رحيل عبدالرحمن اليوسفي.. مناضل مغربي بدرجة وزير أول
نعم رجل الدولة الحكيم والمحنك.. كلمات لم يجد العاهل المغربي محمد السادس أفضل منها لنعي الوزير الأول الأسبق في المملكة عبدالرحمن اليوسفي.
نعم رجل الدولة الحكيم والمحنك.. كلمات لم يجد العاهل المغربي محمد السادس أفضل منها لنعي الوزير الأول الأسبق في المملكة عبدالرحمن اليوسفي.
وتوفي اليوسفي عن عمر يناهز (96 عاماً) في الدار البيضاء، ليلة الخميس- الجمعة، قبل أن يواري جثمانه الثرى.
واليوسفي مولود في 8 مارس/أذار 1924 بمدينة طنجة شمال المغرب، ليبدأ طفولته ويخوض شبابه في فترة استعمارية فرنسية وإسبانية لبلاده.
وبخلفية مشبعة بدراسة القانون كانت آخرها دبلومة من المعهد الدولي لحقوق الإنسان، خاض اليوسفي في وقت مبكر تجربة العمل السياسي والنقابي بالمغرب.
وخلال الفترة ما بين عامي 1944 و1949، سجل الراحل نشاطا غير عادي بين عمال مدينة الدار البيضاء (غرب).
لكن (سي عبدالرحمن) – وهو لفظ يشير لاحترام متزايد بين المغاربة – لم يكتف بالدفاع عن حقوق العمال داخل المملكة، فسارع إلى خوض معارك من أجل العمالة المغربية في فرنسا بين 1949 و1952.
وحتى عام 1965، قدم عبدالرحمن اليوسفي الكثير لحركة المقاومة المغربية ضد الاحتلال الفرنسي، وتحديداً بعد نفي السلطان محمد الخامس إلى جزيرة مدغشقر.
ويدرك القاصي والداني في المغرب تاريخ عبدالرحمن اليوسفي كسياسي مناضل تعرض للاعتقال عدة مرات، عاش فترة من حايته في المنفى الفرنسي امتدت لـ15 عاما.
مع عودة اليوسفي إلى المغرب لم يكن طريقه السياسي مفروشاً بالورود، ففي سنة 1993، احتج على ما اعتبرها عيوبا شابت الانتخابات التشريعية واستقال من مهامه السياسية، قبل أن يعود ليترأس ما عرف بأول (حكومة تناوب) ديمقراطية في البلاد عام 1998.
والراحل أحد مؤسسي حزب الاتحاد الاشتراكي اليساري في المغرب، قبل أن يتولى منصب الوزير الأول بين 1998 و2002.
ففي عهد الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، ومع تولي اليوسفي قيادة حكومة التناوب علق المغاربة آمالا واسعة على التجربة السياسية الأولى من نوعها في البلاد، لأن زعيما معارضا صار يتولى السلطة لأول مرة.
ومع مروره بوعكة صحية مؤلمة، في العام 2016، أطلق الملك محمد السادس اسم عبد الرحمن اليوسفي على شارع في مدينة طنجة التي ولدَ فيها السياسي الراحل.
وبعد هذه الوعكة، بدا نقيب المحامين في المغرب سابقاً، غير قادر على ممارسة عادته اليومية من الانهماك في قراءة الصحف والكتب، حتى صام عنها تماما.
لم يكن اليوسفي ينهي يومه في منزله بحي بوركون وسط الدار البيضاء دون الانهماك في مطالعة الصحف المغربية والدولية يومياً إضافة إلى ما تطوله يداه من الكتب.
وبعد نضال طويل من أجل الديمقراطية متسحلا بالقراءة والكتابة، توقف الراحل عنهما، وهو ما دفع أحد المقربين منه للقول: "أدركنا أن سي عبدالرحمن ليس على ما يرام، وأن فراقه صار قريبا"، بحسب موقع هسبريس المغربي.
وربما لا تجد السيدة هيلين اليوسفي أرملة الراحل ما يواسياه خير من سيرته الطيبة وحزن ملايين المغاربة والعرب عليه، وتحديداً بعد مئات البرقيات التي انهالت عليها خلال الساعات الماضية.
ولعل هذا الاحترام، دفع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لنعي اليوسفي أكد فيها أن الفقيد كان يتمتع بـ"صفات رجل الدولة المتمكن والمواطن المغاربي المثالي الذي يتفانى في العمل على مد جسور الأخوة والتعاون بين الشعوب".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA= جزيرة ام اند امز