الاحتباس الحراري.. البشرية تتحد لمواجهة شبح انقراضها
مخزون الغذاء العالمي يتأثر بارتفاع درجات الحرارة في دول العالم الكبرى
الدول النامية والمتقدمة تسعى لاستخدام طاقة متجددة نظيفة للحفاظ على ما تبقى من العالم
في ظل انعقاد قمة التغير المناخي العالمية التي تشرف عليها الأمم المتحدة بالعاصمة الفرنسية باريس، ازداد الزخم حول متغيرات المناخ وتأثيراتها البيئية والاقتصادية والسياسية، والتي أصبحت آثارها مقترنة بالكوارث الطبيعية، وارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق، لتصل إلى معدلات كارثية.
لذلك اجتمعت 19 دولة، لبحث سبل وقف تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، بالتركيز على دعم الأبحاث والمشاريع الخاصة بإيجاد وتوليد الطاقات البديلة والمتجددة، ويأتي هذا الدعم أيضا في إطار مبادرات من شخصيات عالمية مثل مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس، ومؤسس موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي مارك زوكربيرج، في محاولة لنشر ثقافة الطاقة البديلة ووقف ظاهرة الاحتباس الحراري.
لكن يظل السؤال هنا، ما مدى أهمية تلك الاجتماعات الخاصة بتغير المناخ؟ وهل هناك خطر داهم على حياة البشر من تلك الظاهرة؟ وما الآثار الاقتصادية والسياسية للاحتباس الحراري؟
الاحتباس الحراري هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما، نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها، وعادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي، حيث إن متوسط درجات الحرارة على الأرض زاد 0.85 درجة مئوية، وتم رصد ارتفاع كبير في درجات الحرارة خلال السنوات العشر الماضية.
وتعتبر زيادة الانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون من أهم الأسباب التي ساهمت في ارتفاع درجات الحرارة، حيث يعمل انبعاث المصانع والتوسع في الأراضي الزراعية وقطع الغابات على زيادة درجة الحرارة، بالإضافة لانبعاثات السيارات والمخلفات المنتشرة حول العالم، وقد سجلت الصين أعلى نسبة انبعاثات في العالم بـ 24%، تليها الولايات المتحدة بـ 12%، ثم الاتحاد الأوروبي بـ 9%.
وتسبب تلك الانبعاثات تأثيرات عديدة، أهمها ارتفاع مستوى مياه البحر، نتيجة لذوبان الجليد في القطبين، وبالتالي تتسبب في حدوث الفيضانات وتآكل مساحات الأراضي اليابسة، إضافة إلى أن التغير في درجات الحرارة يؤدي إلى تقلب الجو، وزيادة نسبة العواصف والكوارث الطبيعية والموجات الحارة والجفاف، مما يؤدي تباعا إلى التغير التام في ظروف إنتاج الغذاء حول العالم.
ومن هنا يأتي رابط التأثيرات الاقتصادية والسياسية، حيث إن النقص في موارد الغذاء نتيجة للتقلبات المناخية المطردة نتيجة الاحتباس الحراري، سيحرم معظم الدول النامية (الواقعة على أكثر المناطق عرضة لتقلبات مناخية مطردة) من مصادر الغذاء، ويخلق مجاعات وكوارث إنسانية بسبب نقص الغذاء، وبالتالي خلق بيئة للنزاعات، التي قد تصل لمرحلة الحروب.
كما يؤدي نقص موارد الغذاء لنشوب النزاعات والحروب وحدوث المجاعات، وفي أحيان كثيرة يؤدي إلى ظاهرة الهجرة الجماعية، وأزمات اللاجئين، وما يتبعها من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة.
ولهذا، اتفقت 146 دولة على نشر خططها لمحاربة الانبعاثات المؤدية لارتفاع درجات الحرارة، والحفاظ على نسبة تغير لا تزيد عن درجتين مئويتين سنويا، حتى لا يزيد تأثر مخزون الغذاء العالمي والأراضي الزراعية بتلك الظاهرة.
كما وجب على الدول النامية والمتقدمة إيجاد حلول لمصادر طاقة بديلة ومتجددة، تعيد التوازن الحراري للأرض، وتحافظ على مصادر الغذاء والحياة حول العالم.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xNzUg
جزيرة ام اند امز