أوباما في فيتنام.. ثالث زيارة لرئيس أمريكي خلال 40 عامًا
لتعزيز العلاقات التجارية والإستراتيجية
أوباما يصل مساء اليوم الأحد، إلى فيتنام برغبة في تعزيز العلاقات التجارية والإستراتيجية في زيارة هي الثالثة لرئيس أمريكي منذ 1975.
يبدا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مساء اليوم الأحد، زيارة إلى فيتنام حاملًا رغبة في تعزيز العلاقات التجارية والإستراتيجية مع هانوي، بينما تتخذ الصين موقفًا أكثر حدة في النزاعات على الجزر في المنطقة.
وسيمضي أوباما 3 أيام في فيتنام يجري خلالها محادثات ثنائية مع كبار قادة البلاد ويلقي خطبًا ويلتقي مع شبان فيتناميين في مدينة هو شي مينه أو سايغون السابقة.
وبعد زيارتي بيل كلينتون وجورج بوش الابن، ستكلل هذه الزيارة الثالثة لرئيس أمريكي منذ انتهاء الحرب في 1975 عقدين من التقارب بين البلدين العدوين السابقين الذي كانت قلة تتصور أنه سيسير بهذه السرعة بسبب ندوب النزاع العميقة.
وكان لصورة زعيم الحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ، الذي استقبل مطلع يوليو/ تموز الماضي في المكتب الرئاسي في البيت الأبيض، أثر كبير.
وقال موراي هيبرت، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: "ما زال هناك بعض الحذر (حيال الولايات المتحدة) داخل النخبة الفيتنامية، لكن التأكيد المتزايد لبكين على بحر الصين الجنوبي أدى إلى تغير العقليات ودفع باتجاه تقارب أسرع مع الولايات المتحدة".
وتتنازع الصين وفيتنام السيادة على ارخبيلي (مجموعة جزر) باراسيلز وسبراتليز الواقعين في قلب الطرق البحرية الدولية.
ومن أجل توجيه إشارة إلى بكين وكذلك تحديث جيشها وخفض اعتمادها على الأسلحة الروسية، تتقدم فيتنام -بحذر ولكن بخطى ثابتة- على طريق التقارب مع واشنطن.
وتأمل فيتنام في رفع الحظر المفروض على بيعها أسلحة أمريكية، وهي تأمل في الحصول على أجهزة للمراقبة والاتصال والرصد البحري.
وقال المحلل كارلايل ثاير، من جامعة نيو ساوث ويلز، إن "فيتنام تتبع سياسة تنويع في شؤونها الخارجية"، مضيفًا أنها "تأمل في تحقيق توازن في علاقاتها مع القوى الكبرى من دون التحالف مع أي منها".
ولم تكشف السلطة الأمريكية التي تربط رفع الحظر بتحقيق تقدم في مسألة حقوق الإنسان، نواياها قبل زيارة أوباما.
وفي الولايات المتحدة حذرت أصوات من أي قرار متسرع حول هذا الملف بدون تنازلات حقيقية من قبل النظام.
وآخر دليل على فرض قيود على الحريات الفردية، رفض السلطات الفيتنامية ترشيحات مجموعة من المستقلين من منشقين ونجم لموسيقى البوب ومحامين، للانتخابات التشريعية التي تجري الأحد.
"توازن دبلوماسي دقيق"
على الصعيد الاقتصادي، يأمل البلدان في التوصل بسرعة إلى تطبيق اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي الذي وقعه 12 بلدًا في المنطقة لكن المصادقة عليه من قبل الكونجرس الأمريكي غير مؤكدة.
والهدف المعلن لإدارة أوباما التي جلعت هذا الاتفاق من أولوياتها هو عدم السماح للصين "بكتابة قواعد" التبادل التجاري في المنطقة.
ويفترض أن تكون فيتنام، البلد الشيوعي الوحيد الموقع لهذه الاتفاقية وتضم تسعين مليون نسمة، أحد أكبر المستفيدين من النص.
وذكر الممثل الأمريكي الخاص للتجارة، مايكل فرومان، أن الطبقة المتوسطة "ستتضاعف بين 2014 و2020"، مؤكدًا قناعته بأن خفض أو إلغاء الحواجز الجمركية سيؤمن فرصًا حقيقية للشركات الأمريكية.
وشدد فرومان على البنود المتعلقة بالبيئة والمواد الاجتماعية في الاتفاق (بينها منع عمل الأطفال إلى الحد الأدنى للأجور وإفساح المجال لنقابات مستلة، مؤكدًا على التأثير المحتمل للاتفاق على إصلاح البلاد).
وبين رغبته في تعزيز العلاقات مع بلد فاعل مهم في جنوب شرق آسيا وضرورة حماية العلاقات المعقدة والأساسية في الوقت نفسه مع الصين، سيكون على أوباما إيجاد الطريق الصحيح.
وكتب ساندي فو، من مركز ويلسون، أن "الحماس الذي تستقبل فيه فيتنام وجودًا أمريكيًّا أكبر قد يعتبر استفزازيًّا في الصين".
ورأى أنه سيكون على أوباما تحقيق توازن "دبلوماسي دقيق".
وبعد 3 أيام في فيتنام، يتوجه أوباما إلى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة السبع في ايسي شيما بوسط الأرخبيل.
وسيزور الجمعة مدينة هيروشيما التي قصفت بأول قنبلة نووية في التاريخ ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يقوم بهذه الزيارة التي تنطوي على رمزية كبيرة.
وقبل أن ينهي ولايته بداية 2017، سيقوم أوباما في سبتمبر/ أيلول بزيارة أخيرة لآسيا وتحديدًا للصين، لحضور قمة مجموعة العشرين وللاوس، في أول زيارة أيضا لرئيس أمريكي.