد أن الصين استوردت 614,806 أطنان فول صويا من الولايات المتحدة في شهر حزيران/يونيو الماضي، ليصل إجمالي الشحنات من البذور الزيتية التي تستخدم في إنتاج زيت الطهي وعلف الحيوانات إلى 5.9 مليون طن في الأشهر الستة الأولى من العام، وهو أقل مستوى في النصف الأول منذ عام 2014 على الأقل.
ووافقت الحكومة الصينية الأسبوع الماضي على أن تقوم خمس شركات صينية بشراء نحو ثلاثة ملايين طن من فول الصويا الأمريكي "بدون رسوم جمركية" انتقامية على الاستيراد كإيماءة لحسن النية، وهو مالم يحدث حتى الأن.
ويلتقي المفاوضون الصينيون والأمريكيون اليوم، في شنغهاي لإجراء محادثات جديدة بشأن الحرب التجارية بينهما، لكن بكين وواشنطن لا تتوقعان الكثير بشأن فرص التوصل إلى اتفاق.
وستعقد الاجتماعات الثلاثاء والأربعاء في العاصمة الاقتصادية للصين. وستكون الأولى وجها لوجه بين الطرفين منذ فشل المفاوضات في مايو/ أيار الماضي عندما اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين بعدم الوفاء بالتزاماتها.
ويجري المفاوضات عن الجانب الأمريكي الممثل الأمريكي للتجارة روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين.
وتخوض الصين والولايات المتحدة منذ العام الماضي مواجهة تجارية تتمثل بتبادل فرض رسوم جمركية على سلع تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من المبادلات السنوية.
وامتد الخلاف إلى قطاع التكنولوجيا مع إدراج المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات هواوي في مايو/ أيار على لائحة سوداء للإدارة الأميركية لأسباب أمنية.
وتجري المفاوضات في أجواء معقدة للصين التي تواجه منذ أسابيع تظاهرات كبيرة وبعضها عنيفة في هونج كونج، وعداء شديدا من الولايات المتحدة.
وهدد ترامب بمهاجمة منح صفة الدول النامية لبعض البلدان الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، في خطوة تستهدف الصين أولا. وفي رد قاس أمس الإثنين، دانت بكين "وقاحة وأنانية" الولايات المتحدة.
وألمح ترامب الجمعة إلى أن الصين يمكن أن تتعمد إطالة أمد المفاوضات حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في 2020، على أمل وصول رئيس يمكن التعامل معه بسهولة.
- "تكتيك غير فعال"
اعترفت وكالة أنباء الصين الجديدة اليوم في تعليق بأن، العلاقات بين بكين وواشنطن "متوترة" ودعت الولايات المتحدة إلى "التعامل مع الصين بكل الاحترام الواجب" إذا أرادت التوصل الى اتفاق.
ويشكل استئناف المفاوضات بحد ذاته خطوة إيجابية بعد الهدنة في الحرب التجارية التي اتفق عليها الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان.
وقال جيك باركر من غرفة التجارة الأمريكية إن "هذه الجولة من المحادثات تهدف إلى توضيح مواقف الطرفين بعد تهدئة نسبية". وأضاف أنه سيكون على بكين وواشنطن "إعادة الثقة التي كانت قائمة في أبريل/ نيسان وتبددت منذ ذلك الحين".
ويشير عقد المحادثات في شنغهاي أيضا إلى فترة تحسنت فيها العلاقات بين البلدين، كما يثبت بيان شنغهاي الذي صدر في 1972 وكان مرحلة مهمة في إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين.
لكن بكين وواشنطن تبديان تفاؤلا حذرا في فرص التوصل إلى اتفاق.
لكن حدة الخطاب لم تتراجع في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها السلطات الصينية. فقد نصحت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية "تشاينا ديلي" الثلاثاء الولايات المتحدة "بالتخلي عن تكتيك الضغوط القصوى الذي تتبعه"، مؤكدا أنه "ليس فعالا ضد الصين".
وفي مؤشر إلى غياب الثقة بين القوتين الكبريين، يمكن أن يلعب وزير التجارة الصيني جونغ شان الذي يعتبر متشددا، دورا أكبر في هذه المفاوضات إلى جانب نائب رئيس الوزراء ليو هي القريب جدا من الرئيس شي جين بينغ.
ورأى ستيفن اينيس المحلل في مجموعة "فانغارد ماركيتس" أنه ستكون هناك على الأرجح "بعض التنازلات البسيطة ولكن بحدود".. مشيرا إلى أن أي اتفاق سيكون إيجابيا بعد أشهر من التوتر المتصاعد.
aXA6IDMuMTQ1Ljg1Ljc0IA==
جزيرة ام اند امز