لافروف: سنرد على عقوبات أمريكا ضد خط أنابيب غاز "نورد ستريم2"
وزير الخارجية الروسي يؤكد أن مشروع "التيار الشمالي-2" سينفذ بغض النظر عن التهديدات الأمريكية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأحد، أن موسكو سترد على العقوبات الأمريكية ضد خط أنابيب غاز "نورد ستريم2".
وأعلن لافروف أن مشروع "التيار الشمالي-2" سينفذ بغض النظر عن التهديدات الأمريكية، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يفهم جيدا مصالحه التجارية.
وقال لافروف، في برنامج "اللعبة الكبيرة" على القناة الأولى الروسية، "إن المشروع يتعرض لتهديدات، وأكدت أنه سينفذ رغم كل ذلك، أولا أنا واثق من أن الأوروبيين يدركون مصلحتهم الاقتصادية. وثانيا هناك اهتمام بالمشروع من وجهة نظر توفير أمن الطاقة. ثالثا: لقد تعرضوا للإذلال، فقد صدرت تصريحات بما في ذلك من برلين تؤكد وجود شعور الاعتزاز بالنفس من الشركاء الأوروبيين".
وفي السياق نفسه، أضاف لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقى خطابًا من نظيره الأمريكي دونالد ترامب يخبره فيه أنه مستعد للاستمرار في المباحثات للوصول إلى حل بشأن معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى.
وأوضح لافروف أن رسالة ترامب هي رد منه على عرض من بوتين بوقف مؤقت لتطوير الصواريخ المحظورة بموجب المعاهدة.
وأضاف أن روسيا مستعدة للموافقة على ضم صواريخ ثقيلة من طراز سارمات وصواريخ أسرع من الصوت من طراز أفانجارد إلى معاهدة ستارت جديدة للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية.
وانسحبت الولايات المتحدة رسميا من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى مع روسيا في أغسطس آب بعد أن قالت إن موسكو تنتهك المعاهدة ونشرت بالفعل نوعا محظورا من الصواريخ، وهو اتهام نفاه الكرملين.
والجمعة، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القانون الذي ينص على فرض عقوبات على الشركات المساهمة في بناء خط أنبوب الغاز الروسي "السيل الشمالي 2" (نورد ستريم 2)، الذي يشكل محور معركة اقتصادية وجيوسياسية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وتعتبر واشنطن أن أنبوب "السيل الشمالي 2" سيزيد اعتماد الأوروبيين على الغاز الروسي ويعزز بذلك نفوذ موسكو، من جهته يدين الاتحاد الأوروبي بشدة تدخل الولايات المتحدة في سياسة الطاقة التي يتبعها.
وتبلغ كلفة أنبوب الغاز نحو 10 مليارات يورو، تتولى الروسية "غازبروم" تمويل نصفها، بينما يأتي النصف الآخر من 5 شركات أوروبية، هي "أو ام في" "وينترشول دي" "إنجي" "يونيبر" و"شل".
ومنذ بداياته، واجه المشروع عقبات عديدة، ولم يحصل "السيل الشمالي 2" على الضوء الأخضر من الدنمارك لعبور أراضيها قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول، ما يمكن أن يؤخر بدء تشغيله الذي كان مقررا في نهاية 2019.
ويهدف المشروع -الذي يربط بين روسيا وألمانيا، وهو جزء رئيسي من استراتيجية موسكو للتصدير عبر شركتها العملاقة للطاقة جازبروم- إلى إيصال الغاز الروسي لأوروبا عبر بحر البلطيق.
وسيشكل "نورد ستريم-2"، البالغ طوله 1230 كلم، استكمالا لمشروع "نورد ستريم-1" الذي يربط روسيا بألمانيا، والذي بدأ تشغيله في 2011 و2012.