"الجميع فائز".. ماذا يعني مرور الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا؟
نائب رئيس المفوضية الأوروبية يقول إن الاتفاق يمثل "رسالة قوية بأن تكون المنازل دافئة والأسواق مستقرة والأسعار ذات قدرة التنافسية"
تقترب شركتا "جازبروم" الروسية و"نفتوغاز" الأوكرانية، من توقيع اتفاقية في ضوء بروتوكول التعاون في مجال الغاز المبرم بينهما، لإنهاء أعوام من تدهور علاقة تأزمت في عام 2014 مع قرار ضم القرم وبداية الحرب في شرق أوكرانيا، الأمر الذي سيفتح أسواق أوروبا على مصراعيها أمام الغاز الروسي الذي تعتمد عليه بنسبة 35%، وهو ما رحب الاتحاد الأوروبي به، واصفا البروتوكول بأنه وثيقة متوازنة وإنجاز لجميع الأطراف المشاركة.
وقال رئيس شركة "جازبروم" الروسية أليكسي ميلر، إن اتفاقية التسوية ستنص على التخلي عن المطالبات الجديدة، وسحب الدعاوى القضائية والتحكيمية التي لا توجد فيها قرارات نهائية، ودفع "جازبروم" نحو 2,9 مليار دولار للجانب الأوكراني؛ تنفيذا للقرار النهائي الصادر عن محكمة التحكيم في ستوكهولم".
كما ستوقع "جازبروم" والحكومة الأوكرانية اتفاق تسوية لسحب مطالبة لجنة مكافحة الاحتكار في أوكرانيا.
منازل أوروبا دافئة
وبدوره كتب نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروش شيفتشوفيتش على حسابه في "تويتر": "يسرني توقيع اتفاقية متوازنة ضرورية لضمان التوريدات غير المنقطعة للغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا.. الجميع فائزون اليوم".
وأضاف أن "مسألة تأمين إمداد الأسر الأوروبية بالغاز كانت في صدارة محادثاتنا وأولويتي الأولى"، مشددا على أن توصل الأطراف الثلاثة إلى الاتفاق يمثل "رسالة قوية إلى كل من المستهلكين وقطاع الطاقة بأن الاتحاد الأوروبي يضمن أن تكون المنازل دافئة والأسواق مستقرة والأسعار ذات قدرة التنافسية".
وعبر عن تقديره للجهود "الهائلة" التي بذلتها روسيا وأوكرانيا من أجل التوصل إلى موقف مشترك، مشيرا إلى دور مهم لعبه كل من وزيري الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، والأوكراني أليكسي أورجيل، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الطاقة الألماني بيتير ألتماير في المفاوضات الثلاثية بشأن مواصلة ضخ الغاز.
وأشار شيفتشوفيتش إلى أهمية الاتفاقية لأنها تشكل "أساسا سياسيا يمهد لإبرام عقد طويل الأمد لترانزيت الغاز بين الشركتين"، أي "جازبروم" الروسية و"نفتوغاز" الأوكرانية.
وأضاف أن توقيع الوثيقة يتيح لروسيا الحفاظ على مكانتها كمورد طاقة موثوق للأسواق الأوروبية، فيما تحافظ أوكرانيا على دورها دولة ترانزيت استراتيجية.
تعزيز أمن الطاقة لأوروبا
وفي تصريح سابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال: "نحن مقتنعون بأن تنفيذ مشروعات الطاقة الكبيرة سيساعد بشكل كبير في تعزيز أمن الطاقة ليس فقط لصربيا، بل لمنطقة البلقان بأكملها وأوروبا ككل".
يذكر أن عامل الوقت كان ضاغطا لأن العقد الحالي ينتهي في 31 ديسمبر/كانون أول إذ لو فشلت المحادثات، كانت الإمدادات الأوروبية ستتأثر رغم أن الدول الأوروبية المعنية ملأت مخزوناتها من الغاز.