هل تتأثر طالبان بمقتل زعيمها الملا منصور؟
اغتيال زعيم حركة طالبان الملا اختر منصور يثير التساؤلات حول مستقبل الحركة وما إذا كان ذلك سيزيد من انقسامها أم لا
قال مسؤولون أمريكيون، إن غارة شنتها طائرة أمريكية بلا طيار "قتلت على الأرجح" زعيم حركة طالبان الملا اختر منصور في محافظة بلوشستان بجنوب غرب باكستان.
وإذا تأكد مقتله، فإنه قد يغير مسار التمرد في أفغانستان الذي نما بشراسة في ظل قيادة منصور.
من سيخلفه؟
عين منصور زعيما لحركة طالبان في يوليو/تموز 2015، بعد الكشف عن أن مؤسس الجماعة الملا توفي قبل عامين.
وواجه الملا منصور انتقادات واسعة بسبب تستره على وفاة الملا عمر.. وستشمل لائحة المرشحين لخلافته أسماء شخصيات كثيرة خاضت المعركة الانتخابية العام الماضي.
ومن بين هؤلاء، نجل محمد عمر الملا يعقوب الذي اختاره بعض القادة زعيما جديدا، لكنه اعتبر في ذلك الوقت صغير السن وعديم الخبرة، إضافة إلى شقيق عمر الملا عبد المنان اخوند، وكان منصور أعطاهما مناصب عليا في مجلس قيادة الحركة، وينظر إليهما على أنهما المرشحان المفضلان لتولي المسؤولية.
أما الشخصان الآخران المحتملان لخلافة منصور، فهما نائباه الزعيم الديني المؤثر اخوندزاده، وسراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني المتحالفة مع طالبان والمسؤولة عن بعض من أسوأ الهجمات على أهداف أفغانية وأمريكية.
وقال المحلل الأمني الباكستاني أمير رانا "هذا هو الوقت الذي سيحاول فيه حقاني السيطرة على الحركة بكاملها".
هل سيزيد ذلك من انقسام طالبان؟
الجواب شبه المؤكد هو "نعم". فقد كان الملا اختر منصور فعالا بشكل خاص في إخضاع معارضيه والقضاء على منافسيه.
وقتل الملا داد الله، القائد المنشق البارز في العام الماضي في تبادل لإطلاق النار مع موالين لمنصور، ووردت تقارير عن أن الملا رسول الذي شكل فصيلا منشقا عن طالبان، قد اعتقله الجيش الباكستاني رغم أن أتباعه يواصلون القتال باسمه.
وإذا كان منصور قد قتل بالفعل، يعتقد المحللون أن الاختلافات ستطفو مجددا إلى السطح بين عناصر الحركة.
- كيف سيؤثر ذلك على الوضع الأمني؟
قال أحمد راشد مؤلف كتاب "النزول إلى الفوضى" إن "ذلك قد يساعد عملية السلام، إذا سمح للفصيل المعتدل بأن يطفو على السطح".
ويمكن أن يشكل الاقتتال الداخلي متنفسا للقوات الأفغانية المحاصرة لكن استراتيجية "فرق تسد" قد تأتي أيضا بنتائج عكسية.
وقال امتياز غول مدير مركز الدراسات الأمنية ومقره إسلام أباد "أولا الملا عمر، والآن منصور، بمجرد انتزاع الأعضاء الاساسيين في أي حركة، فإنها قد تبدأ بالانهيار".
وأضاف "من ناحية أخرى، ستصبح عملية السلام أكثر صعوبة إذا كنت تتعامل مع العديد من القادة، هذه كانت الاستراتيجية على مدى سنوات عدة، دفعهم إلى الانقسام وعقد الصفقات معهم، لكننا لا نعلم ما إذا كان ذلك سينجح".
واعتبر رانا أن مقتل منصور قد يمهد الطريق أيضا لجماعات مثل تنظيم داعش الإرهابي وحركة أوزبكستان الإسلامية التي كانت تعمل منذ فترة طويلة في ظل حركة طالبان، للظهور بشكل أقوى من ذي قبل.
ماذا تعني الغارة الجوية بالنسبة الى باكستان؟
كانت باكستان من حلفاء طالبان الرئيسيين أثناء حكمهم أفغانستان بين 1996 و2001، واستمرت في ممارسة ضغط على تمردهم.
وفي مارس/أذار الماضي، أقر أرفع مسؤول في وزارة الخارجية الباكستانية سرتاج عزيز علنا بما كان كثيرون يشتبهون به لسنوات، وهو أن القيادة العليا لحركة طالبان الأفغانية تحتمي في باكستان.
لكن جهود السلام المتوقفة قد تكون أدت إلى نفاد صبر واشنطن، رغم تشكيل مجموعة رباعية تضم الولايات المتحدة والصين وباكستان وأفغانستان في يناير/كانون الثاني الماضي لاستئناف تلك الجهود.
فحقيقة أن الضربة نفذت في عمق الأراضي الباكستانية، وليس في المناطق القبلية الحدودية حيث حصل هجوم شبيه في السابق، ستزيد التكهنات في شأن رضوخ إسلام آباد.
وحصلت الجولة الأخيرة من المحادثات الرباعية، الأربعاء الماضي، في إسلام أباد.
في تلك المرحلة، كانت الولايات المتحدة مستعدة ظاهريا لإجراء محادثات مع طالبان وزعيمها، لكن عناد منصور قد يكون أدى إلى سقوطه.
وقال رانا "كان هناك اتفاق على أنه في حال رفض حركة طالبان الجلوس إلى الطاولة، فإن باكستان ستتعاون مع العمليات ضد طالبان. كان هناك التزام".
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg
جزيرة ام اند امز